الثلاثاء, 07-مارس-2017
الميثاق نت -     عبدالرحمن مراد -
وفق وثائق «ويكيليكس» التي تم تسريبها في الفترة الزمنية التي سبقت ما يسمى بالربيع العربي و«هي فترة الفوضى الخلاقة وفق الاستراتيجات والمفاهيم السياسية التي سبقتها زمنياً وتوارت اثناء حدوثها في الخطاب السياسي والاعلامي العربي والعالمي» أقول وفق تلك الوثائق التي نشرتها صحيفة المصدر المحسوبة على الاخوان يومذاك في عددها رقم «144» والصادر بتاريخ 24 سبتمبر 2010م، يصف السفير الأمريكي بصنعاء كراجسكي، صالح بالداهية البارع، ويتهم ولي العهد السعودي ودولاً خليجية بدعم الانفصاليين ويصف حزب الاصلاح بالاصولي، ويعترض السفير الأمريكي يومها ويعتبر حزب الاصلاح حزباً معتدلاً الى حد كبير، وتلك الاشارات التي وردت في الوثائق لم تكن عبثية ولكنها كانت تدرك خطورة المرحلة وتستوعب معطياتها فصالح لم يرسل مفردته التي يصف بها حزب الاصلاح بالأصولي على عواهنها ولكن أراد أن يتأكد من الادارة الأمريكية مدى تفاعل حركة الاخوان مع الادارة الأمريكية ومدى التماهي مع استراتيجية «لاند» المعلنة عام 2007م في إنشاء شبكة الإسلام المعتدل وهي شبكة تهدف الى تفكيك المجتمعات العربية والاسلامية على أسس طائفية وعرقية وكانت تلك الشبكة نتاج دراسات واستراتيجيات بدأت منذ عام 1983م حين تم اقرارها في الكونجرس كاستراتيجيات مستقبلية أخذت في النمو والتطور والتوسع وكلها -أي تلك الاستراتيجيات- كانت تهدف الى اشاعة الفوضى الخلاقة، وتفكيك النظام العام والطبيعي في المجتمعات العربية وإثارة النزعات الطائفية والعرقية والتحريض على الاقتتال بين الطوائف وإطالة أمد الحروب وبحيث تصبح أبدية أملاً في الوصول الى حالة التدمير الشامل للعرب والمسلمين وتحولهم من دوائر الخير والحق والسلام الى دوائر الإلغاء والفناء والدمار مما يعكس صورة متوحشة عنهم في الذهنية الدولية باعتبارهم محاربين لا يحبون السلام والاستقرار ولا التعايش وتحركهم مشاعر سلبية كالثارات والأحقاد والبغضاء وهي مشاعر لا تنسجم مع المستويات الحضارية المتعددة للعالم المتقدم والحضاري، وبالتالي قد ينشأ توافق عالمي بضرورة القضاء على الاسلام باعتبار القضاء عليه هو الحل الوحيد لإنقاذ العالم من شروره.
وكانت مؤسسة «لاند» قد أصدرت تقريراً في عام 2005م كان من نتائجه حرب تموز 2006م بين لبنان واسرائيل، ولم تكن نتائج الحرب مرضية للجهاز الاستخباري العالمي بدليل ما تناقله الاعلام يومذاك عن رئيس وكالة المخابرات الأمريكي «سي آي إيه» «جيسي وولسي»حيث قال -وفق مصادر إعلامية: «سنصنع لهم إسلاماً يناسبنا ثم نجعلهم يقومون بالثورات، فيتم انقسامهم على بعض لنعرات تعصبية، ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر».. ولم تلبث تلك الوكالة حتى أطلقت تقريراً عام 2007م بعنوان «تكوين شبكات إسلامية معتدلة» ووضع التقرير خططاً واقعية ومدعمة بالاسماء والمنظمات المقترحة للتعاون وكان حزب العدالة والتنمية التركي من ضمن قائمة المنظمات المقترحة، وحين أراد صالح أن يطرح أصولية حزب الاصلاح على السفير الأمريكي وهو يحاوره على موضوع الباخرة «كول» التي تم استهدافها إنما أراد أن يرسل للسفير إشارات ورموزاً بقدرته على فهم الحادث وعلى أنه جزء من حركة التفاعل بين الاخوان -كتنظيم دولي- وبين وكالة الـ«سي آي إيه» الأمريكية ولذلك لم يُحتجز «بدوي» الذي قام بالعملية بل أطلقه وقال للسفير الأمريكي: البدوي تحت السيطرة الأمنية وأنا قادر على التعامل معه في أية لحظة وقد أدرك السفير الأمريكي هذه الرسالة ولذلك وصف صالح بالسياسي الداهية والبارع وفق الوثائق التي تم تسريبها في ذلك الزمن وكان الهدف من تسريب وثائق «ويكيليكس» هو فرض ثنائية السيطرة والخضوع على مفردات التفاعل السياسي والأمني والعسكري، وبحيث يكون المناخ ملائماً لتنفيذ خطة «لاند» في الثورات وإحداث حالة الانقسامات تمهيداً للسيطرة الاستعمارية الجديدة.. وها هم اليوم يبنون قاعدة في جزيرة «ميون» في البحر الأحمر وقاعدة في سقطرى ويسيطرون على خط الملاحة الدولي بباب المندب، وكل ذلك بفضل تعاون تنظيم الاخوان.. وفي خطاب صالح الأخير إشارات واضحة عنهم أمام قيادات المؤتمر في محافظة صنعاء يوم الخميس 2 مارس 2017م.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 22-يونيو-2024 الساعة: 10:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49452.htm