الميثاق نت -

الثلاثاء, 15-سبتمبر-2015
‬الدكتور‮/ ‬علي‮ ‬مطهر‮ ‬العثربي -
< السقوط المريع الذي وصلت إليه قوى العدوان والارهاب والاجرام المتحالفة ضد الإرادة اليمنية يقدم صورة فاضحة للارتهان وعدم القدرة على امتلاك القرار ويبرهن من جديد على أن الأعراب القائمين على ذلك التحالف الارهابي ليسوا أكثر من أداة تحركها القوى الصهيونية وتسومها سوء العذاب وترغمها على دفع أبناء بلدانها الى المحرقة وخصوصاً العناصر التي ترغب قوى الإذلال والاستكبار في التخلص منها بسبب سجلته ضد تلك العناصر في أوقات معينة، حيث وجدت الآن الفرصة للتخلص منها في حربها ضد اليمن، لأن القوى الصهيونية تدرك تمام الإدراك: أن‮ ‬قتال‮ ‬اليمنيين‮ ‬شديد‮ ‬البأس‮ ‬وخصوصاً‮ ‬عندما‮ ‬يعتدى‮ ‬عليهم‮ ‬الى‮ ‬ديارهم‮ ‬ومنازلهم‮ ‬فإنهم‮ ‬يظهرون‮ ‬شراسة‮ ‬لا‮ ‬تبقي‮ ‬ولا‮ ‬تذر‮ ‬دفاعاً‮ ‬عن‮ ‬كرامتهم‮ ‬وقدسية‮ ‬تراب‮ ‬الوطن‮.‬
إن القوى الصهيونية لا يهمها حليف أو صديق على الإطلاق بقدر ما يهمها التخلص من الكتلة البشرية في الوطن العربي ليخلو لها الجو في تحقيق أحلام صهيون في الانتقام من الإنسانية، لأن عناصر تحالف الارهاب والاجرام ضد اليمن لم تقرأ التاريخ، فقد مُنعت من ذلك منذ نعومة أظافرها وخضعت لتربية جردتها من مكارم الاخلاق وانتزعت منها مفهوم الأخوة وحرمتها من النخوة وأفرغتها من الغيرة ومسحت العروبة والاسلام وتاريخ الانتماء وغرست بدلاً عن كل ذلك الحقد والرغبة في التسلط والجبروت وامتهان الارهاب، وقد استغلت القوى الصهيونية في تلك العناصر حالة الشعور بالنقص وعمقته في نفسياتها ووضعت حواجز بين تلك العناصر ومفهوم أواصر القربى وصلة الرحم وعمقت الشروخ في جدار البيت العربي الواحد وأزالت معالم الانتماء وطمست آثاره بأسلوب اعتمد على التربية المحرفة ذات المنهج العدواني المعمق لحالة الشعور بالنقص‮.‬
إن الإجرام والارهاب الذي تمارسه قوى تحالف الارهاب الشيطاني ضد اليمن وأهلها يعطي دلالات قطعية على التجرد المطلق من حق الانتماء لمفهوم العروبة والاسلام، وأن عناصر تحالف الارهاب الشيطاني الذي يقوده نفر من قرن الشيطان في الرياض قد انسلخت من جلدها العروبي وفكرها الذي تتمسح به، لأنها تربت على تشويه الاسلام عقيدة وشريعة، وأصبحت تلك العناصر قابلة للتحريك وفق رغبات أعداء الإسلام والعروبة، والدليل الذي لا يقبل الشك أن أعداء الاسلام والعروبة صوروا لتلك العناصر أن اليمن محتلة من قبل إيران الفارسية المجوسية - حسب زعمهم- وأن القتال في اليمن قد أصبح دفاعاً عن العروبة والاسلام، فوقع المغفلون الذين يشعرون بالنقص في هذا الفخ، ولو لم يكن أولئك النفر قد خضعوا لتربية منحرفة بعيدة عن القيم الروحية والوطنية والإنسانية لما انطلت عليهم تلك الأكذوبة، ولو لم يكونوا مجرد أدوات بأيدي القوى الامبريالية لتحرك فيهم الحس الوطني وحرروا أنفسهم من الاستعمار المباشر للقوى الاجنبية التي دنست الأرض العربية بعدتها وعتادها، وكان الأحرى بهم أن يحرروا معظم أراضي الخليج العربي من الهيمنة والسيطرة الفارسية التي وصلت الى مخادعهم لو كانت غيرتهم قد استيقظت‮ ‬ضد‮ ‬الفرس‮ ‬والمجوس‮- ‬كما‮ ‬يقولون‮.‬
