الإثنين, 31-أغسطس-2015
استطلاع / عبدالكريم المدي -
أكد عدد من السياسيين والخبراء أن السعودية تهدف من وراء احتلالها للمحافظات اليمنية النفطية والغازية إلى قطع مصادر الدخل للبلد وتركيع الشعب اليمني واحداث بلبلة وحالة تذمر في أوساط الموظفين المدنيين والعسكريين وكذا تمهيداً لتمزيق اليمن.
وقالوا في تصريحات لـ «الميثاق»: إن هناك مخططات تآمرية للسعودية ومن وراء سياسة العدوان العسكري والتدخل في البلاد واحتلال أجزاء من أراضيها ومنها ايجاد يمن ضعيف وممزق يسهل التحكم بقراره وكذا جعله محتاجاً دائماً للدعم السعودي والخليجي.. فإلى التفاصيل :
< في البداية قال المهندس هشام شرف عبدالله وزير النفط السابق:
هناك خطة أو ترتيبات لقطع شرايين الدخل المالي على الداخل، ونقصد هنا المناطق التي لاتتمتع فيها مليشيات الإصلاح وهادي والقاعدة بسيطرة كاملة، طبعاً بدعم جوي واسناد قتالي ولوجيستي سعودي بالدرجة الأولى.
قطع شرايين الدخل المالي يتم باحداث الفوضى وتفجير معارك واقتتال في مناطق انتاج وتصدير النفط والذي يمول حوالي 75% من الميزانية الحكومية ويشكل 90% من الصادرات للخارج، وبالتالي فإن هذا يشكل ارباكاً كبيراً للطرف الآخر غير الموالي للعدوان والاحتلال السعودي ويمنع عنه مصدراً كبيراً بل والأكبر للدخل المالي واحتياجاته من العملة الصعبة والمحلية لتوفير المرتبات واستيراد المشتقات النفطية والمشاركة في تغطية استيراد بعض المواد الأساسية والأدوية.
مثل هذا التوجه من العدوان السعودي وشلة الخيانة في الرياض ومعهم الاصلاح والجماعات المتطرفة يهدف كذلك إلى اثارة حوالي (500-600) ألف موظف، ومعهم حوالي ( 700 ) ألف جندي من خلال ارباك عملية توفير المرتبات الشهرية والنفقات الجارية لعملية الادارة المدنية والعسكرية والتي ستتأثر عاجلاً أم آجلاً بقطع معظم مصادر الدخل القومي والتي على رأسها النفط والغاز، وهي متوقفة حالياً.
وأستطيع القول حيال هذا الأمر ان هناك هدفاً مباشراً للعدوان السعودي وبتخطيط مشترك مع هادي وشلته يتمثل بقطع كل سبل التمويل الذي كانت الدولة اليمنية تشرف عليه بهدف إسقاط ماتبقى من النظام الوطني الجمهوري واثارة الكادر المدني والعسكري على الحوثيين ومن يتحالف معهم.
- كما ان هناك أهدافاً أخرى مبيتة، منها تدمير البُنى التحتية للبلد والمسؤولة عن تصدير النفط والغاز وإنتاجها وذلك كنتيجة لمواجهات مسلحة يجرى دعمها وتمويلها سعودياً واشعالها بين اطراف الصراع اليمنيين، وبالطبع السعودية ليست في موقف المتفرج، حيث انها اليوم تدعم الإصلاحيين وقوات هادي المدفوعة الأجر والمرتزقة من هنا وهناك والقاعدة وأنصار الشريعة لإحكام قبضتهم على تلك المنشآت، والطرف الآخر المتمثل بالجيش واللجان الشعبية سيعمل إما على دحرهم أو تدمير قواتهم التي حتماً ستكون مسيطرة على المنشآت النفطية والغازية. ولاننسى هنا محطة مأرب الغازية، فهي قد تنال نصيبها من قذائف الهجمات والهجمات المضادة بين أطراف القتال اليمنية .
وهنا تحقق الجارة العدوة أهم هدف في المعركة- كما أراه - وهو تركيع اليمن اقتصادياً.. ولكن بيد اليمنيين أنفسهم وبالسلاح والمال السعودي بالدرجة الأولى.
وبالطبع لا ننسى دور دول الخليج الأخرى في هذا العدوان وعملهم على ايجاد يمن ضعيف يضرب ويدمر شريان الحياة وجعل الشعب اليمني مرتهناً لعطف المال الخليجي إلى أن تعود الأحوال الى طبيعتها.. إن عادت.
واضاف مايدور الآن هو الاعداد للتدمير الحقيقي لما بنته البلد خلال (25) سنة مضت في قاعدتها النفطية والغازية. وتمنى أن يتنبه الحوثيون والقادة العسكريون في الجيش لهذا المخطط التآمري وإذا فرضت عليهم الحرب فيجب أن تكون المعارك عبارة عن كمائن وحرب عصابات وحقول الغام للدبابات وبمنأى عن أي استهداف لحقول أو منشآت النفط والغاز والمنشآت الملحقة بها.
