الجمعة, 10-مارس-2017
الميثاق نت -      فيصل عساج -
معتوه من يشكك بأن سلمان بن عبدالعزيز ليس قلعة للخيانة والتآمر على بيع أو رهن الأمة العربية والإسلامية للأمريكان أو غيرهم من القوى العظمى وقد ورث ذلك السلوك التآمري وارتهان آل سعود لأمريكا والغرب، وتربت هذه الأسرة على الخيانة وفي مدرسة «هاري سنت جون فليبي»، والغريب أن الرحالة العرب والذين زاروا المنطقة العربية كانوا يخدمون المخابرات البريطانية والأمريكية..
فمثلاً أمين الريحاني ويتهم بأنه عميل مخابراتي لأمريكا فقبل خمس سنوات كنت في مدينة تعز باحتفال في مؤسسة السعيد عندما التقيت بالدكتور سيد مصطفى سالم المؤرخ المصري الشهير وقد حظيت بالنقاش معه في عدة قضايا حول بعض الرحالة، وعندما تحدثنا عن كتاب ملوك العرب قال يومها الدكتور سيد مصطفى سالم إن المؤلف أمين الريحاني عميل مخابرات للأمريكان في العالم العربي، وقد استغربت من ذلك الكلام، وبعد خمس سنوات تأكدت من صحة تلك المقولة حيث وجدت في إحدى الوثائق التاريخية أن الريحاني استطاع بظرفه أن يكسب الزعماء العرب ولعدة سنوات خاصة في الأمور المتعلقة بسياسة الدول في الجزيرة العربية وقدم أمين الريحاني معلومات وافية ودقيقة الى وزارة الخارجية الأمريكية سلباً أو إيجاباً في العلاقات مع السعودية..
وأبدت الرياض في ابريل 1940م عدم رغبتها في زيارة بعثة من المهندسين الأمريكيين سبق أن طلب من الحكومة الأمريكية إرسالها لدراسة إمكانية شق طريق يربط مدن الحجاز بالمناطق الزراعية المحاذية لليمن على الحدود الجنوبية للسعودية التي لايزال اعتمادها على اليمن اقتصادياً يفوق اعتمادها على السعودية مما أثار قلق الملك عبدالعزيز من محاولة الحكومة اليمنية استعادة هذه المناطق التي كانت حتى سنين قليلة خاضعة لسيادتها ومن جديد وبعد ضغط من شركة آرامكو الأمريكية الاستعمارية وافق عبدالعزيز آل سعود على زيارة بعثة المهندسين للبدء في عمل الدراسات النفطية والجيولوجية في كافة أراضي السعودية، وساهمت آرامكو منذ وقت مبكر في ترسيخ الاحتلال السعودي للأراضي اليمنية وكان يرأس البعثة التي زارت نجران وعسير وجيزان (كارل نوتيتشل) المساح الجيولوجي الأمريكي والذي سبق أن لعب دوراً مهماً في الحصول على امتياز، التنقيب عن النفط في السعودية لصالح أرامكو.. وعبر تاريخ السعودية فإن أقرب المقربين ممن رافقوا ملوك آل سعود لو فكروا بفضح ممارساتهم فإن مصيرهم إما النفي أو الحبس أو التصفية الجسدية أما إذا كانوا ممثلين لدول لها أهمية كفليبي والذي كتب عدداً من المقالات للصحف الأجنبية تحدث فيها عن الفساد المالي والإداري في السعودية وكذا الفضائح التي تدور في الدوائر الحكومية وقصور الأسرة المالكة مما أثار غضب الملك الذي استدعاه ووبخه بشدة وطلب منه الاعتذار علناً عما كتبه في عدد من الصحف والتوقف عن كتابة أي مقال مستقبلاً ولابد من مراقبته وكل ما يكتب عبر الديوان الملكي قبل إرسالها للصحف.
وعندما رفض جون فليبي الاعتذار أرسل الملك عدداً من رجاله وضعوه وأمتعته في سيارتي شحن أخذتهم جميعاً الى بيروت وللأسف فإن القرارات المصيرية لمملكة آل سعود تأتي من أشخاص يعملون لديهم في أحقر المهن حتى ولو كانت تلك القرارات تحدد مستقبل شعوب، فمثلاً الملك سعود كان يستمع لنصائح سائقه الخاص «عيد بن سالم» أكثر مما يسمع لأي مستشار أو خبير آخر، وكان بن سالم سخياً في تزويد الملك بآرائه في كل مجال ابتداءً من وضع ماكنة السيارة وانتهاءً بعلاقة البلاد مع أمريكا ودول العالم وكان بن سالم للحق بارعاً في التأثير على الملك، رغم أن معلوماته لا تتعدى المشكلات الميكانيكية للسيارة بحيث أصبح خلال فترة يسيرة من تولي سعود للعرش واحداً من أبرز الرجال تأثيراً في سياسة البلاد بعد أن اقترب من الملك حتى أضحى أخص مستشاريه وحتى أن النظام الملكي السعودي استرضى نهب الشركات الأمريكية للنفط السعودي لتظل هذه الأسرة في الحكم، وأكبر دليل على ذلك ما حاول القيام به المهندس عبدالله الطريقي الحاصل على بكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة القاهرة، فقد عرف أسرار عالم البترول وما تنهبه الشركات الأمريكية والبريطانية، وهو إنسان وطني سعودي.
