الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-أغسطس-2017
أحمد الزبيري -
اليمن وطن لكل أبنائه.. ليس شعاراً أو قناعة آنية مرحلية مرتبطة بظروف اجتماعية سياسية بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام بل هو إيمان راسخ في نهجه الفكري والسياسي وجسّده سلوكاً وممارسة طوال تاريخه الوطني منذ تأسيسه في الـ24 من أغسطس 1982م.. ولعل أبرز انتصار اجترحه المؤتمر أهَّله لقيادة هذه التحولات الوطنية الكبرى هو أنه مثل كل أبناء الشعب اليمني وقضى على العصبيات المقيتة والحزبية والمناطقية والسلالية والمذهبية والطائفية أي أنه خاض معركة بجبهة وطنية واحدة وتصدى بقوة لكل النعرات والدعوات المريضة.. وانطلاقاً من ذلك وبعد فشل كل المشاريع الصغيرة ناضل المؤتمر لتحقيق المشروع الوطني الكبير..
اليوم في ظل العدوان المستمر للتحالف السعودي الوحشي- الذي باتت غاياته واضحة وهي إبادة الشعب اليمني وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتقسيم وطنه واستهداف اليمن في وجوده الجغرافي التاريخي والمستقبلي- لا مخرج ولا حل يوقف العدوان ويرفع الحصار إلاّ بانتصار اليمانيين جميعاً لانتمائهم لليمن وليس لمنطقة أو طائفة أو مذهب أو سلالة أو قبيلة أو حزب أو جماعة.. لاسيما بعد أن أصبح واضحاً للكثيرين الذين خلطت مطامعهم وأحقادهم ومصالحهم الأمور في عقولهم فأصبحت الانتماءات الضيقة المتخلفة بصورتها المناطقية والطائفية والجهوية والمذهبية والسلالية بديلة لانتمائهم لليمن الكبير الموحد والديمقراطي، غير مستوعبين أنهم الأكثر استهدافاً من المشاريع الخارجية التآمرية التي تتصدرها السعودية لتكتسب عن جدارةلقب العدو التاريخي لليمن فعملت على إثارة تلك النعرات والنزعات التي تجاوزها شعبنا بالثورة اليمنية «26 سبتمبر و14 أكتوبر» والوحدة ضد الإمامة والاستعمار والفرقة والتمزق الذي حاولت وتحاول تلك القوى مع امتداداتها الإقليمية في شبه الجزيرة العربية والخليج، والداخلية بمسمياتها العصرية والمتخلفة والتي قدمت نفسها كوقود لإحراق اليمن بتغذية الصراعات الداخلية لتحقيق مشاريعها الوهمية الصغيرة المعادية للثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وهي في هذا المنحى تعمل بوعي وبغير وعي ضد نفسها ومصلحتها التي لا يمكن فصلها عن مصلحة وطنها وشعبها.
اليوم تتجلى أهمية المصالحة الوطنية التي لم يتوقف المؤتمر الشعبي العام عن الدعوة إليها من أجل اليمن والشعب الذي على أبنائه في الشمال والجنوب والشرق والغرب أن يوحدوا صفوفهم ويواجهوا معاً العدوان الخارجي عبر القضاء على كل أسباب الاختلاف والصراع والاحتراب الداخلي لأن مصلحتهم في الخروج من أقبية نزعات العقلية الاستبدادية القرووسطية ومفاهيمها التسلطية المستحضرة من أزمنة أفلت وأصبحت في ذمة التاريخ سواءً أكانت في طابعها العنصري الطائفي والمذهبي والسلالي المتشحة بأساميل التشدد الديني المتطرف أو في العصبيات المناطقية والقبلية والجهوية، وجميعها مدمرة، والتي بكل أشكالها وشعاراتها يستخدمها أعداء الوطن القريبون والبعيدون لتنفيذ مخططاتهم التآمرية لبلوغ مصالحهم التي لا تتحقق إلاّ باستهداف اليمن واليمانيين في وجودهم جغرافياً وتاريخاً، حاضراً ومستقبلاً.
لا بديل لنا جميعاً في يمن الإيمان والحكمة إلا تلبية دعوة المؤتمر الشعبي العام الى المصالحة والتلاقي والحوار والمشاركة بين يمنيين متساوين في الحقوق والواجبات.. وهكذا بالوحدة الوطنية نهزم العدوان ونسقط رهاناته.. وبالعدالة الاجتماعية نصنع الأمن والاستقرار والسلام والنهوض والتطور الشامل لنا ولأجيالنا القادمة.
لذا يجب التصدي بحزم للمشاريع الصغيرة التي تعد كارثة حقيقية على اليمن طوال تاريخه.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51223.htm