الميثاق نت -

الإثنين, 26-نوفمبر-2018
الدكتور‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬الكميم -
تعكس آخر مستجدات الأحداث والمواقف الراهنة ذات الصلة بالحرب على اليمن، وجود مجموعة من المؤشرات والضغوط الدولية والاقليمية والمحلية التي من شأنها أن تدفع بتعزيز التوجه الإجباري نحو الحوار كخطوة على مسار إحلال السلام باليمن، نشير الى أهم تلك التطورات وتأثيراتها‮ ‬على‮ ‬النحو‮ ‬الآتي‮: ‬

1‮- ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الدولي‮:‬
وصول‮ ‬تداعيات‮ ‬سوء‮ ‬الأوضاع‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬إلى‮ ‬سجل‮ ‬العالمية،‮ ‬تزامناً‮ ‬مع‮ ‬احتفال‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬بالذكرى‮ ‬المئوية‮ ‬لإنهاء‮ ‬الحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الأولى‮ ‬وأهم‮ ‬تأثيراتها‮.‬
من المفارقات التي ألقت بظلالها أثناء احتفال دول العالم في مدينة باريس بتاريخ 12 نوفمبر،2018م بذكرى مرور مائة عام على توقيع وثيقة اتفاق بين فرنسا والمانيا، على إنهاء الحرب وإحلال السلام بأوروبا، بحضور (168) من رؤساء وملوك وممثلي دول العالم ومنظماتها الدولية والأقليمية والمؤسسات الاعلامية، وجد قادة العالم انفسهم وجهاً لوجه أمام أسوأ حالة مجاعة في اليمن، لم يشهدها العالم منذ مائة عام، نتيجةً لتداعيات آثار الحرب المستعرة منذ قرابة أربع سنوات، وكان تشخيص هذه الحالة مدعاً بمجموعة من الإحصاءات الكارثية الموثقة من منظمات دولية،كشفت عن مدى سوء الأوضاع الإنسانية باليمن الناجمة عن آثار استمرار الصراع على حياة السكان المدنيين، إذ أكد تقرير برنامج منظمة الغذاء العالمي "أن 6 اطفال في اليمن يموتون كل 10 دقائق جراء تداعيات الحرب على سوء التغذية" وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع استمرار مدى الحرب وتصاعد المعارك الجارية بمدينة الحديدة، ليصل هذا الرقم الى وفاة طفل في الدقيقة، اضافة الى آلاف القتلى من ضحايا الحرب اليومية، "وأن 18 مليوناً.. من سكان اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي" كما اشار تقرير لمؤسسة انقاذ الطفولة "الى أن (85) الف طفل ماتوا باليمن جراء تداعيات الحرب".. واشارت التقارير الى أنه في ظل تصاعد مؤشرات سوء الأوضاع الإنسانية بشكل مخيف على حياة المدنيين، لم يلح في الافق أي بوادر انفراج لإنهاء الحرب والتوجه نحو السلام.
2‮- ‬تصعيد‮ ‬المنظمات‮ ‬الحقوقية‮ ‬والمؤسسات‮ ‬الإعلامية‮ ‬حملتها‮ ‬بشأن‮ ‬اليمن‮ ‬تزامناً‮ ‬مع‮ ‬انعقاد‮ ‬مؤتمر‮ ‬باريس‮ ‬للسلام‮ ‬العالمي‮:‬
صعّدت منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية حملاتها الداعية الى ضرورة التدخل الدولي العاجل لإيقاف نار الحرب التي يتضاعف ضحايا تداعيات استمرارها وحصدت ارواح آلاف المدنيين الأبرياء، معلنةً أنه أضحى من الخزي والعار العالمي على دول العالم ومنظماتها وقادتها الذين يحتفلون اليوم في باريس بمناسبة ذكرى مرور مائة عام على انهاء نار الحرب العالمية الأولى، في ذات الوقت الذي يعرض بين أيديهم أسوأ حالة مجاعة عالمية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ مائة عام، جراء تداعيات استمرار الحرب في اليمن -العضو في منظومة المجتمع الدولي- الذي تحتفلون‮ ‬اليوم‮ ‬باسمه‮ ‬وتحت‮ ‬شعاره‮. ‬