وعندما حاول كشف تلك الشركات وُضع في طريقه العراقيل، وقد سافر الى فنزويلا حتى يعرف الأساليب التي اتبعتها الحكومة الفنزويلية في محاسبة الشركات البترولية وقد ظل الديوان الملكي قلقاً من تصرفات الطريقي الوطنية.. وفترة الستينيات هي باكورة التآمر من الديوان الملكي وجلسة مجلس الوزراء الشهيرة عام 1962م والتي كانت برئاسة فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ففي بداية اجتماع مجلس الوزراء طلب ولي العهد فيصل بن عبدالعزيز من سكرتيره أن يفتح تسجيلاً صوتياً ليسمع الحاضرون عن حجم الرشاوى التي تلقاها عادل أدهم صهر الملك سعود ثم سمع الحاضرون اتهامات من المهندس عبدالله الطريقي وزير النفط لولي العهد فيصل بن عبدالعزيز وقد صاح فيصل في وجه الطريقي: هل لديك أدلة وعندما حاول بعض الوزراء الحديث صاح فيهم فيصل ثم رفع الجلسة لتعيش السعودية أسوأ فترة، بعدها يغادر الملك سعود والأمير طلال بن عبدالعزيز والمهندس الطريقي الى الخارج وقد وُضع بعض المسؤولين تحت الإقامة الجبرية والبعض الآخر في السجون، واحتاج الأمير طلال بن عبدالعزيز 15 عاماً ليعود الى وطنه، أما المهندس الطريقي فاحتاج الى 20 عاماً، وليأتي عام 2015م ليعلن هذا السلمان أنه يتفوق على أخيه فيصل بالتآمر والخيانة وتدمير كلٍّ من اليمن وسوريا والعراق وليبيا والقادم ربما مصر ولبنان، ولنعُدْ قليلاً الى الوراء فقد خططت شركة أرامكو وكذا الاستخبارات الأمريكية ضد الوطنيين السعوديين، وتلك التسجيلات الصوتية التي يجري تسجيلها في مجلس الوزراء أو الديوان الملكي تتم بتدبير من قبل رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو، ومن ذا الذي يستطيع أن يسجل من داخل تلك القاعات الحساسة في السعودية سوى شركة أرامكو والمخابرات الأمريكية، وتلك التسجيلات لم تقصد فقط صهر الملك سعود عادل أدهم وإنما كل المعارضين للمصالح الاستغلالية للشركات البترولية الأمريكية وعلى رأسها أرامكو في السعودية.. وستظل أرامكو تسرح وتمرح وتنهب ثروات الشعب السعودي اليوم ما دام سلمان عبدالعزيز يحكم بإرادة القوى الكبرى وفي مقدمتها أمريكا، والثمن تقديم المليارات من الدولارات لأمريكا والغرب.
إن السعودية اليوم تسير في وهم الانتصارات في بلدان الربيع العبري وبعناد لتحقيق الانتصارات الوهمية في تلك البلدان والتي دُمرت جراء هذا الربيع الدموي، وأقول بأن المواطن السعودي والمدن السعودية ليست أغلى من المدن اليمنية أو الدم اليمني والحرب لم تبدأ بعد وستظل مفتوحة..فهل يريد منا آل سعود أن نصفق لهم عندما يدمرون مدننا ويقتلون أطفالنا ونساءنا ولن تكون الحرب ضد المرتزقة في الداخل وإنما ستكون في عمق الأراضي السعودية.
وأخيراً فإن شركة أرامكو تمتلك محطة للبث الإذاعي والتلفزيوني وأجهزة كبيرة ومعقدة للاتصالات السلكية واللاسلكية وعبر الأقمار الصناعية وشيفرة خاصة بها وبوليس داخل مناطق أعمالها ودوائر استخبارات متعددة تحت أسماء متنوعة منها دائرة الابحاث ودائرة الانماء الاقتصادي ودائرة العلاقات العامة ومدارس خاصة يدرس فيها التاريخ الأمريكي وتبرير الوجود الاسرائيلي في فلسطين، وتمتلك بالإضافة الى ذلك اسطولاً جوياً ومطارات خاصة بها وسفناً بحرية وموانئ وإعفاءات من تفتيش وارداتها وغير ذلك مما يجعلها دولة داخل الدولة، ويقول جورج لونزسكي الخبير النفطي الأمريكي إن هنالك اتهامات ضد أرامكو تصل إلى مستوى الجاسوسية.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-يونيو-2024 الساعة: 03:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-49505.htm