الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-يونيو-2017
أحمد الزبيري -
المسجد بيت الله ومكان اجتماع عباده المؤمنين المسلمين لتأدية فريضة الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الاسلام الخمسة.. كما أن المسجد المكان الذي فيه يلتقون ويتعلمون ويتفقهون ويناقشون أمور وقضايا دينهم ودنياهم بصورة عقائدية إيمانية صحيحة تجسد حقيقة أن الاسلام دين رحمة وتعايش وتسامح ووئام ليس بين أبناء المجتمع أو الأمة الاسلامية فحسب، بل ومع معتنقي الديانات الأخرى من الأمم الأخرى.
وهنا ينبغي فهم المعاني التي حملتها رسالة الاسلام السماوية ليس فقط لمعتنقيها وإنما للبشرية جمعاء، وفي هذا يخاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله «وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين».. كما أن الله بيَّن في القرآن الكريم أن المسلمين أمة وسط شاهد على بقية الأمم، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بدلالاته ومعانيه الربانية العظيمة العميقة والواسعة، المجسد لمبادئ وقيم رسالة الاسلام التي يستمد منها المسجد رسالته التي ينبغي وعيها واستيعابها وتأديتها في صورتها الايمانية الصادقة الخالصة لله في يمن الايمان والحكمة وعلى نحو يبعدها عن رغبات الاهواء والمصالح الدنيوية المشبوهة لتلك الأحزاب والجماعات التي اثبتت في الماضي وتثبت اليوم انها تستخدم الدين وتوظفه باتجاهات تخدم غايات مآربها السياسية والثقافية والاقتصادية بمبدأ وسائل واساليب متعددة ومن أهمها رسالة المسجد التي يتوجب أن تعود الى سياقها الاسلامي الايماني الحقيقي الذي من أجلها عمرت مساجد الله.
هذا هو السياق الاسلامي الايماني الذي يجب أن يكون المسجد مكاناً لجميع المسلمين وتكون رسالته توحيد كلمتهم على الخير والبر والتقوى.. لا أن يكون المسجد مكاناً للاختلاف والصراعات التي تمزق جمع الأمة وتضعفها وتجعلها هدفاً لمشاريع الآخرين، لتصبح رسالة المسجد بهذا المضمون والدلالة مشوهة ومسيئة للاسلام والمسلمين، لأنها انحرفت عن مسارها الصحيح وهو انحراف أريد منه النيل من عظمة الدين الاسلامي ومن المسلمين جميعاً، وكان لأولئك العلماء والمرشدين المتمذهبين المتعصبين دور في جرّ المسلمين الى التشدد والتطرف الذي تحول الى خلافات مذهبية وطائفية اتخذت اتجاهاً عنفياً إرهابياً استخدمه أعداء الأمة الذين يخشون من قوة الدين الاسلامي الروحية والقيمة الإنسانية من اتحاد المسلمين في مواجهة من يعتقدون أن هذه الوحدة خطر عليهم وطمعاً في أرضهم وثرواتهم، وهكذا تحول المسلمون أعداء لبعضهم البعض يقتلون أنفسهم ويدمرون أوطانهم بأيديهم وأيدي اعدائهم.. وفي كل هذا كان الانحراف برسالة المسجد أحد الأسباب التي قادت المسلمين الى هذا المآل العنفي الإرهابي العبثي المدمر للأمة أوطاناً وشعوباً.
لهذا نقول إن رسالة المسجد تلعب دوراً إيجابياً تطورياً أو دوراً سلبياً تدميرياً في حياة الأمة وحاضرها ومستقبلها.. وعلى علماء الأمة الحقيقيين أن يخرجوا من صمتهم ويتجاوزوا خوفهم ويقوموا بدورهم كما يأمرهم الله ورسوله، وأن يتصدروا جبهة الدفاع عن الإسلام الحق الذي يجمع بين المسلمين.. ما يجعلهم يمثلون الاسلام الذي رسالته رسالة خير وعدل وتسامح ووئام.. وعلى علماء اليمن أن يكونوا القدوة التي تعيد الحكمة الى عقولهم والرحمة الى قلوبهم كما كانوا في صدارة المؤمنين برسالة الاسلام وانصار نبيه والمنتصرين لمبادئ وقيم الرسالة التي حملها للبشرية كلها.
وبهذا يعاد لرسالة المسجد أهميتها ودورها العظيم الذي يسهم العلماء والمرشدون عَبْره في توحيد صفوف الشعب اليمني وجهودهم باتجاه الدفاع عن وطنهم، ويعاد لنسيجهم الاجتماعي تماسكه بعيداً عن كل ما يفرقهم من الدعوات المناطقية والجهوية والطائفية والمذهبية المقيتة، حتى يكون اليمنيون قدوة في الإيمان والحكمة والتصالح والتسامح كما كان أجدادهم الأوائل الذين نصروا رسول الله ونشروا نور هذا الدين الذي أضاء العالم بالخير والعدالة والرحمة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 01:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50545.htm