الجمعة, 02-سبتمبر-2016
الميثاق نت - كشفت العملية الارهابية التي استهدفت  الاثنين الماضي  المئات من المجندين في  حي  (السنافر) في الشيخ عثمان بمحافظة عدن والتي سقط ضحيتها اكثر من 170 مجنداً منهم  قرابة 65 شهيداً، كشفت عن خطورة إحكام الجماعات الارهابية سيطرتها على المحافظات الجنوبية واستغلالها استمرار العدوان الذي تشنه السعودية ضد اليمن  لتعزيز تواجدها  وانتشارها ، وتغلغلها داخل اوساط المجتمع واستقطاب وتجنيد المزيد من الشباب الى صفوفها وتحديداً من قبل تنظيمي داعش والقاعدة ..<br />
كتب/ محمد انعم -
كشفت العملية الارهابية التي استهدفت الاثنين الماضي المئات من المجندين في حي (السنافر) في الشيخ عثمان بمحافظة عدن والتي سقط ضحيتها اكثر من 170 مجنداً منهم قرابة 65 شهيداً، كشفت عن خطورة إحكام الجماعات الارهابية سيطرتها على المحافظات الجنوبية واستغلالها استمرار العدوان الذي تشنه السعودية ضد اليمن لتعزيز تواجدها وانتشارها ، وتغلغلها داخل اوساط المجتمع واستقطاب وتجنيد المزيد من الشباب الى صفوفها وتحديداً من قبل تنظيمي داعش والقاعدة ..
مصادر امنية اعربت عن صدمتها من استمرار الصمت الدولي امام توسع نشاط الجماعات الارهابية في المحافظات الجنوبية وباتت فيه سيطرة قوات الاحتلال السعودية الاماراتية سيطرة شكلية، الامر الذي يمثل خطراً يهدد ليس فقط اليمن وانما أمن واستقرار دول المنطقة والعالم ..
وقالت المصادر لـ»الميثاق«: ان العملية الارهابية الاخيرة التي جرى تنفيذها بسيارة مفخخة تعد بمثابة جرس انذار مدوٍ لعل وعسى العالم يتحرك لوقف تمدد الارهاب قبل فوات الأوان، خاصة وان عدن اصبحت تحت قبضة الارهابيين وصاروا هم من يتحكمون بها دون غيرهم ..
واوضحت المصادر ان هذه العملية الارهابية جاءت لتؤكد أن عدن وكل المحافظات الجنوبية قد خرجت عن السيطرة وتحولت الى وكر وبيئة حاضنة لنشاط الجماعات الارهابية وبددت الآمال بالرهان على تحالف العدوان، غير ان الاخطر من كل ذلك هو قوة الاختراق لشباب مدينة عدن التي ظلت تعد الاكثر مدنية في اليمن وهذا الاختراق بحد ذاته يمثل كارثة تهدد الجميع..
لاسيما وأن منفذ العملية الارهابية من ابناء مدينة المنصورة عدن وكذلك منفذي العديد من العمليات الارهابية المماثلة في عدن وحضرموت وغيرهما.. مشيراً الى أن تنظيمي داعش والقاعدة تعمَّدا ان يكونوا من ابناء عدن، ما يشير الى ان هذه الجماعات اصبحت متحكمة بعدن وانها صاحبة القرار الاول فيها بدون منازع، خاصة وأن منفذ الجريمة الارهابية التي استهدفت المجندين يعد من ابرز ما يسمى بعناصر (المقاومة) ويدعى ابو سفيان العدني واسمه هو احمد سيف ويتداول أنه ينتمي الى حزب الاصلاح وهو من ابناء المنصورة وكان يدرس في حلقة للقرآن الكريم في جامع المناصرين ، ما يدل على ان عدن اصبحت اشبه بمدينة قندهار وان قوات تحالف العدوان لا تقوم بحماية الشعب اليمني كما تزعم وانما تحمي الارهابيين، كما ان هذه القوات الغازية صارت عاجزة ايضاً عن ضبط الامن وتسليم عدن لما تسمى بالحكومة الشرعية ..