وننصح بأن تكون المواجهات عبارة حرب عصابات وكمائن وغارات ليلية لفرق قتالية من الجيش والفرق الخاصة وتستخدم القذائف الصاروخية المضادة للدبابات والدروع والأطقم مع العبوات الناسفة في منعطفات الطرق والتعرجات الجبلية في مختلف الطرق والمناطق بدلاً عن المواجهات المباشرة.
التحكم بثروة اليمنيين
< من جانبه قال المحلل السياسي والناشط عبدالوهاب الشرفي:
تسعى السعودية من خلال هذه المؤامرة إلى تحقيق أكثر من هدف خبيث، ومن أهمها خوفها من أن تتعرض مصالح الشركات الأوروبية لأي ضرر ، وهذا - وفق الفهم والسياسة السعودية- سيكون له تبعات سيئة عليها باعتبارها تسلمت الملف اليمني و لم تحافظ على مصالح الغرب ، ومنها أيضاً السيطرة التي ستتبعها، إذاما تمكنت، التحكم الكامل في استخراج وتصدير النفط في محاولة لتعويض خسائرها الناتجة عن عدوانها .. اضافة إلى أهداف أخرى منها عزل المحافظات الشرقية والداخلية التي بها ثروات عن باقي اليمن وتسليمها لحلفاء مؤدلجين كالقاعدة والإخوان ممن تضمن ولاءهم وتبعيتهم للسعودية وخدمة سياساتها ومشاريعها التدميرية في المنطقة والتي للأسف ستنعكس هذه السياسات ليس على اليمن فحسب بل على السعودية ودول الجزيرة والخليج والعالم العربي برمته وهذا ما كنا نتمنى أن يتم تحاشيه وإدارة الصراع بوعي وشرف وحرص حقيقي على مستقبل اليمن والمنطقة، لأن أي اهتزازات في اليمن وتصدعات وفوضى وسيطرة جماعات إرهابية عليه أو على أجزاء واسعة ومهمة منه ستنعكس على كل الشعوب وفي مقدمتها السعودية.. والتاريخ مليء بمثل هكذا أحداث ونتائج سياسات خاطئة ومغلوطة تعتمد على ردود الأفعال الآنية والحماقات والمشورات والقرارات الصبيانية.
وهنا نتمنى على الشرفاء من أبناء محافظات: (حضرموت - شبوة - مأرب - الجوف) أن يتنبهوا لخطر هذه المؤامرة السعودية وأن ينتصروا ليمنيتهم وللأمن والسلام والشراكة الوطنية مهما كانت شدة خلافاتهم مع الحوثيين أو غيرهم ، لأنهم إذاما انساقوا خلف الأجندة السعودية فسوف يضرون بمستقبل الجميع .
تسليم الثروة للإرهابيين
< إلى ذلك قال الخبير النفطي الدكتور عبدالملك الشرعبي :
السعودية تقوم بعمل كل شيء له صلة بقتل اليمنيين وتركيعهم وإذلالهم وتجويعهم وإهانتهم وتدمير مقدراتهم وليس النفط فقط ، إنما كل شيء يهم هذا الشعب ، ليس منابع النفط والغاز فقط لكن كل ما له علاقة بالاقتصاد اليوم والأمس.. ومنذ تأسست هذه الدولة وهي تحارب الشعب اليمني وتقف عائقاً أمام تطوره ونهضته، ولقد أتت لها اليوم فرصة أكثر من اي وقت مضى ، وستقوم بكل ما يلزم للسيطرة على المقدرات ، وأعتقد أن السبب الأول اليوم وراء قيامها بهذه الأعمال هو تمزيق اليمن وتسليم المناطق التي بها ثروات لعملائها وللجماعات المتطرفة .
وأضاف : هناك أجندة لتحركات السعودية وأبعاد مختلفة وما تقوم به اليوم في المحافظات النفطية له بعد اقتصادي وتمزيقي ، مرتبط بالجانب العسكري وتشديد الخناق اقتصادياً على من هم بصنعاء.. وبعد ذلك تقوم بالتقسيم والتمزيق في حال نجحت وهي خائفة جداً من الفشل، لأن انعكاساته سيكون لها تأثيرات مباشرة عليها وعلى وجودها وخطرعلى دول الخليج التي تعوم على بحيرات من النفط وليس لها مشاريع وطنية وتقدمية ولا إنسانية .
السعودية تريد أن تخنق البلد وتهيمن على اليمنيين وتبدد ثرواتهم ومقدراتهم وتسلمها لحلفائها من التيارات المؤدلجة والقوى المتطرفة التي تتحالف معها وكل هذا يحدث اليوم على مرأى ومسمع من العالم كله ، سيما أميركا والغرب الذين يتشدقون بمحاربة التطرف والإرهاب وهم في الحقيقة ومن خلال سياساتهم وممارساتهم في اليمن نجد أنهم يدعمون الإرهاب بمختلف الوسائل وإلا لما سيطر الارهابيون على المحافظات الجنوبية والشرقية بكل ما فيها من ثروات ومقدرات وموانىء ومصادر دخل وما تمثله من أهمية في طريق الملاحة الدولية ونصف احتياجات العالم تقريباً من الطاقة.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43789.htm