الميثاق نت -

الأربعاء, 30-مايو-2018
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
ايقنت‮ ‬أخيرا‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬ماضينا‮ ‬الذي‮ ‬نتباهى‮ ‬به‮ ‬بين‮ ‬عباد‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬كذبة‮ ‬واضحوكة‮ ‬لمغالطة‮ ‬انفسنا‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬ومغالطة‮ ‬العالم‮ ‬من‮ ‬حولنا‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬ثانية‮..!! ‬
العالم‮ ‬الذي‮ ‬يستمع‮ ‬إلى‮ ‬تلك‮ ‬الأكاذيب‮ ‬والسخافات‮ ‬هو‮ ‬نفسه‮ ‬العالم‮ ‬الذي‮ ‬يشاهد‮ ‬ما‮ ‬تفعله‮ ‬وما‮ ‬تزال‮ ‬قيادات‮ ‬دول‮ ‬النفط‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وسوريا‮ ‬وليبيا‮ ‬والعراق‮ ‬وفي‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬بلد‮ ‬عربي‮..!!‬
إنه‮ ‬العالم‮ ‬نفسه‮ ‬الذي‮ ‬يشاهد‮ ‬أمراء‮ ‬وتجار‮ ‬الفتن‮ ‬والحروب‮ ‬يدمرون‮ ‬بلداننا‮ ‬ويستعرضون‮ ‬عضلاتهم‮ ‬الخاوية‮ ‬على‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮ ‬والمدنيين‮ ‬عموما‮..!! ‬
إنه العالم نفسه الذي يستمع إلى قادة العدوان ومن يسمون انفسهم علماء ومشائخ الإسلام وهم يجيزون قتل اليمنيين والسوريين واللبنانيين لانهم مجوس وروافض.. ويعلنونها بالفم المليان وعبر مختلف الوسائل الإعلامية التابعة لهم بأنها حرب مذهبية هدفها تصحيح الإسلام وايقاف‮ ‬المد‮ ‬المجوسي‮ ‬الكافر‮ ‬من‮ ‬الوصول‮ ‬إلى‮ ‬الحرمين‮..!! ‬
إنه العالم نفسه الذي يستمع للمدعو احمد أبو الغيط وهو يتباكى على استهداف مكة ويحلف يمينا مغلظة بان اليمنيين اعتدوا على السعودية ويريدون هدم الكعبة وقد حولوا اراضيهم إلى منصات للصواريخ الإيرانية لاطلاقها على الرياض..!!
هذا هو العالم الذي يشاهد سفاهات القادة العرب وامين ما يسمى بجامعتهم العربية وشيوخ ومحللي الدفع المسبق وهم يتوجهون صوب إثارة فتنة أخرى في بلد عربي آخر تحت حجج ومبررات سخيفة وحقيرة ومليئة بقلة الأدب..!!
ماذا نقول أمام كل هذه الحقارة العربية.. ماذا نقول ونحن نرى أمراء النفط وقد تحولوا إلى اساطين للقتل والدمار لا لشيء سوى خدمة للأجندة الغربية الهادفة إلى تفتيت البلدان العربية والاستحواذ على اراضيها..؟!!
هؤلاء‮ ‬نحن‮ ‬اليوم‮ ‬ليس‮ ‬بكل‮ ‬أسف‮ ‬وإنما‮ ‬بكل‮ ‬فخر‮.. ‬نعم‮ ‬بكل‮ ‬فخر‮ ‬أصبح‮ ‬كل‮ ‬منا‮ ‬يحرض‮ ‬على‮ ‬اخيه‮ ‬الآخر‮ ‬بلؤم‮ ‬وخسة‮ ‬وحقارة‮ ‬ونذالة‮ ‬وقذارة‮..‬
جنون وهيستيريا معجونة بقلة أدب وغباء بلا حدود تكشف عنها انظمة عربية تنفذ اجندة غربية في اليمن وسوريا وليبيا وفي أكثر من منطقة.. وإن سألتهم لِمَ كل هذا.. قالوا لإعادة شرعية لا يعترف بها الشعب ؛ ولإيقاف المد المجوسي الرافضي وقطع أصابع إيران...؛ وغيرها من المغالطات‮ ‬التي‮ ‬يروجون‮ ‬لها‮ ‬منذ‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاثة‮ ‬أعوام‮ ‬دون‮ ‬حياء‮..!‬
وإن سألتهم هل إعادة هذه الشرعية وايقاف هذا المد الذي تتحدثون عنه يجيز لكم استهداف المدنيين وقصف الاطفال والنساء وفرض حصار مطبق على اليمنيين وتجويعهم وقتلهم بالأوبئة والكوارث والأمراض.. قالوا أخطاء.!
إن سألتهم لِمَ تدمرون المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد والمدن الأثرية والتاريخية وشبكات المياه ومحطات الكهرباء والإتصالات والجسور والطرقات وقاعات الافراح والعزاء ومنازل المواطنين وكل شيئ في اليمن.. هل كل ذلك من أجل هذه الشرعية التي تتحدثون عنها‮ ‬أم‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬قطع‮ ‬اصابع‮ ‬إيران‮ ‬؟‮!. ‬يقولون‮ ‬إن‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬المزاعم‮ ‬ليست‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬إدعاءات‮ ‬كيدية‮ ‬ولا‮ ‬أساس‮ ‬لها‮ ‬من‮ ‬الصحة‮ ‬وإنها‮ ‬مؤامرة‮ ‬تحيكها‮ ‬إطراف‮ ‬دولية‮ ‬مع‮ "‬الإنقلابيين‮" ‬للنيل‮ ‬من‮ ‬التحالف‮ ‬والإساءة‮ ‬إليه‮.!‬
ماذا نقول إزاء كل هذا الجنون.. انه زمن الإنحطاط.. زمن تغيرت فيه المفاهيم والقيم.. زمن يقتل فيه العربي اخاه العربي بدم بارد.. يتآمر عليه ويستولي على ارضه.. يكفره ويحط من قدره خدمة وتنفيذا لأعداء العروبة والاسلام والمسلمين..
زمن‮ ‬كهنة‮ ‬العروبة‮ ‬وقساوسة‮ ‬الدين‮ ‬الذين‮ ‬يجيزون‮ ‬قتل‮ ‬الأبرياء‮ ‬ويذهبون‮ ‬لتبرير‮ ‬تلك‮ ‬الجرائم‮ ‬دون‮ ‬خجل‮ ‬أو‮ ‬وجل‮.. ‬زمن‮ ‬القبح‮ ‬المزين‮ ‬بالدقون‮ ‬الملوثة‮ ‬بالدماء‮..‬
تبت‮ ‬أياديكم‮ ‬وأنتم‮ ‬تقتلون‮ ‬وتدمرون‮ ‬بدم‮ ‬بارد‮ ‬وفي‮ ‬المقابل‮ ‬تدعون‮ ‬الفضيلة‮ ‬دون‮ ‬حياء‮..!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 05:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53496.htm