الميثاق نت -

الأحد, 09-سبتمبر-2018
يحيى علي نوري -
تساءل رجل الشارع البسيط قبل السياسي المعني بالعملية التفاوضية والمنهمك في عملية الاعداد والتهيئة لها وبكل متطلباتها اللوجيستية، ومفاد هذا التساؤل الذي لا يخلو من السخرية والاستهجان والغضب: هل سيعود الوفد الوطني الى أرض الوطن اذا ما غادر الى جنيف؟
تساؤل لاريب استدعته ذاكرته التي لم تنس ما حدث من معاناة كبيرة تكبدها الوفد الوطني السابق والذي ظل عالقاً في العاصمة العمانية لأكثر من ثلاثة أشهر عاجزاً عن العودة لوطنه نتيجة حالة التعنت التي ابداها العدوان ومارس خلالها العديد من المواقف المخزية التي لم تشهد‮ ‬لها‮ ‬مثيلاً‮ ‬ظروف‮ ‬العملية‮ ‬التفاوضية‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮.‬
علاوة على ذلك ما أبدته الأمم المتحدة من موقف باهت وسلبي حيث ظلت في موقف المتفرج إزاء هذه التعسفات دون أن تحقق خطوة واحدة في اتجاه رفع معاناة الوفد العالق بل وصل بها الأمر الى طلبها منه التنازل عن الحياة في مقابل أن تقله طائرة تابعة لها الى الوطن في حالة حدوث‮ ‬أي‮ ‬مكروه‮ ‬لها‮.‬
وازاء كل ذلك وهذه المقدمات المؤسفة والمحزنة في آن واحد نجد أن الموقف الجسور الذي أبدته القيادة السياسية في صنعاء من أجل تصحيح واقع كارثي كهذا شاب العملية التفاوضية على صعيدها اللوجيستي كان ضرورياً -أي هذا الموقف- حتى تتهيأ مناخات مواتية لأية مشاركات قادمة لا‮ ‬تخلو‮ ‬من‮ ‬الضمانات‮ ‬الحقيقية‮ ‬التي‮ ‬تكفل‮ ‬للوفد‮ ‬كل‮ ‬حقوقه‮ ‬في‮ ‬التنقل‮ ‬والترحل‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬يتعلق‮ ‬بحقوقه‮ ‬البروتوكولية‮ ‬شأنه‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬شأن‮ ‬أي‮ ‬وفد‮ ‬تفاوضي‮ ‬يحظى‮ ‬باهتمام‮ ‬من‮ ‬يرعى‮ ‬تفاوضه‮.‬
كما أن هذا الموقف يعد مبعث ارتياح لرجل الشارع ووجد فيه الرد العملي والحاسم لكل الاساءات والتعسفات التي يحلو للبعض ممارستها للتقليل من شأنه كما أنه يعبر عن حرص القيادة السياسية على انجاح العملية التفاوضية والتشاورية بالصورة التي تعبر عن تطلعات شعبنا وما ينشده‮ ‬من‮ ‬نجاح‮ ‬لهذه‮ ‬الحوارات‮ ‬بغية‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬أتون‮ ‬هذه‮ ‬الأزمة‮ ‬التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها‮.‬
كما سيكشف هذا الموقف التعسفي الذي مازال العدوان يمارسه حتى هذه اللحظة -خاصة في اضفاء اجواء ضبابية حالت دون مغادرة الوفد الى جنيف- سيكشف أن هذه الممارسات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هدفها الأول افراغ العملية التحاورية من مضمونها والرغبة في استمرار سفك الدم‮ ‬اليمني‮ ‬وإدخال‮ ‬اليمن‮ ‬بعامته‮ ‬في‮ ‬أتون‮ ‬الفوضى‮ ‬العارمة‮.‬
خلاصةً.. مهما رُوّجت الاتهامات لصنعاء وتحميلها المسئولية الكاملة عن تأجيل مشاورات جنيف فإن الأيام القادمة كفيلة بأن تكشف صوابية هذا الموقف الذي اتخذته وانعكاساته الايجابية على مجريات أي محطة حوارية قادمة تكون نموذجاً للتكافؤ بين المتحاورين على حدٍ سواء ودون‮ ‬وجود‮ ‬ما‮ ‬يسيئ‮ ‬لأي‮ ‬طرف‮ ‬أو‮ ‬يقلل‮ ‬من‮ ‬شأنه‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 03:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54231.htm