الميثاق نت -

الإثنين, 27-نوفمبر-2017
عبدالرحمن‮ ‬مراد -
يقال: لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان، وتمام الشيء هو بداية نقصانه، ويقول ابن خلدون الدول تشيخ وإذا شاخت بدأ زوالها، وسنن الله في كونه أنه يمهل ولكنه لا يهمل، ولا يهلك القرى وأهلها مصلحون، ومتى شاع الظلم، وفشى الطغيان وزاد العمه والتيه، رأيت آيات الله.
فآل‮ ‬سعود‮ ‬الذين‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬مقدور‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬تبلغ‮ ‬دولتهم‮ ‬قرناً‮ ‬من‮ ‬الزمان‮ -‬وقد‮ ‬بلغته‮- ‬ها‮ ‬هم‮ ‬ينتحرون‮ ‬ويذهبون‮ ‬الى‮ ‬فنائهم‮ ‬وفق‮ ‬سنن‮ ‬الله‮ ‬وقانون‮ ‬التاريخ،‭ ‬وقد‮ ‬بدأت‮ ‬العلامات‮ ‬لكل‮ ‬ذي‮ ‬لب‮ ‬أو‮ ‬عقل‮ ‬بصير‮.‬
فالمال الذي حاول تأويل النص النبوي الذي يتحدث عن قرن الشيطان والقول إن نجد ليس هي المقصودة من نصه ومضمونه بل المقصود مكان بالعراق كما يزعمون رغم الدلائل والمؤيدات التاريخية، فالشيطان الذي جاء قريش الى دار الندوة وهم يتشاورون حول مصير الرسول عليه الصلاة والسلام جاء على هيئة شيخ نجدي، وأشار عليهم أن يجمعوا من كل قبيلة شاباً فتياً قوياً وينتظرون الرسول عند بابه فإذا خرج باشروه بضربة مميتة ويذهب دمه بين القبائل ويتعذر على بني هاشم المطالبة بدمه، ونفس المشورة نراها اليوم في تعامل هذا الشيطان مع أهل اليمن فقد جمع تحالفاً دولياً لتدمير اليمن وضرب بنيته التحتية، وتدمير مقدراته وتاريخه، فقتل من قتل في اليمن، ودمر ما دمر وها هي الحرب على مشارف العام الثالث دون أن يبلغ نظام قرن الشيطان غاية أو يبلغ هدفاً له، وتلك من العلامات الدالة على تدحرجه وانكساره، فالسعودية سخَّرتْ كل امكاناتها المادية والاعلامية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية، واشترت القانون الدولي والمنظمات الدولية، وعملت ما لا يخطر على قلب رجل، أملاً في الانتصار في هذه الحرب التي أشعلتها في اليمن ولكنها - ووفق كل التقارير والمقالات التحليلية العربية والغربية -‮ ‬فشلت‮.‬
هذا الفشل في اليمن - الذي يخوض نظام قرن الشيطان حرباً مباشرة معه - يقابله فشل في العراق في حربه غير المباشرة، وفشل في سوريا، وها هو يُمْنَى بهزيمة سياسية في لبنان غير متوقعة وغير محسوبة، فقد بلغت الغطرسة بهذا النظام أن حجز سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، وأجبره على الاستقالة وعبر قنوات فضائية سعودية وفي ذلك بالغ المساس بالسيادة الوطنية اللبنانية، الأمر الذي جعل من القضية موضوعاً وطنياً لبنانياً جامعاً وموحداً لكل الطوائف، فقد كان الهدف خلط الأوراق السياسية، ودعم اسرائيل للقيام بضربة عسكرية لحزب الله، لكن اسرائيل اعتذرت، وخرج سعد الحريري الى فرنسا وعاد الى لبنان وتراجع عن استقالته، فكان الفشل السعودي في لبنان سيفاً يقطع دابر قوم عاثوا في الأرض فساداً وهو ليس بداية العلامات بل جزءاً من العلامات والإشارات التي يرسلها الله ولا يرونها فالله يمد أهل الطغيان في طغيانهم‮ ‬فيصرون‮ ‬ويعمهون‮.‬
أما‮ ‬على‮ ‬الصعيد‮ ‬الداخلي‮ ‬السعودي‮ ‬فالقضية‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬خافية‮ ‬على‮ ‬أحد،‭ ‬فابن‮ ‬سلمان‮ ‬لم‮ ‬يبق‮ ‬له‮ ‬من‮ ‬سند،‭ ‬وكل‮ ‬التوازنات‮ ‬بدأت‮ ‬تختل،‭ ‬فالمستبد‮ ‬الذي‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬شعوبياً‮ ‬يفشل‮ ‬ويفقد‮ ‬سلطانه‮.‬
ما يمكن أن يقال إن نظام قرن الشيطان بدأ يعلن غروبه، فكل المؤشرات والدلائل تقول ذلك سواءً أشرنا اليها في السياق أو لم نشر، حتى في الذاكرة الشعبية اليمنية ثمة رؤية تذهب الى القول إن نهاية نظام آل سعود يكون على يد المحمدين، وتقول إن آخر ملوك آل سعود سيكون سلمان،‭ ‬وفي‮ ‬ظني‮ ‬كل‮ ‬الرموز‮ ‬والإشارات‮ ‬تساند‮ ‬هذا‮ ‬القول‮.‬
سيفنى‮ ‬الطغاة‮ ‬والقتلة،‮ ‬ويبقى‮ ‬اليمن‮.. ‬تلك‮ ‬هي‮ ‬مشيئة‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬التدافع‮ ‬الذي‮ ‬حدث‮ ‬في‮ ‬سنين‮ ‬اليمن‮ ‬الخوالي‮.. ‬ولله‮ ‬عاقبة‮ ‬الأمور‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 06:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52347.htm