الميثاق نت -

الأحد, 05-أغسطس-2018
طه‮ ‬العامري -
بعيداً عن مصطلحات مثل السيادة والكرامة والحرية والاستقلال والعدالة والتنمية الوطنية والهوية الوطنية والقومية والوحدة العربية والعروبة والإرادة الوطنية والقرار الوطني والإرادة القومية والقرار القومي والإسلام والمسلمين..
بعيداً عن كل هذه المفاهيم والمصطلحات التي قدسناها بفضل ثورة يوليو وقبلها بفضل ثورة أكتوبر الأشتراكية وقبل كل هذا بفضل ما أنزل الله سبحانه وتعالى مع نبيه الخاتم عليه الصلاة والسلام وبفضل التقدم الحضاري والإنساني الذي برز عقب التحولات التي عاشتها المنطقه والعالم خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين فإننا اليوم نقف أمام قيم ومفاهيم ومصطلحات جديدة - قديمة في تعاطيها مع المجتمعات البشرية حيث سقطت كل القيم الدينية والحضارية والأخلاقية والإنسانية كما سقطت معها وربما قبلها القيم الوطنية والقومية والهويتان الوطنية والقومية ومع هذا السقوط سقطت إنسانية الإنسان ذاته الذي لم يعد يتمتع وإنْ بقدر ضئيل من المشاعر الإنسانية لتطغى في المقابل القيم الثقافية المادية والمشاعر الدونية التي تجتر قيم وثقافة وانحطاط العقود الغابرة سواء تعلق الأمر بالعرب والمسلمين او بآخرين في الغرب وعلى امتداد خارطة الكون الذي اختل واختلت كل توازناته بما في ذلك التوازن البيئي والجغرافي..إذ أن تلوث العقل البشري رغم ما نشاهد من تطورات تقنية وثورة تقنية مذهلة فإن التلوث ضرب أيضا البيئة والجغرافيا..
عالم اليوم عالم لا تحكمه الأديان ولا تحكمه القيم الثقافية أو الحضارية ولا تحكمه الأخلاقيات الإنسانية وإنْ بحدودها الدنيا بقدر ما تحكم عالم اليوم قوانين وتشريعات الإمبريالية المتوحشة والرأسمالية المستغلة التي فرضت على البشرية قيمها المتوحشة وثقافتها الانتهازية‮ ‬الداعية‮ ‬إلى‮ ‬سحق‮ ‬كل‮ ‬قيم‮ ‬الإنسانية‮ ‬لصالح‮ ‬قيم‮ ‬التوحش‮ ‬الرأسمالية‮ ‬التي‮ ‬تحكم‮ ‬وتتحكم‮ ‬اليوم‮ ‬بخارطة‮ ‬الكون‮ ‬وتعبث‮ ‬بمن‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬البشر‮ ‬والبيئة‮ ‬والحجر‮ ‬والشجر‮ ‬والصحارى‮ ‬والبحار‮..!!‬
العالم اليوم تحكمه الشركات القابضة.. الدول كبيرة كانت أم صغيرة متقدمة أو متخلفة هي مجرد موظفات بأنظمتها وشعوبها لدى هذه الشركة القابضة التي تحكم العالم وتتحكم بمصيره.. شركة لا قيم لها ولا أخلاق ولا مشاعر..
شركات تنتج الحروب وتغير الخرائط.. تسقط دولاً وتنشئ أخرى.. تحول الشعب إلى شعوب متناحرة والأمة الواحدة إلى أمم متقاتلة.. تغير معالم الجغرافيا إن رغبت.. شركات قابضة تشكل حكومة العالم الخفية.. تنتج الجراثيم وتصنع الأمصال المضادة لها وتبيعها لمن تريد وتحجبها عمن‮ ‬تريد‮..!‬
كل الفيروسات والأمراض التي أعلن عنها خلال العقود الأربعة الماضية بدءاً من الإيدز إلى ايبولا إلى حمى الوادي المتصدع إلى جنون البقر إلى آخر المسميات والعاهات التي قتلت ملايين البشر كل هذه العاهات القاتلة هي عبارة عن اسلحة جرثومية أنتجتها الشركات القابضة ونشرتها في أرجاء الأرض عبر مياه الأنهار وبطرق شيطانية متعددة.. تدخلت بالامصال المضادة في بعض المجتمعات ومنعتها عن مجتمعات أخرى وخاصة الفقيرة.. يقول الملياردير روكفلر: (هناك فقراء كثيرون ويجب أن نخفف منهم فلسنا على استعداد لإطعامهم )..؟!!
