الثلاثاء, 25-أغسطس-2015
استطلاع/ بليغ الحطابي -
تصادف اليوم الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي أعلن انطلاقه في 24 أغسطس 1982م.. وفي هذه الاثناء يواجه هذا التنظيم الوطني الرائد الذي حمل على عاتقه هموم وتطلعات الشعب بمختلف فئاته يواجه تحديات كبيرة ليس أقلها محاولات تفكيكه، وتشتيت جهوده الوطنية الرامية لرأب الصدع، وتحقيق الاصطفاف الوطني وبهذه المناسبة رأى عدد من الرعيل الأول- الذين كان لهم شرف الاسهام والمشاركة الفعالة في المؤتمر العام التأسيسي للحزب- أن المؤتمر كان ولايزال الرهان الحقيقي لإيقاف دوامة العنف والاقتتال الداخلي التي أثارها العدوان الخارجي على اليمن.. وأنه قارب النجاة لليمن واليمنيين مما فرضته عليهم سنوات الربيع العربي وتداعيات انتهاك السيادة الوطنية والخذلان الداخلي التي أشاعها مشروع «الاسلام السياسي» وصولاً الى تشكيل تحالف عربي تقوده السعودية للاعتداء على اليمن أرضاً وشعباً وانهاك مقدراته وتدمير منشآته..
وللخوض أكثر في تفاصيل هذا الحديث عن أهمية الذكرى وأولويات المؤتمر، من موقعه كتنظيم وطني رائد استطلعت «الميثاق» آراء عدد من المؤسسين وممن لايزال عطاؤهم الوطني «المؤتمري» يتدفق على كافة المستويات.
وقبل الخوض في التفاصيل لابد لنا من التوقف أمام لحظة التقاط الفرصة من قبل النخب الثقافية والسياسية و.. و.. الخ، للقيام بتأسيس هذا التنظيم العام 1982م في مرحلة عصيبة ومنعطف لا يقل خطورة عما نحن فيه ونعايشه اليوم، بفعل مغامرات الانتهازيين وتجار الحروب، حيث كان الوطن على صفيح ساخن يقاوم الاقتتال الداخلي وسفك الدماء والتمترسات الايديولوجية والفكرية للبعض، ليستقر الحال على جمع كل الرؤى والنظريات في منظومة وطنية واحدة تشكل الارادة الجمعية لليمن واليمنيين.. وهو ما تجسد في اعلان المؤتمر الشعبي العام كتنظيم يضم مختلف النخب الفكرية والثقافية والسياسية، ولتبدأ معه مرحلة السلام والوئام والحوار الوطني بين مختلف الاطياف والشرائح لوقف العنف والاقتتال والتناحر والخروج بالوطن من أتون حقبة دموية وفق رؤية وطنية ثاقبة «الميثاق» الوطني» حددت متطلبات البناء والتحديث والتطوير.
وهو ما يؤكده المؤسس الاستاذ محمد الخاوي- عضو مجلس الشورى- بقوله: إن اللحظة كانت تاريخية ومثلت انتصاراً جمعياً للإرادة اليمنية الواحدة ضد العبثية ورعاتها والتخلف ودعاته والانقسام وأصنامه.. بصيغة سياسية جديدة بعيداً عن التعصب والتطرف تعمل على حماية الوطن من الانجرار الى مستنقع الاقتتال والتشرذم.
من جهته يقول الاستاذ المؤسس علي محمد الفاطمي- وكيل محافظة مأرب: إنه لابد من استلهام مدلولات الاحتفاء بذكرى تأسيس المؤتمر كذكرى ومناسبة لإحياء القيم والمبادئ الميثاقية التي قام على اساسها وبث روح الاخاء والتسامح والسلام والوئام بين افراد المجتمع.. ومن هنا -وحسب الفاطمي- يتعين على اعضاء المؤتمر وقياداته الوسطية الاستعداد الجيد لبدء مرحلة السلام التي انتصر لها المؤتمر وقيادته منذ التأسيس وللقيم والمثل الوطنية من أجل مصلحة الوطن.
وعما يدور حالياً من فتن وحالات اقتتال وسفك وانقسام قال الفاطمي: إن الارتهان السياسي والفكري هو من جعل البلد بؤرة للمتآمرين والحاقدين والمرتزقة الذين ما انفكوا يخططون ويتآمرون على الشعب والوطن وقيادة حرب تدميرية طالت الشجر والحجر بأيديهم أو بأيدي اسيادهم ومن يعملون لديهم.. مؤكداً أن على المؤتمر واجباً وطنياً كبيراً ومقدساً في هذه اللحظة وككل اللحظات التاريخية العصيبة التي مرت على الوطن أرضاً وانساناً وهو العمل جاهداً مع كل الخيرين وأصحاب السلام لرأب الصدع وايقاف دوامة العنف وسفك الدماء في البلاد..
