الميثاق نت -

الثلاثاء, 23-أكتوبر-2018
توفيق‮ ‬الشرعبي -
مع‮ ‬كل‮ ‬مجزرة‮ ‬بشعة‮ ‬يرتكبها‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬بحق‮ ‬اليمنيين‮ ‬يفترض‮ ‬ان‮ ‬نطرح‮ ‬السؤال‮ ‬الكبير‮..‬لماذا‮ ‬يعتدون‮ ‬علينا‮ ‬ويقتلوننا‮ ‬بكل‮ ‬هذه‮ ‬الوحشية؟‮ ‬

ومنه‮ ‬تتوالد‮ ‬الأسئله‮ ‬المؤلمة‮:‬

لماذا‮ ‬يدمرون‮ ‬مصانعنا‮.. ‬ومستشفياتنا‮.. ‬ومنازلنا‮.. ‬وطرقنا‮.. ‬ومساجدنا‮..‬وآثارنا‮.. ‬وآبارنا‮.. ‬وجامعاتنا‮.. ‬ومدارسنا‮.. ‬ومزارعنا؟

ما‮ ‬الذي‮ ‬فعله‮ ‬اليمنيون‮ ‬ليتحالف‮ ‬عليهم‮ ‬الإرهابيون‮ ‬والمجرمون‮ ‬والقتلة‮ ‬وتجار‮ ‬الحروب‮ ‬وشذاذ‮ ‬الآفاق‮ ‬ليصبوا‮ ‬عليهم‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬التوحش‮ ‬والإجرام‮..‬؟‮!‬

يقصفونهم‮ ‬في‮ ‬الأسواق‮..‬في‮ ‬المدارس‮.. ‬في‮ ‬مرافق‮ ‬ومؤسسات‮ ‬الدولة‮.. ‬في‮ ‬المشافي‮.. ‬في‮ ‬الحافلات‮.. ‬وفي‮ ‬صالات‮ ‬المآتم‮ ‬وقاعات‮ ‬الأفراح؟‮ ‬

لابد‮ ‬ان‮ ‬نسأل‮ ‬عند‮ ‬كل‮ ‬غارة‮ ‬لطيران‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬تطال‮ ‬بلادنا‮ ‬او‮ ‬فرداً‮ ‬من‮ ‬شعبنا‮.. ‬لماذا‮.. ‬والى‮ ‬متى‮.. ‬ولصالح‮ ‬من؟

ومهما‮ ‬تشعبت‮ ‬التساؤلات‮ ‬وتنوعت‮ ‬أدوات‮ ‬الاستفهام‮ ‬وتكررت‮ ‬الأسئلة‮ ‬فحتماً‮ ‬ستتضح‮ ‬الحقائق‮ -‬بعد‮ ‬ان‮ ‬تكشفت‮ ‬المؤامرات‮ ‬وافتضحت‮ ‬المخططات‮- ‬وستنبثق‮ ‬من‮ ‬وسط‮ ‬الركام‮ ‬ومن‮ ‬تحت‮ ‬الانقاض‮ ‬ومن‮ ‬بين‮ ‬الاشلاء‮ ‬إجابات‮ ‬مفادها‮ :‬

لأننا‮ ‬شعب‮ ‬عريق‮ ‬يحمل‮ ‬قضية،‮ ‬ويأبى‮ ‬الضيم‮.. ‬لأننا‮ ‬شعب‮ ‬مددٍ‮ ‬نتفاعل‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬قضية‮ ‬تمس‮ ‬أمتنا‮ ‬او‮ ‬ديننا‮ ‬او‮ ‬مقدساتنا‮.. ‬ولأننا‮ ‬شعب‮ ‬يرفض‮ ‬الهيمنة‮ ‬والتبعية‮ ‬والوصاية‮ ‬على‮ ‬بلاده‮ ‬من‮ ‬أيٍ‮ ‬كان‮ ‬داخلي‮ ‬او‮ ‬خارجي‮..‬

وبالتالي فهذا العدوان الغاشم ليس وليد ظرف محدد او مرحلة معينة وإنما نتاج حقد تاريخي دفين، حيث إنه لم يكشر عن انيابه ومخالبه الا - وللأسف الشديد - بعد ان كان قد اشترى ذمماً وكيانات ومكونات طالما كانت تزايد بوطنيتها وتردد معنا في كل محفل "لن ترى الدنيا على ارضي‮ ‬وصياً‮..‬

ومهما يكن فقد استوعبنا المخطط منذُ الغارة الاولى من عمر العدوان، وادركنا -كيمنيين أحرار- أننا أمام معركة فُرضت علينا ولاخيار أمامنا الا الثبات والمواجهة والصمود،دفاعاً عن الأرض والعرض لأن الإذعان والتبعية والخضوع والاستسلام مفردات لا توجد في قاموس الحرية لدى‮ ‬الإنسان‮ ‬اليمني‮ ‬الحر‮ ‬الذي‮ ‬عرفه‮ ‬التاريخ‮ ‬بأنه‮ ‬لا‮ ‬يعطي‮ ‬ظهره‮ ‬للعدو‮ ‬والمحتل‮ ‬لاستثمار‮ ‬معاناة‮ ‬شعبه‮ ‬او‮ ‬المتاجرة‮ ‬بقضايا‮ ‬وطنه‮..‬

مايهمنا‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬المعتدَى‮ ‬عليه‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬نتوحد‮ ‬أمام‮ ‬عدو‮ ‬مشترك‮ ‬يهددنا‮ ‬جميعاً‮ ‬وأن‮ ‬نتناسى‮ ‬خلافاتنا‮ ‬ونترفع‮ ‬عن‮ ‬صغائر‮ ‬الأمور‮ ‬ونزوات‮ ‬النفوس‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬مواجهة‮ ‬هذا‮ ‬التحالف‮ ‬الإجرامي‮ ‬الداهم‮.‬

فمن‮ ‬غير‮ ‬المعقول‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬بيننا‮ ‬من‮ ‬لايزال‮ -‬بعد‮ ‬أربع‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬العدوان‮- ‬لايدرك‮ ‬حجم‮ ‬الخطر‮ ‬الذي‮ ‬يتهدد‮ ‬حياتنا‮ ‬ووطننا‮ ‬ونسيجنا‮ ‬الاجتماعي‮ ‬ووحدتنا‮ ‬الوطنية‮..‬

‮ ‬فالمجازر‮ ‬اليومية‮ ‬التي‮ ‬ترتكب‮ ‬بحق‮ ‬الأبرياء‮ ‬من‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮ ‬والشيوخ‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬العظيم‮ ‬تؤكد‮ ‬أن‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬متحفز‮ ‬أكثر‮ ‬لمزيدٍ‮ ‬من‮ ‬القتل‮ ‬والدم‮ ‬والدمار‮..!!‬

وإزاء‮ ‬هذا‮ ‬التحفز‮ ‬العدواني‮ ‬المتعطش‮ ‬لمزيد‮ ‬من‮ ‬الدماء،‮ ‬يتوجب‮ ‬على‮ ‬كافة‮ ‬اليمنيين‮ ‬ان‮ ‬يوحدوا‮ ‬صفوفهم‮ ‬ويعيدوا‮ ‬ترتيب‮ ‬أوراقهم‮ ‬ويتجهوا‮ ‬بصدق‮ ‬نحو‮ ‬مصالحة‮ ‬وطنية‮ ‬حقة‮ ‬كخيار‮ ‬صائب‮ ‬للوقوف‮ ‬ضد‮ ‬من‮ ‬يستهدف‮ ‬وجودهم‮.‬



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54526.htm