الميثاق نت -

الأحد, 30-سبتمبر-2018
يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
تصحيح مسار الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر«بات هدفاً استراتيجياً لا يحتمل الارجاء بل ويمثل متطلباً عاجلاً للراهن الذي تعيشه الثورة في ظل تكالب تحديات كبرى تقف أمامها وتتطلب جميعها التعامل معها بروح وشعور ثوري قادر على الانتصار لها وتعزيز مسيرتها نحو مستقبل أفضل ونحو أفق أوسع وأرحب لبلورة المزيد من اهدافها الوطنية والإنسانية واستمرار مسيرتها بعزيمة وعنفوان حضاري قادر على قهر التحديات مهما كانت اسبابها وعواملها ومهما كانت فضاعة العوائق الكؤدة الناتجة عن واقع مؤلم ومحزن يعيشه الوطن اليوم وما يحاط به من مؤامرات خارجية‮.‬
ذلك‮ ‬أن‮ ‬الثورة‮ ‬هي‮ ‬الأداة‮ ‬الأكثر‮ ‬فاعلية‮ ‬في‮ ‬فتح‮ ‬المسارات‮ ‬الجديدة‮ ‬والنفاد‮ ‬الى‮ ‬كافة‮ ‬الاختناقات‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬اليمنية‮ ‬والقوة‮ ‬الحضارية‮ ‬التي‮ ‬يعول‮ ‬عليها‮ ‬الوطن‮ ‬واجياله‮ ‬في‮ ‬صنع‮ ‬التحدي‮ ‬الحضاري‮.‬
ولكي تصبح عملية تصحيح أو مراجعة مسار الثورة والجمهورية عملية ثورية بحد ذاتها فإن الاشارة الكاشفة وللأهمية التي حرص الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر والمتمثلة في تأكيده خلال كلمته في فعالية المؤتمر الاحتفالية باعياد الثورة اليمنية عندما قال: إن احتفالنا بهذا الحدث ليس للبهرجة وإنما محطة مراجعة وتقييم لمرحلة وهي اشارة كاشفة تعبر عن حالة وعي واستيعاب لدى الرجل بأهم وأبرز المتطلبات الهامة والعاجلة لمسيرة الثورة وحتى تضمن عودة وهجها وألقها وتفاعلاتها الوطنية الإنسانية.
ولاريب أن الاصداء الواسعة لهذه الدعوة التي اطلقها الشيخ صادق بن أمين أبو راس وهو القائد لتنظيم رائد يمثل بمختلف ادبياته ووثائقه امتداداً طبيعياً للثورة اليمنية بل لحركته الوطنية عموماً تدلل هي الأخرى على وجود حالة استعداد شعبية للتعامل مع هذا الهدف بل وبلورته‮ ‬على‮ ‬الواقع‮ ‬انتصاراً‮ ‬للثورة‮.‬
ولعل خير طرق لعمليةالتصحيح للمسار الثوري هي إعادة تلك الروح الجمعية لدى مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية والاطارات المختلفة المعبرة عن اليمن الجديد ومجتمعه التواق لمزيد من التنمية والتطوير وكذا دور المؤسسات الحكومية في الانتصار للثورة ومثلها وقيمها ومتطلباتها‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬استراتيجية‮ ‬وطنية‮ ‬تضمن‮ ‬للجيمع‮ ‬أن‮ ‬يصب‮ ‬عطاءه‮ ‬الثوري‮ ‬في‮ ‬بوتقة‮ ‬واحدة‮ ‬هي‮ ‬تعزيز‮ ‬مسيرة‮ ‬الثورة‮.‬
وفي اطار من التخطيط الاستراتيجي الذي يضمن تفاعل الجميع ويضمن للثورة المزيد من السير باتجاه المستقبل الأفضل وفي اطار من التمسك بالمثل والقيم الثورية الكفيلة باعادة الاعتبار للثورة والنظام الجمهوري والحفاظ على كل المكتسبات الوطنية وعدم السماح لأية ممارسات تشوه هذا المسار الثوري الذي سيظل يمثل اتجاهاً اجبارياً لليمن الجديد والذي برؤيته يستحيل التوجه نحو هذا المستقبل ولعل الواقع الراهن الذي تعيشه الثورة والنظام الجمهوري كفيل وحده أن يقدم لنا الدرس الوطني الوحيد الذي يؤكد أن هذا الواقع بكل تداعياته الخطيرة والكارثية‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬له‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬لولا‮ ‬أن‮ ‬مسيرة‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮ ‬قد‮ ‬اصابها‮ ‬ما‮ ‬أصابها‮ ‬من‮ ‬تهميش‮ ‬وتطبيع‮ ‬في‮ ‬غفلة‮ ‬ما‮.‬

خلاصة
إن حالة الزخم الشعبي الحالي مع الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والتي عبرت عنها ذكراها الـ56 والتي مازالت تتواصل بصورة غير مسبوقة يستحق الالتقاط والبناء عليها في خلق مشهد ثوري جديد وفتح مسارات جديدة لمسيرة الثورة اليمنية الخالدة.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 11:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54361.htm