الميثاق نت -

الثلاثاء, 15-أغسطس-2017
فيصل الصوفي -
قبل أشهر قليلة مضت، لما تتابع الحراك التنظيمي المؤتمري، كتبت في هذا المكان أقول يا رفاقنا في المؤتمر الشعبي العام، عززوا حراككم بمناقشات تقدم آراء وأفكاراً حول المستقبل، ولا بد من تقييم أدائنا الذي مضى، فلا يصح الاستمرار على سياسة: "يتبع ما قبله".
ماذا يتعين علينا القيام به لتحويل المؤتمر إلى حزب سياسي مزود ببرنامج عمل يعنى بقضايا الناس.. برنامج قضايا يعني.. فإذا كان المؤتمر فتح باب الانتساب إليه، فيأتيه نحو 190 ألف طالب انتساب خلال مدة قصيرة، وفي ظل هذه المحن الثقيلة، فكونوا افهموا مزايا حزبكم.. لكن للأسف "لا يطاع لقصير أمر"، أو بالأصح لا يقرأ لناصح خطه.
قد كنت- وما زلت- أتابع مقالات مثقفين وسياسيين من خارج المؤتمر الشعبي العام، يقولون عنه ما يبهر المحيا، بعد أن كانوا في العشيات والنهارات يحترفون شتيمة المؤتمر وقيادته، وقلت لعلهم اكتشفوا قوانين الجاذبية المؤتمرية.. كانوا يقولون إن المؤتمر الشعبي ليس بشيء، وسوف ينتهي عندما يترك صالح الرئاسة، وعندما تسقط حكومته، لأنه يستمد أسباب هيمنته من الرئيس ومن الحكومة والوظيفة العامة والمال العام والإعلام الحكومي، وبمجرد أن يفقد هذه العناصر سيصبح مجرد ذكرى تاريخية.. وقد فقد المؤتمر ذلك كله من نهاية عام 2011م، ومع ذلك استمر، إذ لم تكن تلك العوامل مصادر جاذبيته أو من أسباب بقائه على قيد الحياة..جاذبيته تكمن في عقلانيته وفهمه للواقع الذي فرض عليه قيم الاعتدال والتسامح والتضامن، وتصرف قياداته وأعضائه تصرف جماعة تشعر بالمسئولية الوطنية، وتفخر بدورها الرئيسي في جعل اليمن دولة من دول الديمقراطيات الناشئة.
بدأت كلامي عن المستقبل، وفي جو المناسبة التي يحضر لها الآن، لا أرى بأسا من استدعاء قليل من الماضي للعبرة، ومن أجل المستقبل ايضا..فأذكر أنه منذ يونيو 2006م، وإلى الثلث الأول من عام 2011م، قدم المؤتمر الشعبي، وقدم رئيسه علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية حينها- أكثر من عشر مبادرات، تتعلق بتطوير الانتخابات والحكم المحلي ثم نظام الأقاليم، وكانت أحزاب اللقاء المشترك ترفضها تباعا، قالوا: توريث، قال لهم صالح: لا توريث ولا تصفير عداد، وبنهاية ولايتي لا بد أن يكون لديكم بديل.. كان الرئيس وحزبه يقول لهم أمضوا معنا من أجل هذه التعديلات الدستورية والقانونية التي تتطلبها عملية الإصلاح الديمقراطي، فرفضوا.. انتخابات يا جماعة، فرفضوا، بالرغم من أن الوظيفة الرئيسية لأي حزب في بلد ديمقراطي هي خوض الانتخابات لكي يصل للسلطة، وكانوا- بدلاً من ذلك- يقدمون المساومات بينما المساومات تتم بين دول وليس بين حزب حاكم وأحزاب معارضة، وكانوا متمسكين بالخلاف رغم أن العملية السياسية تعني خلافاً واتفاقاً.. خلاصته، جاء ربيع تونس ثم ربيع مصر وسارت قيادات أحزاب المشترك وراء شيوخ ومغامرين يتملكهم الغضب ونزعات الثأر، فطاحت أحزاب اللقاء المشترك، وطاحت مصالح عامة وخربت دور ومدن في الشتاء اليمني، وبقي المؤتمر، وهربت أحزاب اللقاء المشترك إلى الرياض تسوغ لآل سعود العدوان العسكري على الشعب اليمني.. بعد هذا كله هل تقبل مداهنة، أو يصح للمؤتمريين الاستمرار على سياسة: "يتبع ما قبله"؟

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51313.htm