ويأتي ذلك من منطلق مسئوليته الوطنية- حسب الدكتور المؤسس حسن السلامي- التي تحتم عليه التصدي للمؤامرة الخبيثة والدنيئة التي تحاك ضد الوطن.
وأضاف: المؤتمر لايزال هو القوة الفاعلة والفعلية من منطلق مسيرته الحافلة بالانجازات والمآثر العظيمة التي لا ينكرها إلاّ جاحد.. بل وفي اعتقادي أنه لايزال أكبر قوة حزبية تنظيمية على الساحة رغم الاهتزازات والاختلالات التي تعرض لها إلاّ أنه لايزال قادراً على المضي قدماً نحو النباء والتغيير الايجابي الذي يطمح ويتطلع إليه الشعب من منطلق نهجه الوسطي المعتدل غير الملتزم بأيديولوجيا أو المتعصب لأي رأي أو رؤية.
ويستطرد الاكاديمي المؤسس المؤتمري السلامي: أن المرحلة الراهنة أيضاً تتطلب من المؤتمر الشعبي- كتنظيم كانت له الريادة في ظل اخفاق القوى الأخرى عن مواكبته والارتقاء بعملها الى مستوى عمله الوطني الطموح البعيد عن الانانية- تتطلب أن يقيم نفسه وأداءه وبالذات في الاعوام الأربعة الأخيرة، وذلك عبر تهيئة مناخ جديد من الفعل والتفاعل والشراكة والمشاركة في المسئولية داخل الاطر التنظيمية وبشكل يواكب المتغيرات الحاصلة في البلاد والمنطقة والعالم.
وعلى العكس من ذلك رأى الاستاذ محمد الخاوي أن المؤتمر وقيادته لم تقف مكتوفة الأيدي أمام عدة متغيرات بل شاركت وعملت بكل تفانٍ واخلاص من منطلق واجبها ومسئوليتها الوطنية.. واستطاع المؤتمر منذ التأسيس أن يقود اليمن من نصر الى نصر وخلال فترة حكمه أوصلها الى بر الأمان حتى وإن كان هناك بعض القصور نتيجة الممارسات الخاطئة لكن ذلك لا يعني أنه فشل..
كما لا ينسى الدكتور السلامي الاشارة- في سياق حديثه- الى بعض الهفوات التي قال إنها طبيعية كالسقوط لبعض قيادات المؤتمر أو من وصفهم بالمتسلقين والمتمصلحين ومن اتخذوا من المؤتمر سلماً للوصول الى أهدافهم غير أنهم بفعهم ذلك وخروجهم من المؤتمر وامثالهم من أيدوا العدوان على الشعب اليمني خدموا المؤتمر وقيادته ومنحوه دفعة قوية نحو الريادة وقيادة المرحلة الراهنة والوصول الى المبتغى العام وهو حقن الدماء واشاعة السلام والبدء بمصالحة وطنية شاملة لاتستثني أحداً- كما قال الزعيم علي عبدالله صالح- فهو الأكبر حجماً ووزناً في الساحة الوطنية والسياسية.
ربيع المؤتمر
ولعل عملية التغيير التي بدأها المؤتمر كمنطلق استراتيجي شامل لمشروعه الكبير منذ تأسيسه واجهت وتواجه حرباً ضروساً من القوى الانتهازية والانانية الحاقدة التي تعمل وتكرس جهودها لانزلاق الوطن الى مستنقع الاقتتال والتناحر والاحتراب الأهلي والدمار والشتات والانقسام.. الأمر الذي رفضه ووقف ضده المؤتمر وقيادته منذ بداية العام 2011م، حيث يقول الاستاذ المؤسس حسين الأهجري إن إحدى مؤامرات أو فصول مؤامرة ما يُسمَّى الربيع العربي كانت تستهدف كيان المؤتمر وتفكيكه، وهو ما يحاول العدوان فعله اليوم بثوب جديد.
وأضاف: في اعتقادي أن الهزات التي تعرض لها المؤتمر منذ 2011م أدت الى مؤتمر جديد، مؤتمر أكثر قوة وصلابة وصموداً أمام عوامل وتحديات الواقع وأكثر قدرة على التعاطي بمسئولية وحنكة معهودة مع مختلف التحديات.
مشيراً الى أن على المؤتمر التخلص مما هو سلبي وسلبيات من هرولوا هروباً منه.. والتهيئة لأرضية ايجابية للتجديد المؤتمري الواعي الواقعي لتلبية طموحات الشعب وتطلعاته، الأمر الذي سيقوده الى تبنّي مواقف ومبادرات وطنية هادفة تحقن الدماء وتشيع السلام والوئام والمحبة بين أبناء الوطن الواحد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 04:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43746.htm