الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-يناير-2017
حنان الشريف -
السلام مطلب تفرضه الظروف التي عصفت بوجودنا الإنساني غبنا وظلماً وما جرت عليه من ويلات ومآسٍ، ولن نصل الى سلام شامل طالما العقليات السابقة تعيد انتاج نفسها، العقليات التي ابتكرت الفساد وانتحلت صفات ليست من حقها فهؤلاء الذين احتكروا الدين ، والوطن ، والكمال وانتحلوا المظلومية عندما تهاوت مصالحهم مستغلين المحيط الانساني القابل للاستغفال ، هؤلاء لن يصنعوا السلام لانهم تعودوا على التربح وسرقة قوت الشعب وتاجروا بمعاناته ونهشوا أعراض الوطن واقتاتوا على عوراته..
السلام لن تصنعه الايدي المرتعشة والعقول المرتهنة.. وما نحن عليه اليوم من تنازع على السلطة وتدمير للاوطان كان سببه غياب الهوية الوطنية واختزالها في المصالح والأنا والفئة، طُمست انسانيتنا واصبحت نفوسنا مليئة بالقسوة والانقياد برأي (لا أريكم إلا ما أرى)، وتمت عسكرة ذاتنا فلا نتخاطب الا بمنطق العنف والقتل والتدمير الجماعي..
ومن اجل الخروج من هذا السجن والانتقال من حياة الوصاية الشرسة الكاتمة للانفاس لابد لنا من هزة فكرية تحرر الانسان من هذا الاستسلام وتنقلنا الى حياة المسئولية والمشاركة الشعبية في بناء الوطن والتقدم به الى الامام بمعايير فكرية هادفة تعمل على توفير السلام والحياة الكريمة للمواطن والمساواة، تكون قاعدتها (الشعب يملك ..الشعب يحكم).
واي حديث عن سلام قادم او اصلاح سياسي مع ابقاء العقليات السابقة وبمنظومتها المعرفية ومفاهيمها التقليدية، انما هو نقش على ماء ،فالأوجب علينا ان نوجد "عقلاً مؤسسياً قادراً على قراءة المسارات القادمة لكي نحضر في القادم حضور الفاعل المؤثر لا حضور المفعول به، وان يكون هذا العقل المؤسسي مؤتمناً على الثوابت الوطنية مستشرفاً للهوية ويملك الاهلية امام طغيان الانكسار، عقلاً يصنع الرؤية والحلم ويبني للقرار قواعده وان يعي ان الامم تبني قيمتها على قوة تقافتها وفكرها ووعيها بقدر ما تبنيها على قوة اقتصادها وسلاحها، وان نصبح امة انسانية ذات قيمة على قدر تحديات البقاء والترقي في التاريخ وليست فقط جغرافيا يدب عليها بشر منتهى حلمه ان يسد رمقه ذلاً او سحتاً..
إنقاذ الوطن واصلاحه كـ"الفريضة" لا يصح من غير أهله ولا بغير ضوابط .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 02:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48934.htm