الميثاق نت -

الإثنين, 13-نوفمبر-2017
أحمد‮ ‬الزبيري -
السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل يقفزون الى أقصى مدى في إصرارهم على تحقيق مشاريعهم الإرهابية المدمرة في المنطقة.. يصعّدون في حربهم العدوانية العنيفة القذرة على اليمن والتي تشارف على اكمال عامها الثالث، ويواجهون هزيمة وحشهم التكفيري في العراق وسوريا بالبحث عن بدائل مراهنين على اللعب بورقة الأكراد لتقسيم العراق وسوريا وهذه الورقة في طريقها الى الفشل أو قد فشلت، فكان هذه المرة بلوغ الذروة في الغطرسة وتعويض هزائمها بالمزيد من الابادة والحصار للشعب اليمني والعمل على اشعال فتنة في لبنان تؤدي الى ضرب استقرار هذا البلد العربي الصغير وعيش أبنائه المشترك ثم تفجير حرب أهلية تبرر عدوان اسرائيل -بتمويل سعودي- على لبنان تؤدي الى القضاء على حزب الله يحقق لها الانتصار التي فشلت فيه بسوريا والعراق واليمن، ولكن سرعان ما هُزم هذا التوجه قبل أن يولد، ليرتد إجبار الحريري على تقديم استقالته من الرياض الى نحر السعودية، فالولايات المتحدة أعلنت تأييدها لسلمان وابنه من أعلى قمة في الدولة العظمى وهو الرئيس ترامب ببيان لوزارة الخارجية والبيت الأبيض، أما اسرائيل فقد أعلنت أنها لن تحارب لبنان وحزب الله لأن السعودية ترغب في ذلك، وسخرت وسائل الاعلام الاسرائيلي من هذه الرغبة الجامحة أن السعوديين يريدون أن يحاربوا حزب الله وإيران في لبنان حتى آخر جندي اسرائيلي، وهكذا نجد استدعاء السعودية رئيس وزراء لبنان الى الرياض واعتقاله وإجباره على الاستقالة يمثل عنجيهة غير مسبوقة وبلطجة لم يسبق أن قامت بها الولايات المتحدة حتى في حديقتها الخلفية -جمهوريات الموز في أمريكا الجنوبية- وهي سابقة في اهانة الشعب اللبناني العظيم الذي استطاع هزيمة اسرائيل وتحقيق انتصار عجزت عنه الأنظمة العربية مجتمعة في حربها ضد هذا الكيان الغاصب لأراضي فلسطين ومقدسات العرب‮ ‬والمسلمين،‮ ‬وهي‮ ‬بهذا‮ ‬العمل‮ ‬تعتدي‮ ‬بدرجة‮ ‬رئيسية‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬اعتبروا‮ ‬أنفسهم‮ ‬حلفاء‮ ‬لها‮ ‬طوال‮ ‬السنوات‮ ‬الماضية‮ ‬ونفذوا‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬تريد‮ ‬منهم‮ ‬وعلى‮ ‬رأسهم‮ ‬تيار‮ ‬المستقبل‮ ‬وما‮ ‬يسمى‮ ‬بتحالف‮ ‬14‮ ‬آذار‮.‬
الغريب والعجيب أن السعودية وبكل وقاحة تدَّعي أنها- بما تقوم به من عدوان على اليمن وإعلان الحرب على لبنان وقبلها تدمير العراق وسوريا بالإرهاب- تحارب ايران التي رد رئيسها حسن روحاني عليها بدعوتها الى ايقاف عدوانها على اليمن بدلاً من التهديد بشن حرب على لبنان،‮ ‬وعليها‮ ‬أن‮ ‬تتجه‮ ‬بحربها‮ ‬إلى‮ ‬إيران‮ ‬اذا‮ ‬كانت‮ ‬عدوتها‮ ‬كما‮ ‬تدَّعي‮.‬
قراءات كثيرة لسلوك السعودية وهي في مجملها صحيحة في استنتاجاتها فهو نظام وظيفي أقامه الاستعمار البريطاني من أجل ثروة شبه الجزيرة العربية والخليج النفطية وتأمين أمن الدولة الصهيونية التي أقامتها وفقاً لوعد بلفور على أرض فلسطين والذي أكمل مئويته الأولى قبل أيام.. والمستجد هو صراع بين الأسرة على السلطة والتي كانت دائماً بوابتها تل أبيب ولكن عبر تحالف سعودي-اسرائيلي تحت الطاولة وهذه المرة اقتضى نقل الملك الوراثي من ابناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبدالعزيز بن سعود الى أسرة الملك الأخير سلمان الذي سعى الى توريثها لابنه محمد الذي على استعداد من أجل الوصول الى هذه الغاية أن يدمر كل شيء بما فيها الأسرة السعودية وملكها الثيوقراطي في تخلفه واستبداده.. وما قام به سلمان وابنه من اعتقال كبار الأمراء ومصادرة أموالهم بل وتعذيبهم في السجون مع استمرار حربه الدينكاشوتية ضد إيران في العراق وسوريا، وفي اليمن باستخدام الإرهاب أو العدوان المباشر المستمر للعام الثالث على التوالي والذي وُوجه بصمود اسطوري من أبناء الشعب اليمني.. وأخيراً تفجير فتنة في لبنان وطلب من اسرائيل شن عدوان جديد عليه التي بكل تأكيد لن تشن حرباً على لبنان لسواد عيون آل سعود وخدمةً لمصلحتها، ناهيك عن أن اسرائيل تدرك أنها عاجزة عن القيام بهذه الحرب بعد هزيمتها المدوية من حزب الله عام 2006م لأنها حرب مكلفة ومجهولة النتائج، ذلك أن لبنان اليوم أكثر منعةً بوحدته الداخلية الاجتماعية والسياسية المتجاوز لإمكانية استغلال بنيته الطائفية المعبر عنها في موقفهم تجاه السلوك المشين ضد لبنان، المهين لشعبه وللقوانين والمواثيق الدولية، في سابقة تصب في مسار الانحدار المتسارع نحو الهاوية لمملكة الرمال الإرهابية.. إنه السقوط المريع الذي تجلياته باتت واضحة في جنون »الدب الداشر« ووالده‮ ‬الزهايمر‮ ‬المجسد‮ ‬في‮ ‬حماقة‮ ‬حروبه‮ ‬المدمرة‮ ‬ورهاناته‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬سيحلب‮ ‬بقرة‮ ‬النفط‮ ‬حتى‮ ‬جفاف‮ ‬ضرعها‮ ‬لتُذبح‮ ‬غير‮ ‬مأسوف‮ ‬عليها،‮ ‬وهذه‮ ‬النهاية‮ ‬ستكون‮ ‬أسرع‮ ‬مما‮ ‬هو‮ ‬متوقع‮ ‬ليرتاح‮ ‬العرب‮ ‬والمسلمون‮ ‬والبشر‮ ‬من‮ ‬شرورها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 02:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52194.htm