الميثاق نت -

الإثنين, 07-ديسمبر-2015
عبدالله الصعفاني -
منذ أحرقنا كتب ابن رشد واختطفها الغرب ونحن نمد الجسور من زمن انكسار إلى زمن انحطاط ..
*نأخذ الأقوال ونصادر الأفعال، نهتم بما تبقى من الشكل ولا نلقي بالاً للمضمون.. أمرنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالكثير فانشغلنا ربما بأقلها أهميةً وصارت هي محور الخلاف ، فيما تجاهلنا ما هو أهم، مفرّطين بالأركان والأعمدة حتى صار الدم النازف أرخص في عُرْفنا من الماء .
*ألا ترون أين أوصلنا التشوه الديني والفكري خارج قواعد وثوابت الإسلام الحنيف .. حتى في اللغة صار الزبد يتسيد، وما ينفع الناس يتوارى .. وصارت البذاءة وقلة الأدب وتجاوز محفوظات الدين والأخلاق هي الأولى بالتسابق عليها ، وراجعوا معي حصاد المنشورات الراقية أو السوقية من الإعجاب .
*اهتمام بالشكل والإثارة الفارغة على حساب المتن والمضمون .. إعلاء من شأن الشطحات ورغبات المراهقة السياسية والعاطفية والتقليد الأعمى خصماً من الفكر واللغة .. وانتصاراً على الأدب لصالح قلة الأدب .
*صار المتوازن والمتسامح ضعيفاً، والصامت عن البذاءة جباناً وانطوائياً، والنقي معجوناً بالسذاجة والعبط ، والتغافل غباء، رغم أن الحلم سيد الأخلاق .
*وكمثلٍ على سيادة القشور على اللب ، والفارغ على الممتلئ، ما يعيشه الكاتب والأديب والإعلامي المحترم من الضيق المعيشي وكأن هناك إرادة كبيرة تجعله مشغولاً فقط بالحصول على أدنى درجات العيش .
*وهنا تحضرني حكاية الكاتبة المبدعة أحلام مستغانمي التي انصدمت في بيروت من كون الناس لم يعرفوها إلا كونها من بلد المغني المسمى " الشاب خالد " صاحب القرط الذي يخرم أذنيه، أو أنها قادمة ليس من بلد المليون شهيد وإنما بلد الفائزة بجائزة ستار أكاديمي.
*تقول مستغانمي مستحضرةً الفارق بيننا وبين العالم الذي يحترم العقل: لقد صرخ ستالين أمام حصار موسكو من النازيين: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولوستوي "، معتقدةً أن من سيصرخ أمام حالة حصار أو عدوان مشابه على العرب إنما سيصرخ: «دافعوا عن وطن هيفاء وهبي ونانسي عجرم»!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44471.htm