الميثاق نت -

الأحد, 29-يوليو-2018
عبدالوهاب‮ ‬الشرفي -
دعوات‮ ‬مختلفة‮ ‬تروَّج‮ ‬وتروِّج‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬لحرف‮ ‬طبيعة‮ ‬الصراع‮ ‬الذي‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يمارسه‮ ‬المجتمع‮ ‬دفاعاً‮ ‬عن‮ ‬نفسه‮ ‬وعن‮ ‬حقوقه‮. ‬
هاشميين‮ ‬قبائل‮ ‬
حاشديين‮ ‬بكيليين‮ ‬
اصحاب‮ ‬مطلع‮ ‬اصحاب‮ ‬منزل‮ ‬
اصليين‮ ‬متوردين‮ ‬
حوثيين‮ ‬اصلاحيين‮ ‬
مؤتمريين‮ ‬اشتراكيين
بلوريتاريين‮ ‬برجوازيين‮ ‬
جنوبيين‮ ‬شماليين‮ ‬
زيود‮ ‬شوافع‮ ‬
سنة‮ ‬شيعة‮ ‬
أبيني‮ ‬ضالعي‮ ‬
وعلى‮ ‬هذه‮ ‬الشاكلة‮ ‬هناك‮ ‬كثير‮..‬
هذه بعض صور الصراع او لنقل دعوات الصراع التي يعانيها مجتمعنا ومؤخرا بدأت تروّج عمدا ولكم ان تتخيلوا مجتمع تعتمل فيه كل هذه الصور من توجهات الصراع، وهل يمكن ان تقوم له قائمة او ان يصل الى مرحلة استقرار تحت السير في هذا التوجه ؟!!.
هذه العناوين للصراع او لتحديد موقف تجاه الآخر هي هدامة بالمطلق ولا اي منها رشيد ومتزن، فأولاً: هذه التنوعات هي تنوعات اصلية في اي مجتمع فلا يوجد مجتمع دون تنوعات نسبية وقبلية ودينية ومذهبية وفكرية وادارية وسياسية ولايمكن ان يقوم مجتمع دون هذه التنوعات اصلا فقيام مجتمع من نوع واحد نسبا وقبيلة ودينا ومذهبا وفكرا وإدارة وسياسة هو المستحيل بعينه ولا وجود لمجتمع كهذا على وجه الجغرافيا ولا على وجه التاريخ ولهذا فتبني هذه العناوين كمنطلقات للصراع هي حالة من ادخال المجتمع في حالة من الصراع الذاتي المدمر للمجتمع بكله‮.‬
أما ثانياً: فان السير في هذا المسار كتوجه للصراع هو توجه لاستدامة الصراع لانه لايمكن ان يمثل الانتصار فيه - كافتراض امكانية الانتصار لاي نوع من التنوعات - نهاية لصراع تحت اي من هذه العناوين فما بدأ شمالياً جنوبياً سيتحول الى شمالي شمالي او جنوبي جنوبي وهكذا، وما بدأ قبيلياً هاشمياً سيتحول الى حاشدي بكيلي حوثي شامي وهكذا، وما بدأ بأصلي متورد سيتحول الى تعزي صنعاني او فارسي حبشي وهكذا، وسيستمر الصراع من حلقة اوسع الى حلقة اضيق ولن يكون له نهاية »مفترضة« الا عندما يكون الصراع بين انا وهو ويقضي احدهما على الآخر وحينها في حال افتراض وقوع ذلك جدلا ينتهي شيء اسمه مجتمع اساسا، لهذا فهذا التوجه هو للصراع لذات الصراع والصراع للتدمير ولا نهاية لهذا التوجه الى حل ولا يمكن بناء او استقرار عبر السير فيه.
