الميثاق نت -

الخميس, 19-أكتوبر-2017
مطهر الأشموري -
عادةً ما تفضى الأحداث إلى أسئلة تلقائية مهمة او كثيرة الأهمية ولكن يتجنب طرحها لتجنب الإجابة عنها وعلى سبيل المثال لماذا تخلت الجبهة القومية عن الخيار القومي بعد انتصارها في ثورة 14 اكتوبر 1963م وذهبت إلى الخيار الشيوعي الأصم وتصبح الحزب الاشتراكي اليمني؟
الإجابة ببساطة هو أنه لو أن هذه الثورة انتصرت قبل الهزيمة القومية 1967م لظلت قومية وظلت الجبهة القومية وهي أجبرت على السير إلى الخيار الأممي الشيوعي وإلى مسمى الحزب الاشتراكي بفعل الهزيمة القومية وانعكاساتها السريعة.
لابديل أمامها إلا ان تسير في الخط الذي سارت فيه ثورة 26سبتمبر بعد الهزيمة القومية بتصالح مع السعودية والسماح بمستوى من الهيمنة من خلال ماعرف بالصلح مع الملكيين او البحث عن خيارات بديلة تبقيها كثورة وتحميها من النظام السعودي وذلك مالم يعد وقتها متاحاً او متوافراً إلا في الخط والخيار الأممي وقتها.
ليس من مصلحة ثورة 14 اكتوبر ان تقول على خط سارت فيه ويجسد ثوريتها أنها سارت فيها مضطرة أو أن ذلك بسبب قلق او خوف من النظام السعودي تحديداً ولذلك لايمكن طرق السؤال هروباً من الإجابة.
بالمقابل فنحن حتى اليوم نطرح عن انتصار الثورة والجمهورية ربطاً بثورة سبتمبر 1962م وان الصلح مع الملكيين كان انتصاراً للجمهورية وهو ليس انتصاراً للثورة ليس لانها تصالحت مع الملكيين ولكن لان اتفاق الصلح مع الملكيين اسس لمستوى من الهيمنة السعودية وصل في عهد الرئيس الغشمي تحديداً الى مستوى من الوصاية.
هذه الحقائق تجاوزها الواقع فوق تجنب او حساسية طرقها او طروحاتها.
ملك السعودية فيصل قال للرئيس في صنعاء عبدالرحمن الإرياني بعد انتصار ثورة أكتوبر بعدن: إذا فكرتم في وحدة او توحيد اليمن فانسوا حاجة اسمها حضرموت؛ ومثل هذه الحقيقة لم يعد مايتحسس تجاه طرقها او أطروحتها لأنه جاء من هذا التربص احتلال واقتطاع الشرورة والوديعة.
إجمالي ومجمل هذه الحقائق تؤكد فعلاً ان النظام السعودي هو العدو التاريخي.. والحقيقة ان ثورة 14 أكتوبر هي التي جذرت فكرة ووعي وثقافة وفكر العدو التاريخي لدى اليمنيين اكثر من غيرهم.
بريطانيا مثلت الاستعمار وامريكا هي الاستعمال كاستعمار اشنع من الاستعمار، ولكن لابريطانيا ولا امريكا هي العدو التاريخي لليمن وإن باتا العدو التاريخي للعرب او المسلمين ربطاً بقضية فلسطين ومناصرة إسرائيل.
إذا الاستعمار القديم أو الجديد الاستعمال هو كارثة فأن يكون الاستعمار لبلد هو من الطرف المصنف بأنه العدو التاريخي له مسبقاً فتلك مكارثية بأكبر من الكارثة فيما يعني عيد ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار وقد باتت عدن والمحافظات الجنوبية محتلة ومستعمرة ومن الطرف الذي نصصت عليه ثورة 14 أكتوبر بأنه العدو التاريخي لليمن ؟
بسبب نقل هادي وماتسمى شرعية، البنك المركزي الى عدن، فإنني مثل كل الناس من الذين لم يستلموا راتباً منذ عام او اكثر ولكنني أرى ذلك من افاعيل وتفعيل العدوان بهادي كأداة ولا علاقة لجنوب او لشمال كشعب بأخطاء أنظمة وبالتالي فيمنيتي وانتمائي ليمن موحد او مشطر وفي ظل استعمار قديم او جديد هي وراء ما أطرح وليس أي اعتبارات أخرى.
المرتزقة والخونة في ظل هذا التأثير العالمي المعولم للمال السعودي موجودون في الشمال والجنوب وبعد ثورة سبتمبر او أكتوبر ، ولكن قتال أخوة من المناطق الجنوبية في نجران وجيزان وعسير ضد الجيش واللجان الشعبية إنما بات بين ما يؤكده كامل الشرعية والمشروعية للوحدة فالقتال مع ومن اجل النظام السعودي يؤكد أن الأولى القتال مع الوحدة والدفاع عن الوحدة، ولكن مع الاستعداد للتعاطي مع كل القضايا ورفع اي مظالم، وقد نقبل من خلال حوارات وحلول يمنية صرفة مالا نقبله بضغط أو املاءات النظام السعودي.
لقد كان وظل النظام السعودي هو الأساس في كل مشاكلنا ومعاناتنا قبل وبعد الوحدة.
نحن بأمس الحاجة لتجاوز الأفق الضيق الصراعية والبينيات لأن تفعيلها يصبح الخطيئة في ظل تموضع العدو التاريخي كعدوان واستعمار.. ويعنينا استعادة وهج ثورة «سبتمبر وأكتوبر» لمواجهة العدوان وتحرير كل شبر من أرض الوطن من الاستعمار الجديد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51997.htm