الثلاثاء, 07-مارس-2017
الميثاق نت -    عبدالله الصعفاني -
لست متأكداً من استمرار الوحدة اليمنية التي زينت ليل العرب في العام 1990 .. غير أنني متأكد من صعوبة أن يكون هناك انفصال ناعم أو خشن مهما " رنَّجوا " من مدارس ومهما أحضروا من سيارات اسعاف وأطقم مموهة ومدرعات مضادة للكراتين والولاعات.
♢ الأمر أكبر من المثل المصري المتحدث عن مفارقات ما قبل وما بعد الخروج من بيت الراحة .. إنه أمر يخص27 مليون يمني والقضية تاريخية .. جغرافية منذ القدم ، وهي اجتماعية واقتصادية بامتياز .. ولقد تشابكت المصالح أكثر بعد إعلان الوحدة وتثبيت ذلك بالدستور والقانون .
♢ لن أتحدث عن موقف المؤتمر الشعبي العام ورئيسه المنطلقين من القول: نحن أصحاب انجاز، وصاحب الانجاز يموت ليحافظ على انجازه .. ولا أظن أن أنصار الله سيوصمون أنفسهم فيكونون من رعاة التمزيق وهم الذين جعلوا من إعلان لجنة إسماعيل الوزير ومشروع الأقلمة سيئ السمعة سبباً للاجتياح المثير .
♢ أتحدث هنا عن مواقف زرافات ووحدان يشعرون بالغبن الشديد تجاه ما تركوه من مصالح في مدن الجنوب .. أتحدث هنا عما يعتمل من المشاعر في المسافة الممتدة من بائع القات أو الطماطيس وحتى حزب الإصلاح الذي صارت به أحداث المشهد السياسي نحو الاتجاه يجعله يردد : رأسي دون التفريط بالوحدة .. وسأقول لكم لماذا- دونما استفزاز.
♢ فكرة الانفصال المدعومة خارجياً وخليجياً تقوم على رفض كل ما هو شمالي بالحسبة الحراكية ، وفكرة الحراك ومعه الإمارات أن لا مقام للإخوان المسلمين لأمور لا تتوقف عند خفة ضاحي خلفان وإنما تمتد إلى ما يريده زعماء خليجيون .
♢ والحقيقة تقول بأن حزب الإصلاح يدرك معنى أن يرفضه الحراك رغم أنه ضلع مهم في مباركة تحالف العدوان حتى لو قبلنا تفسيرات قادته لطبيعة الدور ودرجة الإكراه وحكاية ما حدث في البيت اليمني.
♢ والإصلاح أيضاً يدرك أنه أحرق الكثير من مراكبه في الشمال بسبب المربع الذي يقف عليه اليوم .. ولكل ذلك فإن وجوده ذاته لم يعد صالحاً إلّا ضمن تسوية تستوعب اليمن الموحد الكبير .. والمعنى أن الإصلاح سيتفانى لأن يبقى اليمن موحداً إيثاراً للسلامة في التمدد على خارطة الوطن الكبير خاصة بعد تصادم الائتلافات والشعارات حتى لم يتفق المتحالفون في عدن على المطار ولم يتفقوا في تعز على شارع جمال.
♢ في هذا السياق التحليلي لا تستغربوا إن حظي ما يسمى " تحرير " عدن بأولوية عند الإصلاح عن " تحرير " صنعاء نفسها .
♢ هل عرفتم الآن لماذا قلت:
لست متأكداً من استمرار الوحدة لكنني متأكد من صعوبة الانفصال..!؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 01:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49451.htm