الى ذلك اكد مراقبون سياسيون لـ»الميثاق« ان فشل قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن في تطبيع الاوضاع في عدن بعد اكثر من عام على سيطرة قواتهم على المدينة يفرض على دول المنطقة والعالم التحرك لوقف العدوان وسرعة حل الازمة اليمنية سلمياً وعبر الحوار حرصاً على امن واستقرار دول المنطقة والملاحة الدولية، حيث إن الجماعات الإرهابية تعد المستفيد الأول من هذا العدوان كما أن الرهان على السعودية وحكومة هادي بعد اليوم ستكون له عواقب وخيمة على امن واستقرار اليمن ودول المنطقة والعالم بعد أن اتضح للجميع ان هادي وجماعته لا يعنيهم امن واستقرار اليمن ويلهثون كتجار حروب وراء الاموال والاسلحة ولا يكترثون من تمدد العنف والإرهاب واشاعة الفوضى في البلاد ويتعمدون عرقلة التوصل الى أي حل سياسي للازمة اليمنية لضمان بقاء تدفق الاموال الى ارصدتهم الخاصة ..
الجدير بالذكر أن التفجيرات والعمليات الإرهابية في عدن تتصاعد بشكل خطير منذ غزو قوات تحالف العدوان للمدينة والمحافظات المجاورة، وانتشرت الجماعات الارهابية بشكل غير مسبوق .
وتعيش عدن والمحافظات الجنوبية صراع وجود ونفوذ بين الجماعات الارهابية ويمثل ما يسمى الجيش التابع لهادي والمشكل من جميع الجماعات الارهابية الحلقة الاضعف امام ما تمثله القاعدة وداعش.. خصوصاً بعد ان تم تصفية العناصر الوطنية من الجيش والامن من قبل هذه الجماعات الارهابية في سياق مخطط ممنهج لتعزيز سيطرتها على عدن ولحج وابين وحضرموت..
يُذكر ان محاولات كثيرة بُذلت لتقليص نفوذ الجماعات الارهابية خلال اكثر من عام، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة ما جعل السعودية ترضخ بحسب تأكيدات مصادر امنية لمطالب الجماعات الارهابية التي هددت الرياض بأنه اذا لم تستجب بإخراج هادي وحكومته من عدن فإنهم سيضطرون لاخراجهم بالقوة من المدينة، كما هددت ايضاً بسحب عناصرهم الذين يقاتلون مع قوات تحالف العدوان من مختلف الجبهات بتعز وباب المندب ومارب والجوف ونهم وشبوة ضد قوات الحوثيين وصالح، ما دفع السعودية الى الرضوخ لمطالب الجماعات الارهابية، خاصة بعد أن رفضوا تنفيذ القرارات التي اصدرها بن دغر والتي حاول من خلالها ضم ما تسمى بقوات الحزام الأمنية وبعض الجهات والجماعات المتطرفة الأخرى إلى قوات الجيش تحت إشراف محافظ عدن ومدير الأمن، إلا أن تلك القرارات رُفض تنفيذها جملة وتفصيلاً، ما يؤكد ان لا وجود حقيقي لحكومة الفار هادي على الواقع وان عدن في قبضة تنظيمي القاعدة وداعش.
واكدت المصادر ان حضور السلطة المحلية بعدن حضور شكلي بعد الضغوطات التي مارستها الجماعات الإرهابية على دولة الامارات على دفع الجزية شهرياً لهذه الجماعات مقابل عدم مهاجمة قواتها المتواجدة في معسكر قوات تحالف العدوان في عدن.
إن ما تشهده مدينة عدن الخاضعة شكلياً لسيطرة القوات الاحتلال السعودية والإماراتية من عمليات ارهابية دامية واغتيالات شبه يومية وآخرها العملية الارهابية التي استهدفت المجندين تشير الى أن المحافظات الجنوبية تتجه نحو وضع أسوأ امنياً في ظل تمدد نشاط الجماعات الارهابية والتي تحظى بدعم مالي وتسليحي من دول تحالف العدوان في اطار صراع تصفية الحسابات فيما بينهم والمنطقة أيضاً.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 08:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47126.htm