يونس هزاع -
في الـ20 من سبتمبر 2006م خاض اليمنيون أكبر ماراثون انتخابي في حياتهم السياسية منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني على قاعدة التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة، وكان المؤتمريون بالذات هم من أثبتوا بالفعل أنهم قد انتقلوا- دون أن يدركوا- إلى مرحلة الاحتراف السياسي والتميز في إدارة تلك الحملات الانتخابية الناجحة فحققوا فوزاً مزدوجاً وكاسحاً لم يكن متوقعاً من المؤتمريين أنفسهم خاصة فيما يتعلق بالانتخابات المحلية، أما الانتخابات الرئاسية فقد شكلت أكبر تحول ديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، سجل فيها الرئيس علي عبدالله صالح سبقاً ديمقراطياً حقيقياً شهد له الأصدقاء والخصوم على حدٍ سواء..
فبقدر ما كان قوياً وصلباً في قبول التحدي كان شهماً ورائعاً في قبول المنافسة مع خصم يمثل تكتل القوى التاريخية المعارضة الأكبر والأقدم في الحياة السياسية اليمنية، وكان صادقاً وموفقاً في تقديم برنامج انتخابي محدد الملامح والغايات شعاره »يمن جديد.. مستقبل أفضل« ذلك الشعار الذي اختزل في عمقه ومعانيه الآمال الكبيرة لليمنيين رجالاً ونساءً، وبالمثل جاء برنامج المؤتمر لانتخابات السلطة المحلية متأثراً ببرنامج الرئىس، فكان البرنامجان هما الجناحان اللذان انطلق بهما المؤتمريون إلى الفوز بثقة الشعب والاستمرار في التحليق في رحاب الوطن اليمني الكبير..
شارك في هذه الانتخابات ما يزيد على ستة ملايين ناخب وناخبة حيث توجهوا منذ الصباح الباكر في الـ20 من سبتمبر 2006م لانتخاب رئىس للجمهورية من بين خمسة مرشحين متنافسين، وبحضور 45000 مراقب محلي من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى 400 مراقب دولي والذين عبروا عن اعجابهم بالديمقراطية اليمنية وبالوعي السياسي للمواطن اليمني وبالانتخابات اليمنية التي جرت بصورة آمنة وهادئة ومنظمة، وكانت المشاركة الواسعة للمرأة اليمنية في هذه العملية الانتخابية مثيرة ورائعة..
دشن مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية حملته الانتخابية من محافظة صعدة بذلك المهرجان الجماهيري الحاشد الذي قال فيه: إننا نشعر بالفخر بين الأمم لهذا الانجاز الديمقراطي.. ليكن تنافساً على برامج انتخابية دون تزييف وعي المواطنين أو الكذب عليهم.
مؤكداً أنه سيعمل مع الجماهير من أجل القضاء على الفقر والأمية وإيجاد فرص عمل للعاطلين، ومعلناً ان مؤتمراً للمانحين سيُعقد في بريطانيا لدعم مسيرة التنمية في اليمن، وقد قدمت بلادنا حزمة من المشاريع إلى ذلك المؤتمر لتمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي والدول الشقيقة والصديقة.
وبعد مهرجانات حاشدة في مختلف محافظات الجمهورية نظمها المرشحون الخمسة للانتخابات الرئاسية.. أنهى مرشح المؤتمر مهرجاناته الانتخابية بإقامة مهرجان انتخابي مشترك لأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء في ساحة ميدان السبعين بأمانة العاصمة وجه فيه التحية لكل محافظات الجمهورية على مشاعرها النبيلة ومشاركتها الفاعلة في المهرجانات الانتخابية التي أُقيمت فيها، والرسالة القوية التي عبروا من خلالها عن مشاعرهم الطيبة في كل أنحاء اليمن.
ومضى قائلاً: إن من مهامنا المستقبلية تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين ومكافحة الفقر ومحاربة الفساد والمفسدين أينما وجدوا وترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة في كل أنحاء الوطن ومكافحة الإرهاب ومواصلة جهود التنمية والتطور وتوفير فرص عمل للشباب..
مضيفاً: »لدينا حزمة من الإصلاحات السياسية والديمقراطية والإدارية والتشريعية والقضائية ضمن مهامنا المستقبلية، وتشجيع الاستثمارات وتدعيم الاقتصاد الوطني، إلى جانب الاهتمام بقضايا تعزيز الحريات وحماية حقوق الإنسان وتوسيع مشاركة المرأة وتعزيز دورها في خدمة المجتمع، وأيضاً حل مشاكل الثأر وعقد مؤتمر وطني للخروج بصلح عام ينهي مشاكل الثأر إن شاء الله في كل القبل والمحافظات اليمنية«.. مشيراً إلى أنه »سيتم إنشاء مشاريع استراتيجية عملاقة وفي مقدمتها مشروع سكة الحديد ومشروع تسييل الغاز ومحطات للطاقة الكهربائية تعمل بالغاز ومصانع اسمنت وبناء مستشفيات تخصصية في كل أنحاء الوطن، وتوفير الكوادر المؤهلة المهنية«.
وقال: »نعم للأمن والاستقرار، لا للفوضى والعنف والإرهاب، نعم للتنمية، نعم للاعتدال والوسطية، لا للغلو والتطرف، لا للقوى الظلامية، نعم للأمن والاستقرار والتنمية والوحدة الوطنية والديمقراطية التي نرسي قواعدها اليوم«.
إن الانتخابات الرئاسية التي تزامنت مع الانتخابات المحلية التي جرت بذلك التنافس الكبير والشفافية العالية حققت بالفعل فعلاً مميزاً وتحولاً نوعياً في الممارسة الديمقراطية اليمنية، انتقل فيها الشعب اليمني من مرحلة التعلم والتجريب للديمقراطية إلى مرحلة أضحى معها معلَماً ومدرسة للديمقراطية، ليس نتيجة للحرية الواسعة في التنافس والضمانات الكبيرة التي وفرتها تلك الانتخابات، ولكن أيضاً في تكافؤ الفرص لدى جميع المرشحين في تقديم رؤاهم وبرامجهم، وتنظيم مهرجاناتهم الانتخابية، والمساحة التي توافرت للجميع في عرض أفكارهم على اختلافها في أجهزة الإعلام الرسمية (مرئية، ومقروءة، ومسموعة)، وفي الساحات العامة..
❊ الوكيل المساعد لوزارة الإعلام، الأمين العام للبرنامج العام للإعلام والاتصال السكاني