الميثاق نت -

الأربعاء, 01-نوفمبر-2017
محمد أنعم -
منذ بداية عام 2015م وتحديداً منذ أبريل 2015م عندما أبلغ أمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون مجلس الأمن اعتزامه تعيين اسماعيل ولد الشيخ مبعوثاً جديداً الى اليمن خلفاً لجمال بنعمر، فقد أكد في رسالته أن ولد الشيخ سينطلق من الانجازات التي حققها جمال بنعمر والذي أُجبر على تقديم استقالته بعد رفضه الخضوع والخنوع للسعودية.

تطلع الجميع في اليمن والوطن العربي والعالم الى أن يقود الدبلوماسي المورويتاني ولد الشيخ مسيرة سلام ناجحة في اليمن خاصةً وقد قوبل قرار تعيينه بدعم دبلوماسي عالمي لاسيما وأن اسماعيل ولد الشيخ الذي ولد في نوفمبر 1960 في نواكشوط موريتانيا وشغل عدة مناصب دبلوماسية قد عمل في اليمن لمدة ثلاث سنوات وعلى معرفة بالوضع اليمني وكان يراهن عليه لتحقيق نجاح كبير في حل الأزمة اليمنية.

فشل مهمته في ليبيا والتي كان يشغل منصب نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى ليبيا أثرت في سلوكه وإدارته للملف اليمني.

وبأسلوب الدبلوماسي الانتهازي لاستثمار أزمة اليمني لتحقيق مكاسب شخصية فقد قرر أن يكون مبعوثاً للجنة الخاصة السعودية بدلاً عن كونه مبعوثاً للأمين العام للأمم المتحدة كما أكد ذلك الزعيم علي عبدالله صالح في خطابه الأخير.

مضت ثلاثة أعوام وولد الشيخ يتنعم في فنادق الرياض ويعقد اجتماعاته مع قاتلي الشعب اليمني ويتحدث بنفس لغة الجبير وكل احاطاته تُكتب في الرياض وتُعرض على محمد سلمان ليوافق عليها قبل أن يقدمها الى مجلس الأمن الدولي.. في تملق دنيئ لقاتلي أطفال ونساء اليمن ومنتهكي المواثيق الدولية وحقوق الإنسان!!

لقد خيب ولد الشيخ آمال العالم وأصبح مجرد موظف مأجور يؤدي دوراً لا يختلف عن أدوار مرتزقة بلاك ووتر.. وفشل في أن يكون بحجم الأخضر الابراهيمي أو حتى بمستوى جمال بنعمر.. بل إن ممارسات هذا المبعوث السيئ الصيت قد ألحقت بالشعب اليمني والمنطقة أضراراً كبيرة، فقد شجع المجرمين ودافع عنهم في احطاته الكاذبة والتي توجب أن تخضعه للمساءلة، وشارك في إعداد مسرحيات هدن لتضليل الرأي العام ومحاولة استغلالها كخدع لتحقيق انتصارات عسكرية لتحالف العدوان.. كما أدار حوارات في جنيف والكويت وكلها كانت مجرد حوارات صورية لم تحقق أي نجاح، لكنه كان يريد من خلالها اتاحة الفرصة للعدوان لتحقيق تقدم عسكري في الميدان.. ولكن كل محاولاته القذرة باءت بالفشل.

فشل ولد الشيخ في إدارة مهمته الأممية كمبعوث محايد، دفع أولاً سلطنة عمان للتحرك بعيداً عنه ومن منطلق الحرص على اليمن وأمن واستقرار المنطقة لإدارة حوار بين الأطراف اليمنية ووصلت الى مراحل متقدمة، بيد أن ولد الشيخ اجهض تلك النجاحات التي تحققت في جنيف «1 و2»، كان فشل ولد الشيخ في إدارة حوارات جنيف واضحاً، وانحيازه وعدم حياديته فاضحاً.. لهذا تحرك وزير الخارجية الأمريكي مع سلطنة عمان الشقيقة وتوصلوا بعد حوار مع انصار الله الى الاعلان عن اتفاق مبادئ في محاولة لإنقاذ تورط ولد الشيخ في هذا الفشل والسقوط في حل قذر على حساب دماء اليمنيين وأمن واستقرار المنطقة، لكن تلك الخطوة التي أيدتها صنعاء جعلت ولد الشيخ يتحول الى خصم للشعب اليمني أكثر من ذي قبل وخادم مطيع للأجندة السعودية.

مغالطات ولد الشيخ ومتاجرته بدماء اليمنيين جعلت المندوب الروسي يضيق بها ذرعاً ودفعت السفير الروسي السابق ميتالي تشوركي في أغسطس 2016م الى ضرب الطاولة وتوجيه توبيخ وألفاظ شديدة ومزدرية لولد الشيخ والانسحاب من جلسة مجلس الأمن.. بعد أن أكد أنه يغالط المجلس بمعلومات مضللة وبشكل متعمد وكانت تلك الجلسة أشبه بمحاكمة لولد الشيخ وتم فضحه بأنه قدم رؤية لحوار الكويت تتضمن وجهة نظر العدوان حيث قدم مقترحاً بشأن الحل العسكري وضرورة انسحاب المؤتمر وأنصار الله من المدن وتسليم السلاح.. ولم يقدم ولد الشيخ أي رؤية تتضمن حلولاً سياسية وتسبب بانهيار محادثات الكويت.

بعد انهيار مفاوضات الكويت في أغسطس 2016م واحتجاز الوفد الوطني وعدم السماح له بالعودة الى العاصمة صنعاء حكم ولد الشيخ على نفسه بالموت.. ليعيش حياة ذُل وإهانة وعدم الثقة به بعد أن شارك في التستر على جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية في اليمن.

انتهت حياة ولد الشيخ وغرق في دماء أطفال اليمن.. كان بإمكانه أن يتوب ويتراجع عن اخطائه الكارثية في وقت مبكر.. كان بإمكانه أن يتساءل لماذا ذهبت بعض الدول الى تشكيل اللجنة الرباعية + سلطنة عمان.. ويستشعر الخطر.. لكنه أصر إلا أن يواصل سقوطه عبر تمثيل مسرحية محاولة اغتياله في العاصمة صنعاء..

وها هو صمود الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار يسقط ولد الشيخ في وحل العار ليواجه حياة ذل وامتهان ويعيش مطارداً خائفاً.. ولن تحميه أموال آل سعود والامارات من لعنات الأجيال.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 02:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52093.htm