إن إيران التي جعلوا منها غطاءً إعلامياً وسبباً لتدمير اليمن وأهله المسالمين تحتل المواقع الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي وخصوصاً في الإمارات العربية المتحدة، ولو كان هؤلاء الاعراب يعقلون أو يمتلكون قرارهم لكانت الشهادة في سبيل تحرير الخليج من الفرس والمجوس أولى من مقاتلة أهل الإيمان والحكمة الذين لم يتعدوا حدودهم، ولو أن الغيرة قد ظهرت في الخليج فجأة لكانت الجزر الإماراتية المحتلة أولى بتلك الحشود وكان سيكون للشهادة فيها معنى وطني وديني وإنساني آخر يحقق العزة والكرامة والنخوة العربية الأصيلة، أما التفاخر بالشهادة في الذهاب الى المحرقة في اليمن فإنه قد بات محل سخرية الاطفال والنساء وموضعاً للتندر الذي يرسم لوحة من الخزي والعار الذي لحق بأهالي من سقطوا في الحرب الفاجرة والغادرة ضد اليمن وأهلها أهل الإيمان والحكمة والفقه، لقد قال كل يمني وعربي ومسلم وإنساني بالحرف الواحد لو سقط أبناء الخليج دفاعاً عن أرضهم المغتصبة من الفرس والمجوس َلحَق علينا عزاؤهم، ولو سقط أولئك النفر الذين يطلقون عليهم لفظ الشهداء في أرض فلسطين المحتلة لحق علينا الزحف إليهم لتقديم واجب العزاء والمدد والعون اللازم لنصرة الحرية والإنسانية،‮ ‬لأن‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬شيم‮ ‬اليمنيين‮ ‬الأحرار‮.‬
إن الخليجيين الأحرار يدركون تمام الإدراك أن أرضهم واقعة تحت الاحتلال المباشر للقوى الاستعمارية الصهيوأمريكية والفارسية وأن ثروات الوطن العربي تنهب يومياً من خلال الهيمنة والسيطرة على الخليج العربي وأن عدوهم الحقيقي ليس العنصر العربي والإنساني على الإطلاق وأن العدو الحقيقي هو القوى التي سلبت الأحرار حريتهم وانتزعت إرادتهم وحولتهم الى مجرد أدوات يحركونها ضد الوحدة العربية، ولأنهم يدركون هذه الحقيقة فإن الآباء الكبار بعروبتهم وإسلامهم وانتمائهم الى قدسية التراب العربي قد أظهروا رباطة جأش في الصبر وهم يرون فلذات أكبادهم سقطوا في حرب عدوانية ارهابية ضد اليمن وأهلها المخلصين لدينهم وعروبتهم، وكانت ملامح وجوههم تخبر الأحرار في الوطن العربي أنهم ليسوا راضين عن العبثية والعدوان ضد الأهل والأصل في يمن الإيمان والحكمة، وكان قبولهم للعزاء على مضض بسبب إكراه الاعراب لهم بذلك الفعل الفاجر الذي ألحق بهم العار، بل إن الكثيرين منهم كانت ترتسم أمامهم الأرض الخليجية المحتلة والأرض العربية الفلسطينية المحتلة وكانوا يتمنون أن أبناءهم قد سقطوا شهداء في تلك المواقع المدنسة وليس في تراب اليمن الطاهر والعزيز الذي لا يقبل الفجرة والغدارين‮ ‬والخونة‮ ‬من‮ ‬أينما‮ ‬كانوا‮ ‬وحيث‮ ‬ما‮ ‬حلوا‮.‬
