الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-أغسطس-2017
د. عبدالله محمد المجاهد -
أعطى الميثاق الوطني حيزاً كبيراً للزراعة ودورها في قيام الحضارة اليمنية.. ولا يوجد أدنى شك بأن القطاع الزراعي وطبيعة تكوين اليمن لخريطته الطبيعية المعروفة على نطاق العالم، والتي أصبحت مشوهة.. ويتضح أن الإنسان اليمني شيد حضارته، وحقق من خلالها بنية تحتية همها الأول الإنسان وعوامل استقراره.. وعندما نتحدث عن صناعة الأرض وتحويل الجبل والصخر الى أرض زراعية فذلك من صنع وأداء الإنسان اليمني.. وهذا يعني أن الإنسان عبر العصور خاصة أولئك العمالقة بعد أن تعرفوا على اليمن وكل موقع في السهول والجبال والمنحدرات تعاملوا معها بما تحتاج إليه وسخروها لخدمة من يعيش على هذه الأرض لقرون طويلة.. ولا يوجد أي مبالغة أن الإنسان اليمني شيد أهرامات من الجبال الزراعية وهمها الأول والأخير الإنسان.
شيد مسكنه بعيداً عن الأرض الزراعية.. كان ذلك الإنسان عظيماً في حياته كان يبذل الجهد في سبيل حماية الذاتية اليمنية من التسول والبحث عما تنتجه أراضي الآخرين من بعيد أو قريب.. وفر له ومن يعول سبل الاستقرار.. كان يعيش في القلاع والحصون التي أعدها بعناية معتمداً على ذاته وجهده وعرقه.. وهو بذلك كان يدرك خطورة ما تتعرض له اليمن من وقت لآخر.. وكانت الغزوات والحروب من نصيب اليمن واليمنيين على مر العصور.. ولذا كان بتوفيره مأكله ومشربه هو المدخل الحقيقي لتلك الانتصارات والصمود لسنوات طويلة في مقاومة الغزوات التي كانت تأتي من حولنا.. نعم شيد الإنسان اليمني المدرجات على امتداد المرتفعات وبطرق هندسية تؤكدها علوم الهندسة الحديثة هذا يعني أن الخبرة تراكمت لديه وسجلها في مخطوطات وأمثال وحكم توارثتها الأجيال وحافظت عليها.. كما أن صيانة ما ينجزه خاصة المدرجات الزراعية تمثل عملية شاقة مقارنة بتلك الأهرامات التي لا تحتاج الى صيانة إلاّ في النادر بالرغم من أن أعدادها لا تتجاوز أصابع اليد.. إدراكاً منه أن البقاء على قيد الحياة مرهون ببقاء الأرض والمحافظة عليها من التآكل مقارنة بما نشاهد اليوم من تآكل العديد من المدرجات والتوسع في مجاري السيول «السايلة» في غياب ذلك الإنسان المدرك الواعي الذي شيد وحافظ على مصدر رزقه وحياته وديمومتها.. «ولنا حديث طويل قادم حول تنامي هذه الظاهرة ومن يدعمها وينميها».
ولذا عند تناول الزراعة وربطها بالحضارة اليمنية أو العكس فهو بذلك يؤكد أن الحضارة لا تموت وأن التعامل مع الأرض والإنسان من حولها يمثل تحدياً كبيراً أمام جيل الميثاق الحالي والأجيال القادمة بأن التعامل بعلم وإدراك من خلال البحث العلمي وتطوير وتحديث ما يملكه من تراث حضاري سوف يمكن بلادنا من المضي في تحويل نصوص الميثاق الى حقائق علمية ذات طابع تطبيقي تترجم الاحتياطات الحقيقية للتنمية التي تبحث عن تحقيقها.. مدركين أنه لا حلول لمشاكل هذا الوطن إلا من خلال التعامل عن قرب مع الوطن والمواطن.. والتعرف على متطلباته خاصة ونحن نواجه تكالب أعداء تتراكم أحقادهم على هذا الوطن وتاريخه ويبذلون كل ما بوسعهم للإبقاء على التخلف حتى يتمكنوا من بسط نفوذهم وسيطرتهم على الوطن ومقدراته.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51216.htm