الميثاق نت -

الإثنين, 03-أكتوبر-2016
عبدالله الصعفاني -
قال لي: لماذا لم نعد نسمع صوتك أو نشاهد صورتك وسط هذا الضجيج الإعلامي؟
قلت له: أنا كاتب لم يعد يعجبني شيء، والذي لا يعجبه شيء عليه أن لا يظهر على الناس ، وأن لا يضيف رقماً في عدد الذين يسوّدون حياة القابعين تحت ركام فائض تنغيص الحياة في مزاد " كذابي الزفة " .. ولا بأس من إطلالة أسبوعية كتابية تظهر فيها محتفظاً بتوازنك النفسي والمعرفي الذي لا يدلي فيه كل من هب ودب بدلوه في شلال الدماء وركام الحزن الذي يتحكم فيه عدوان فاجر من الخارج، وتقويض للطموحات تتولاه قرارات اللابوصلة في الداخل.
♢ أكره الصوت لأنه صار يذكّرني بالبراميل الفارغة وألحان الرقص على جثث الضحايا ، وأكره الصورة لأنها تجعل من الأشلاء حنيذاً ملفوفاً بالأوراق اللامعة في مزاد عدم الخوف من الله أو احترام موجهات رسوله , ثم أنه صار الصوت المرتفع علامة الجودة رغم أنه يفتقر للصواب بل صار يتسكع في مطابخ النخاسة .
♢ قال: وماذا عن الكلمة المكتوبة؟ قلت له : تبقيك أكثر تجرداً من صراع الديكة ومن " خذوهم بالصوت حتى لا يغلبوكم ".. ثم أن قيمة الكلمة بصرف النظر عن أداة نشرها هي في الذي تحمله من المعنى والعقل بدليل تكاثر فطر من يتكلمون كثيراً ولا يقولون شيئاً.
♢ أما القول في الإجابة على السؤال اليمني المكرر: ها كيف تشوف ؟ فليس أقل من القراءة داخل مفهوم الاختصار عدم المخل.
♢ صار من اليمنيين من يتمسك بكارثة التصفيق للعدوان وهي كارثة ، وإنكارها أو إضفاء البراءة عليها فضيحة.. وفي العمق أكد من حسبناهم ساسة إسلاميين وقوميين وأمميين حجم ما يمتلكونه من مخزون نزعات الثأر الجهوية والقروية، متعمدين نسيان حقيقة أنه لا يمكن لك أن تكون مسلماً وأنت تكره وتقتل .. ولا يمكن لك أن تكون أممياً أو قومياً وأنت عاجز عن أن تكون وطنياً .
♢ في ذات سياق التوقف أمام الباحثين عن الظل فيما هم يعدمون الأصل والفصل في مفردات الانتماء إلى منظومة القيم غير خافٍ ما يفعلونه لتنفيذ إرادة الأغراب في رؤية يمن هش .. ممزق.. متقاتل .. حائر ..واقع في فتنة بلا آخر .. تساعدهم في هذا الغواء دوائر لا ترى العمق الحضاري العظيم لليمن وإنما تراه مجرد صفحة يمكن انتزاعها من كتاب التاريخ !

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 04:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-47407.htm