إن محاولة الإعلام الفاجر تزيين ما حدث من الارهاب ضد الارض والإنسان والدولة في اليمن من تحالف قرن الشيطان الارهابي بات مخجلاً لكل أحرار العالم الذين ينشدون الحرية والكرامة الانسانية وينظرون الى ذلك الزيف والبهتان بعين الاحتقار والازدراء، بل إن ما يشاهد ويسمع عن قنوات الغدر والفجور والارهاب بات اليوم وصمة عار في جبين الانسانية، ولم تكتف قوى الارهاب والضلال والفجور والغدر في الوطن العربي بكل ذلك الزيف، بل لجأت الى أساليب حقيرة من خلال الضغط على مؤسسات دولية تحت تهديد المال المدنس لإصدار بيانات تؤيد ذلك العدوان الارهابي الفاجر ضد اليمن وأهلها الأحرار الذين برهنوا للعالم أن حريتهم وإرادتهم وحقهم في البقاء أقوى من كل ذلك الكيد الرخيص والدفع المهين للكرامة، وأن فقرهم وجوعهم وعطشهم أهون عليهم من التبعية والإذلال وأن موتهم كما الأشجار قد بات ظاهراً للأعداء ومحطماً للأطماع‮ ‬الاستعمارية‮ ‬وقوى‮ ‬الارتهان‮ ‬والخيانة‮.‬
إن من يدعون أنفسهم محللين ومفكرين ويظهرون في قنوات الغدر والفجور قد أعطوا انطباعاً عاماً في الشارع العربي والعالم الحر بأن أولئك المحللين لا يختلفون عن المرتزقة والخونة الذين يغدرون بالدين والوطن والانسانية، وأنهم كذلك لا يمتلكون شرفاً ولا أمانة، الأمر الذي أفقدهم المصداقية وجردهم من قيم الخير والسلام وحولهم الى مجرد أبواق تنبح بالشر، لأن العدوان على اليمن من قبل تحالف العشر العربية بإسناد صهيوني امريكي بقيادة نفر من المملكة السعودية لم يعد يقبل التبرير الفاجر والغادر، وأصبح القول الآثم في هذا الاتجاه وصمة عار على من ينتسبون اليهم، فقد أصبحت حقائق الاجرام والارهاب التي ارتكبها تحالف الارهاب الشيطاني ضد اليمن أقوى من ذلك الزيف والادعاء الفاجر والقول القبيح الذي يعبر عن السقوط في مستنقع الارتهان والإذلال والتبعية والغدر.
إن قوة الإرادة اليمنية قد أذهلت العالم وشدت أزر الأحرار في الوطن العربي وبعثت فيهم الأمل من جديد بأن العربي الاسلامي الناجز قادم من اليمن، وذلك لسبب وحيد هو أن هذه الإرادة الفولاذية تستمد قوتها من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها، فمهما كانت جحافل الغدر والخيانة‮ ‬مزودة‮ ‬بالأسلحة‮ ‬الفتاكة‮ ‬فإن‮ ‬إرادة‮ ‬اليمنيين‮ ‬الأحرار‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يقبلون‮ ‬التبعية‮ ‬لأحد‮ ‬أفتك‮ ‬وأعنف‮ ‬وسترغم‮ ‬الخونة‮ ‬والغدارين‮ ‬على‮ ‬الركوع‮ ‬لإرادة‮ ‬الخير‮ ‬والسلام‮.‬
إن إرادة الخير والسلام والحرية التي يتمتع بها اليمنيون الأحرار باتت اليوم مضرب المثل لدى العدو والصديق، وبات إصرار الإرادة اليمنية على البقاء الحتمية التي لا مفر منها على الإطلاق، لأن هذه الإرادة لا ترغب في أذية الغير مطلقاً، وتقاوم الارهاب بكل أشكاله وألوانه،‮ ‬وعندما‮ ‬يقول‮ ‬اليمنيون‮ ‬الأحرار‮ ‬بأن‮ ‬النصر‮ ‬قادم‮ ‬فإنهم‮ ‬ينطلقون‮ ‬من‮ ‬اعتصامهم‮ ‬بحبل‮ ‬الله‮ ‬المتين‮ ‬ويصبرون‮ ‬على‮ ‬الأذى،‮ ‬لأنهم‮ ‬يدركون‮ ‬أن‮ ‬الله‮ ‬على‮ ‬نصرهم‮ ‬قادر‮ ‬متكفل،‮ ‬ولذلك‮ ‬فهم‮ ‬أشد‮ ‬قوة‮ ‬وبأساً‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43890.htm