آل‮ ‬روتشيلد‮ ‬مالك‮ ‬البنك‮ ‬والصندوق‮ ‬الدوليين‮. ‬يقول‮ ‬بدوره‮: ( ‬الفقراء‮ ‬كثيرون‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬نحتاج‮ ‬من‮ ‬مواد‮ ‬خام‮ ‬تقع‮ ‬في‮ ‬نطاقهم‮ ‬وليس‮ ‬أمامنا‮ ‬من‮ ‬خيار‮ ‬سوى‮ ‬أن‮ ‬نسيطر‮ ‬على‮ ‬المواد‮ ‬الخام‮ ‬ونرسلهم‮ ‬للجحيم‮)..‬؟‮!!‬
تعد أمريكا رأس حربة للرأسمالية المتوحشة وتجسد من خلال سياستها رغبة من يديرها وهي الشركة القابضة او حكومة العالم الخفية العرب والمسلمون واليهود والمسيحيون والبوذيون والهندوس والسيخ وكل سكان الكره الارضيه المتدينين والملحدين الكل دون استثناء ضحايا لهذه الشركة الإمبريالية التي صارت اليوم تدير الحروب والأزمات وتمولها وهي من تقرر استقرار هذا الشعب ودمار هذا الشعب وهي من تمنح وتسهل رفاهية هذا البلد وإغراق بلد آخر بالشقاء والحروب والدمار إلى الوقت الذي تريد..؟!!
العالم بدوره كان الضحية او الجلاد هو مجرد أدوات بيد هذه الشركة دون أن يعلم فكل اقتصاد الأرض مرتبط بهذه الشركة وهي من تديره وتتحكم به سواءً كان اقتصاداً موحداً او ملحداً.. فالكل يعمل والحصاد تجنيه هذه الشركة التي تورد لخزائنها فوائد وأرباح الشركات والمؤسسات الوطنية هنا او هناك وإليها تؤول فوائد المصانع كبيرة كانت او صغيرة ولمصلحتها تنشط البنوك والمصارف ومن أجلها يعمل البنك والصندوق الدوليين حتى صاحب العربية الذي يبكر يبيع (التين الشوكي والرومي) أو أيا من المنتجات الزراعية والصناعية من خلال عربات متنقلة نراهم في شوارعنا ونتعامل معهم هؤلاء بدورهم يخدمون في المحصلة هذه الشركة الشيطانية التي ربطت اقتصادبات العالم بها وغدت هي من تحكم وتتحكم بهذا العالم..فنجدها تعمل ديمقراطية هنا وحروباً أهلية هناك وتصنع منظمات إرهابية هنا أو هناك وهي من تخلق من (الوهم - حقيقة) وهي‮ ‬من‮ ‬تجعل‮ ‬الحقيقة‮ ‬وهماً‮ ‬عبر‮ ‬ماكينة‮ ‬إعلامية‮ ‬هائلة‮ ‬وشبكة‮ ‬عنكبوتية‮ ‬تتحكم‮ ‬بكل‮ ‬فرد‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الكوكب‮ ‬وتلاحقه‮ ‬داخل‮ ‬غرفة‮ ‬نومه‮ ‬وفي‮ ‬حمامه‮..‬؟‮!!‬
حتى أن ثقافة الاستلاب والانحطاط والدونية طغت مع انفجار ثورة المعلومات والتقنية وكان يفترض العكس لو كانت الأمور تسير سيرا طبيعيا دون غرفة تحكم وسيطرة وتوجيه..لكن هذه الشركة الشيطانية سخرت تقنية المعلومات وشبكات الاتصال والتواصل في سبيل إحياء كل قيم التخلف والجاهليه والعبث والفوضى وتمكنت من دراسة سيكلوجية البشر واعطتهم ما يتطلعون إليه من النوازع بذريعة الحرية وحق تقرير المصير حتى بلغنا مرحلة نرى فيها أفراد الأسرة الواحدة يسعون كل بطريقته لتقرير مصيره..
هذه الشركة تصنع الشر بكل اصنافه وأنواعه وتصنع الزعامات والوجاهات القبلية والوطنية وهي كذلك تجعل من هذا قائداً وذاك زعيماً وتخلق أسباب سيطرتها وعوامل تدخلها متى تريد وترغب وفي أي مكان في هذا العالم المترامي الأطراف..!!
ما‮ ‬أقوله‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬وحي‮ ‬الخيال‮ ‬بل‮ ‬حقيقة‮ ‬نعيشها‮ ‬ونحن‮ ‬جزء‮ ‬منها‮ ‬ونكتوي‮ ‬بسياطها‮..!!‬
والرأسمالية الوطنية في أي بلد مرتبطة ارتباطاً عضوياً بهذه الشركة الشيطانية والسلطة السياسية في أي بلد اسيرة لهذه الشركة وتحت رحمتها تعيش من دونالد ترامب والبيت الأبيض إلى رئيس أفقر دولة في العالم فالكل مجرد موظفين لدى هذه الشركة التي تحكم الكل والكل يدين لها‮ ‬بالولاء‮ ‬والطاعة‮ ‬بوعي‮ ‬أو‮ ‬بدونه‮..‬؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-53998.htm