الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-يونيو-2017
نبيل الصوفي -
يوم 3 يونيو.. يقولون هو يوم تفجير جامع دار الرئاسة.. وعندي هو اليوم الذي خرج فيه رئيس المؤتمر من بين الرماد، شبه ميت، لكنه تلمس طريقاً للحديث ليقول لقيادته العسكرية: ولا طلقة.. تحملوا مسئوليتكم، وانتبهوا من ردة الافعال.
ما اشوفش القرار، تعبير عن حالة انسانية او انه الرئيس المؤمن.. او انه سبحان الله كم هو عادل عظيم.. هذه جمل كل واحد سيقولها لنفسه حيثما يشاء.. أما انا فيستوقفني الايمان بالقدرة، بالذات.. بالتماسك.. بالشجاعة..
لا يتخذ مثل ذلك القرار، الا صاحب حكم.. يعلم كيف يحمى الحكم، ويعلم أن اول النجاة ثقة بأن النصر والهزيمة هي اداء ذاتي.. وليس التأثير بضجيج الخصوم..
ماقالش لعياله، لفوا شنطكم واهربوا.. ماقالش: ماليش دخل، سدوا.. ماسكتش حتى..
اعتبر دولته حقيقة من حقائق الوجود.. قادرة على الحياة والتماسك.. وهو أقرب للرماد، مؤمن بأنه قادر على الصمود.
ياسادتي بناء الدول ماهوش مسألة سهلة.. مش كل من جلس على كرسي الرئاسة، كان رئيساً.
انسوا اني اتحدث عن واحد خصم او حليف.. اعتبروني اتحدث عن رئيس المالديف، خارج من بين النار ليقول لقيادته: ثقوا بقدرتكم.. والواثق من نفسه لن يجره خصومه الى ملعبهم مهما فعلوا.. انتم القادرون.. انتم الاقوياء.. انتم تستطيعون حماية الجمهورية اليمنية.. وستعيش بلادكم..
الجمعة حضرت مع عدد من الزملاء جلسة معه يتحدث عن هذا اليوم، وقال رسائل عجيبة، كأنه يقول: مثل اليوم، أنجاني الله.. وها أنا أولد من جديد، بشخصي وسياستي وحزبي وشعبي.
لأجل هذا اليوم قلت لهم يومها، اوقفوا اطلاق النار..
طبعاً من سيسمع لحواره ، سيرى أنه لم يستجب لمداخلتي الوحيدة عن قراره هذا، حتى اني لمست منه كأنه نادم أنه لم يتخذ يومها قرار الحسم عسكرياً، لانه مهما كانت الكلفة يومها لن تكون بالكلفة العالية التي تعاني منها اليمن الآن..
قال ان الحرس قادر يلف قيادات الاخوان، لما تهدأ الازمة.. كأنه يقول انه كان يمكنه حسم الامر عسكرياً..
لكني لا اسمع قراره القديم بأثر رجعي.. بأثر اليوم الذي صار فيه الوجع في كل بيت يمني.. بل اسمعه بتلك اللحظة التي لو تفجرت لكانت اليمن مثل ليبيا الآن، فلو انفجرت الحرب يومها لوجدت طائرات العدوان كل شيء مبسوطاً أمامها وانهته في اسبوع، وانحلت اليمن بضرب صنعاء..
قد يمكن للحرس يومها حسم الحرب في جولة، في شهر.. لكن لا دولة ابداً تنشأ بالنصر الحربي الداخلي..
ولذا هو دافع عن المؤتمر وتمسك به، أكثر حتى من الجيش، فالحزب هو اداة النضال الوطني، اما الجيش فهو اداة للدولة لا للشعب.
لم يحدث في التاريخ كله ان مشروعاً حربياً صمد وعاش.
هل تتذكرون كلمته لجنود معسكر عمران الذي بدأت منه حرب 94م؟
الذين قاتلوا في صف الحزب الاشتراكي..
في المساء جمع صالح مجلس الدفاع، وكان القرار أنه يتم حل المعسكر والافراد الذين قاتلوا مع الاشتراكي يعتقلون أسرى حرب.. فقال لهم علي عبدالله صالح: ويجلس يمني يأسر يمني؟
قالوا له، خلاص يتم تجريدهم من سلاحهم ويسرحون.. فقال لهم: ماينفعش يروح جندي يمني عند أهله مكسور ومجرد من سلاحه.
ما بكر الصباح الا وهو بين اولئك الجنود، وقال كلمته التي سمعها الجميع..
قال لهم: انتم جيشنا، اخطأتم، اعتبروا انفسكم في اجازة، وروحوا بسلاحكم الشخصي، وسيتم صرف اسلحة لمن فقد سلاحه منكم ومصاريف الطريق، وبعد عشرة ايام فكروا، واللي يشتي يرجع وحدته عسكري مع الدولة اهلاً وسهلاً به، واللي يشتي يكون سياسي يروح يشتغل سياسة.
تمعَّنوا في حواره، فلا شيء في السياسة عنده يتم قطعه.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 11:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50542.htm