محمد أنعم -
القلق الذي أبداه الأمين العام لجامعة الدول العربية أو بالأصح (العرّيبة) أحمد أبو الغيط جراء انتشار الكوليرا في اليمن هو قلق مدفوع الثمن وليس نابعاً عن مشاعر عربية او دينية او انسانية او اخلاقية، واطلاق مناشدته للدول المانحة بتقديم الأموال لحكومة مرتزقة الرياض هو مجرد اعلان مدفوع الثمن، هذه هي الحقيقة.. وببساطة كيف يمكن ان نصدق قلق ابو الغيط من الكوليرا التي قتلت قرابة »40« يمنياً..!! بينما جامعة (العرّيبة) لم نسمع منها مثل هذا القلق، وتحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن للعام الثالث أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ؟!
ولماذا ابو الغيط »يقلق« الآن وفي هذا الوقت بالذات ويعمل من الكوليرا مشكلة و»لا يقلق« من استمرار العدوان والحصار البري والبحري والجوي على الشعب اليمني بدون مسوغ قانوني.. واضح ان الجامعة العربية تريد ان تبتز البقرة الحلوب بنفس اساليب ترامب لانها تدرك ان العدوان والحصار هو السبب الرئيسي وراء الكارثة الانسانية التي تعاني منها اليمن؟
المثير للسخرية هو ان تقلق جامعة (العرّيبة) من انتشار الكوليرا، وهذا الوباء لم يقتل الا عشرات اليمنيين وهو عدد لا يقارن بأي مذبحة من آلاف المذابح التي ارتكبها العدوان السعودي، ولم نسمع انها عبرت عن قلقها ازاء أي من تلك الجرائم المروعة ،كما لم يسبق ان عبر ابو الغيط عن قلقه من استمرار تعرض الشعب اليمني لحرب ابادة وقصفه من قبل السعودية بأسلحة محرمة دولياً.!!
تباً لجامعة (العرّيبة) ولأمينها العام ولكل تحالف التآمر الوهابي وادواته.. كان الأوْلى ان يطالب ابو الغيط دول العالم بتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية لمساعدة الشعب اليمني والضغط على السعودية لفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية.. لا أن يطالب الدول المانحة بتقديم الأموال للصوص والخونة والمتآمرين والذين يُعدون مع جامعة (العرّيبة) شركاء في قتل الاطفال واخطر كوليرا تبيد الشعب اليمني، وخطرهم المدمر يجتاح حاضر ومستقبل شعوب الأمة العربية بكل وحشية..
نعم، هؤلاء أخطر من الكوليرا والمجاعة وغيرها من الأمراض الفتاكة والتي يمكن التغلب عليها.. لكن وباء العملاء والخونة والمتآمرين هو الذي لاعلاج منه ويهدد فعلا بموت امة العرب والتي باتت تحتضر في بقاء هذا الوباء ينخر رؤوس قيادة الشعوب والمنظمات التي تحمل مسمى عربياً.. ومن الأولى التخلص من هذا الوباء كضمان لتشافي الجسد والعقل العربي من كل الأمراض والصراعات والحروب العبثية التي تمزق جسد امتنا بكل وحشية..
ليست هناك وقاحة أكثر من وقاحة جامعة (العرّيبة) وبقية المنظمات الوهابية التي تخفي قبحها خلف مسميات اسلامية ونجدها تتلذذ بحقد وترقص طرباً لاستمرار حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب اليمني سواء قتلاً بصواريخ وقذائف تحالف العدوان أو جوعاً وأمراضاً عبر تشديد الحصار على اليمن ومباركة منع السعودية ادخال الأدوية والأغذية بدعوى كاذبة.
كل الأوغاد لا يجدون إلاّ القلق، مثلهم مثل المجوس الأكثر فرحاً واستفادة من قتل الشعب اليمني وتدمير بلاده على أيادي الحمقى والاغبياء من حكام دول خليجية وعربية، لأن هذا الشعب هو الذي ظل يتصدى للمد الفارسي على مدى التاريخ وليس آل سعود ومن لف لفهم الذين يتركون مؤخرتهم مفتوحة لإيران ويهاجمون اليمن، محاولين ان يثبتوا ان الرئيس السوري السيد بشار الاسد جانَبَ الصواب وأنهم ليسوا مطعوني الرجولة!!
| 
جامعة "العرّيبة" قلقة!!