ثالثاً: ان سير المجتمع او الدفع به في هذا المسار ليس الا لتدميره والنيل منه لان الاصل في هذه التنوعات المختلفة في اي مجتمع ان تمثل ميزة لروافد اكثر يجب ان تتكامل وتخلق فرصة اضافية امام المجتمع وان يسود مبدأ شد العضد كلاً بالآخر اما تحويل هذا التنوع الى عداوه‮ ‬وخصومة‮ ‬ورفض‮ ‬للآخر‮ ‬فهو‮ ‬سعي‮ ‬للتدمير‮ ‬بشكل‮ ‬مطلق‮. ‬
ورابعاً: ان الصراع وفق هذه المنطلقات هو صراع يفقد الحق في الصراع ويتحول الجميع الى متصارعي باطل فليس هناك منطلق قانون او عرف او عقل ليصارع نوع نوعاً آخر هكذا لذات النوع فلا حق لهاشمي ان يصارع قبيلياً لانه هاشمي والآخر قبيلي والعكس ولاحق لجنوبي ان يصارع شمالياً لانه جنوبي والآخر شمالي والعكس ولاحق لتعزي ان يصارع صنعانياً لانه تعزي والآخر صنعاني والعكس وهكذا اي صراع من هذا النوع هو تصارع باطل لاحق فيه لاي من طرفيه اذا انطلق صراعهما من هذا المنطلق.
وخامساً: هذا التوجه من الصراع هو غير عملي وغير ايجابي بالمطلق فلا يمكن لنوع ان يكون بكامله على حق او ان يكون بكامله على باطل او ان يكون بكله ظالماً او ان يكون بكله مظلوماً ومن يتبنى او يروج او يتقبل هذا التوجه من الصراع هو الذي يكون على باطل قطعا ويكون ظالماً قطعا ولايمكنه ان يكون عادلا على الاطلاق لانه يعود في صراعه على من هم في باطل ومن هم في حق ومن هم ظالمون ومن هم مظلومون في النوع المقابل وبذلك هو قطعا على باطل وظالم لانه ينال من غير من هو على باطل ومن غير من هو ظالم.
وسادساً: ان هذا التوجه من الصراع لايمكنه ان يوصل للحق او لنتيجة ايجابية على الاطلاق فلا يوجد نوع ليس فيه ظالمون ومظلومون وعندما يتم الصراع من منطلق النوع فان النوع الذي ينتصر في هذا الصراع - فرضا ان هناك منتصر - هو ينتصر بظالميه ومظلوميه ويستمر الصراع داخل‮ ‬المنتصر‮ ‬على‮ ‬ظلم‮ ‬الظالمين‮ ‬من‮ ‬نوعه‮.‬
وسابعاً: ان هذا التوجه من الصراع هو الذي يريده الظالمون في كل نوع لانه هو الصراع الذي يحرف بوصلة الصراع عن حق وباطل وظالم ومظلوم الى صراع نوع ونوع وبذلك يصرف الظالم اعين المظلومين داخل نوعه عن ظلمه او عن الباطل الذي هو فيه، وهو الصراع الذي يمكن للظالم وصاحب الباطل من ان يستخدم المظلومين للدفاع عن ظلمه وعن باطله بدلا من ان يدافع المظلومون عن مظلوميتهم تجاهه وتجاه الظالمين في النوع المقابل ويفرض تقبل نفسية المظلومين لظلمه لانه من النوع الذين هم منه فيصبح الظلم اذا كان من " صاحبنا " ليس ظلما ويشرع هنا الظلم ويستمر الحال الى ممارسة الظالم لظلمه مع المظلومين من ذات نوعه، فيحمي المتضرر من الظلم او الفساد او النفوذ الجنوبي الظالم او الفاسد او النافذ الذي تضرر منه اساسا لانه جنوبي والعكس، ويحمي المتضرر من الظلم او الفساد او النفوذ القبيلي الظالمين او النافذين او