الميثاق نت -

الإثنين, 04-يونيو-2018
طه‮ ‬العامري‮ -
تمر علينا الذكرى السادسة لاستشهاد عزيز اليمن وحكيمها الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني صالح.. الذي كان في استشهاده رحمة له.. فالله سبحانه وتعالى لم يُرِدْ أن يجعله يعاني من ويلات وطنه وشعبه حتى لا يموت قهرا وكمدا علي وطن كان يضعه في حدقتين عينيه وله عاش مناضلا ومثابراً‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تنميته‮ ‬وتطوره‮ ‬وتقدمه‮ ‬الاجتماعي‮.. ‬
الأستاذ الشهيد عبدالعزيز عبدالغني الذي كان ضمن المصلين في جامع دار الرئاسة والكل يعلم أن إصابته لم تكن خطيرة وخرج من الجامع يمشي على قدميه إلا من بضعة حروق وقد نقل كغيره من ضحايا الجريمة إلي العاصمة السعودية الرياض وهناك لحق به أقرباؤه وزاروه واطمأنوا على صحته ثم فجأة تدهورت حالته وفارق الحياة.. بعد سنوات الرحيل وبعد كل ما جرى ويجري في البلاد.. ينتصب أمامنا سؤال قديم ولكنه يتجدد أمامنا عند كل ذكرى تذكرنا برحيل هذا العملاق الوطني الذي لم يكن عزيزا وحسب بل وحكيما لليمن ومرجعية للحكماء ومحل تقدير واحترام وثقة كل المجتمعات الدولية ومؤسساتها ومنظماتها ونشطائها.. فهو كان إلى جانب رفيقه وزميل دربه دكتور عبدالكريم الإرياني يمثلان واجهة الوطن اليمني وتحولاته بل هما معا من وضعا مداميك التحولات الوطنية التي كان للأستاذ عبدالعزيز شرف وضع أولى خططها في عصر الرئيس الشهيد إبراهيم‮ ‬الحمدي‮ ‬والمتمثلة‮ ‬بالخطة‮ ‬الخمسية‮ ‬الأولى‮ ‬للتنمية‮ ‬الوطنية‮..‬
هذا الرجل الذي عاش من أجل وطنه ورحل في سبيل وطنه كان حتى الليلة الأولى قبل استشهاده يقوم برحلات مكوكية من وإلى منازل أطراف الخصومة والصراع يبحث عن ممكنات التفاهم وتنفيس الاحتقان والحيلولة دون تصعيد المواقف وتوتر الأجواء.. لم يكن يفعل ذلك خوفا على مصالحه او بحثا عن مكاسب فالأستاذ عبدالعزيز رجل عصامي أخلص لوطنه ولشعبه لم يكن مناطقيا ولا طائفيا ولامذهبيا ولم يكن من أصحاب النفوذ المادي ولم يستغل يوما مكانته لتحقيق أهداف ومصالح خاصة كما لم يكون انتقائيا في تعامله مع أبناء شعبه وكان مسالما ورجلاً مدنياً حلم بنهضة وطنه وعمل في سبيلها.. نعم ارهقه المتصارعون على السلطة قهره المتسلطون الباحثون عن مصالحهم وإنْ على حساب معاناة الشعب والوطن ِ لكنه كان في ظل كل هؤلاء يحاول أن يحقق لهذا الوطن مكانة بين الأمم.. لهذا وفي ذكرى رحيل هذا المعلم الوطني والحكيم والمرجعية نتذكر مآثر‮ ‬حكمته‮ ‬وحصافته‮ ‬وحرصه‮ ‬على‮ ‬السكينة‮.. ‬ونرى‮ ‬هذا‮ ‬الجنون‮ ‬الذي‮ ‬نحن‮ ‬فيه‮ ‬ونؤمن‮ ‬حد‮ ‬اليقين‮ ‬بأن‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالي‮ ‬قد‮ ‬أخذه‮ ‬إليه‮ ‬لحكمة‮ ‬ورحمة‮ ‬ورأفة‮ ‬به‮ ‬حتى‮ ‬لايرى‮ ‬ولا‮ ‬يعيش‮ ‬الوضع‮ ‬الذي‮ ‬صرنا‮ ‬إليه‮.‬
نقول‮ ‬رحم‮ ‬الله‮ ‬الشهيد‮ ‬العزيز‮ ‬والحكيم‮ ‬ابن‮ ‬اليمن‮ ‬ومهندس‮ ‬تنميتها‮ ‬وتطورها‮ ‬الأستاذ‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬عبدالغني‮ ‬وأسكنه‮ ‬فسيح‮ ‬جناته‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 11:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53531.htm