الفاسدين من القبائل لانه قبيلي وذات الشيء للهاشمي وهكذا مع كل التنوعات في المجتمع، ويصبح الظلم والفساد والنفوذ الذي يتضرر منه الجميع غير منبوذ الا اذا مورس من قبل من ينتمون لنوع مقابل وهكذا يجد كل الفاسدين والظالمين والنافذين الحماية من المظلومين والمتضررين من‮ ‬الفساد‮ ‬والنفوذ‮ ‬كلا‮ ‬في‮ ‬نوعه‮ ‬مع‮ ‬اهم‮ ‬اول‮ ‬المتضررين‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الظلم‮ ‬او‮ ‬الفساد‮ ‬او‮ ‬النفوذ‮ ‬
وثامناً: ان هذا التوجه من الصراع لايقف خلفه وينميه الا طرف لا يريد الخير لا للمجتمع ولا للنوع الذي يدفع به للصراع من هذا المنطلق، فلايدفع باتجاه هذا النوع من الصراع الا من يستهدف المجتمع بضرب مكوناته ببعضها، او من الظالم الذي يريد ان يحمي ظلمه وباطله وانتهاكاته وفساده باستخدام المظلومين من فئته بإذكاء الحمية لمحدودي المدارك داخل نوعه، وقد يقف خلف اذكائه محدودي مدارك او اصحاب نفسيات غير سوية تحدد مواقفها انطلاقا من تمصلح بالمضاربة بمن هم داخلون في نوعه لصالح طرف ما او من احقاد او من نزق او من حالة يمكن وصفها‮ ‬بـ‮"‬عليَّ‮ ‬وعلى‮ ‬اعدائي‮". ‬
... الصراع الايجابي الوحيد والذي يحقق الغاية منه لم يجد نفسه مضطرا للصراع والموصل للحاجة لمن له حاجة والمعالج لمشكلة من له مشكلة وللافراد وللمجتمع ككل هو الصراع فقط تحت عنوان واحد وهو مع منتهك النظام والقانون ومع من يتمسك بالنظام والقانون، غير ذلك فنحن نستخدم تبعا لتركيبة نفسيات معينة او نستغل من ماكرين واصحاب تطلعات آثمة او يوظف محدودية الادراك لدى البعض او استثمار مخاوف لدى اصحاب المخاوف كوقود ودروع للظالمين والمستبدين والفاسدين والنافذين وننتهي كوقود يحرق في سبيل ايصال هؤلاء الذين يتوزعون في كل الانواع الى‮ ‬مصالحهم‮ ‬وغاياتهم‮ ‬واجندتهم‮ ‬التي‮ ‬لامحل‮ ‬لنا‮ ‬فيها‮ ‬ولا‮ ‬تحل‮ ‬مشاكلنا‮ ‬ولا‮ ‬تلبي‮ ‬حاجاتنا‮.‬
... كونوا انصار النظام والقانون وحسب، تشيعوا وساندوا وانضموا لمن يلتزم بالنظام والقانون وعادوا وصارعوا وانبذوا من ينتهكه، ولا معايير اخرى ايجابية اطلاقا غير هذا المعيار التزام النظام والقانون والتمسك به.
... كونوا مع من يطالب بحقه القانوني وضد كل من ينتهك القانون، مالم فإننا ضحية لماكرين وفهلويين يجيدون توظيف الحاجات والمشكلات وافتقاد التطلعات والفرص التي نعاني منها نتيجة انتهاك النظام والقانون وذلك لصالح مصالحهم ومنافعهم ونفوذهم وتطلعاتهم هم وليس نحن.. الحق‮ ‬واحد‮ ‬يمكنه‮ ‬ان‮ ‬يجمعنا‮ ‬جميعا‮ ‬بلا‮ ‬استثناء‮.. ‬والباطل‮ ‬له‮ ‬وجوه‮ ‬كثيرة‮ ‬ويمكنه‮ ‬ان‮ ‬يمزقنا‮ ‬ويصرعنا‮ ‬ببعضنا‮ ‬لتنتصر‮ ‬وجوه‮ ‬الباطل‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬نوع‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53949.htm