3‮- ‬شكل‮ ‬انعقاد‮ ‬مؤتمرباريس،‮ ‬فرصة‮ ‬مواتية‮ ‬لتذكير‮ ‬القوى‮ ‬الدولية،‮ ‬بحجم‮ ‬مسئولياتها‮ ‬عما‮ ‬وصلت‮ ‬اليه‮ ‬الأوضاع‮ ‬باليمن‮. ‬
اذ تؤكد كثير من معطيات مسار الحرب، أن عدداً من الدول الأكثر فاعلية في النظام الدولي، ضالعة بشكل أو بآخر في الحرب على اليمن، سواءً من خلال مشاركتها المباشرة أو غير المباشرة عن تداعيات سوء ما وصلت إليه الاوضاع الراهنة في اليمن، ومايمكن ان تؤول اليه تداعيات استمرارها‮.. ‬وقد‮ ‬تراوح‮ ‬حجم‮ ‬تلك‮ ‬المسئوليات‮ ‬والمشاركات‮ ‬بين‮:‬
‮- ‬مشاركة‮ ‬فعلية‮ ‬مباشرة‮ ‬ومعلنة‮ ‬للولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الامريكية،‮ ‬تمثلت‮ ‬في‮ ‬استمرار‮ ‬بيع‮ ‬صفقات‮ ‬الاسلحة‮ ‬والدعم‮ ‬اللوجيستي‮ ‬والسياسي‮ ‬والاعلامي‮ ‬للدول‮ ‬التى‮ ‬تشارك‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬منذ‮ ‬قرابة‮ ‬اربع‮ ‬سنوات‮. ‬
مشاركة مباشرة غير معلنة لكلٍ من فرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا واسبانيا وغيرها، من خلال استمرار بيع صفقات الاسلحة لدول تحالف العدوان على اليمن، وتقديم قدر من الدعم السياسي والاعلامي للتغطية والتعتيم على كل ماتتعرض له اليمن.
- مسئولية غير مباشرة لبقية دول العالم، تتناسب مع حجم قوة تلك الدول ودرجة تأثيرها الدولي والاقليمي، في عمليات ومواقع صنع السياسات والقرارات التي تعاملت مع مراحل مسار الحرب في اليمن، في اطار المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ذوات الاختصاصات الأمنية والحقوقية والإنسانية، سواءً اكان ذلك من خلال مواقفها السلبية الداعمة لاستمرار الحرب، أو عدم اعتراضها على المواقف الداعمة لهذ الاتجاه، أو مجرد تجاهلها وصمتها عمّا يجري في اليمن على مسمع ومرأى دول العالم.
تنامي حجم المسئولية غير الرسمية لشعوب العالم وتنظيماته الحزبية والأهلية بمختلف تخصصاتها، بعد عرضها وتناولها ضمن فعاليات منتدى باريس للسلام العالمي، كأعلى وأهم تظاهرة دولية تناقش قضايا الحرب والسلام في العالم مما ساعد على انتشار الإدراك بمدى خطورة سوء الاوضاع‮ ‬الانسانية‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬جراء‮ ‬تدعيات‮ ‬استمرار‮ ‬الحرب،‮ ‬وجعل‮ ‬الدعوات‮ ‬والضغوط‮ ‬باتجاه‮ ‬إيقاف‮ ‬الحرب‮ ‬تقترب‮ ‬من‮ ‬قضايا‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬العالمي‮. ‬
4‮- ‬أبرز‮ ‬مظاهر‮ ‬الاهتمام‮ ‬الدولي‮ ‬بقضية‮ ‬اليمن،‮ ‬ضمن‮ ‬أعمال‮ ‬قمة‮ ‬منتدى‮ ‬باريس‮ ‬وما‮ ‬بعدها‮:‬
عكست، كلمات الجهات المنظمة لمنتدى باريس للسلام،ورؤساء وممثلي دول العالم والمنظمات الدولية، اهتماماً ملحوظاً، بدءاً بكلمة منظمة الأمم المتحدة على لسان أمينها العام الذي أكد على اهتمام المنظمة بإنهاء حالة الصراع في اليمن ودفع الاطراف نحو مسار التفاوض السياسي السلمي، لانهاء معاناة المدنيين في هذا البلد الذي يشهد أسوأ مجاعة إنسانية.. وأكدت على ذلك كلمتا الرئيس الفرنسي ماكرون، والمستشار الألماني ميركل، الدولتان المعنيتان بتنظيم فعاليات المنتدى، تلاهما كلمات رؤساء ومملثي الدول العظمى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي: روسيا وبريطانيا والصين عدا (الرئيس الامريكي الذي تغيب عن الحضور)، كما وردت الاشارة الى سوء الاوضاع باليمن ضمن معظم كلمات رؤساء وممثلي الدول الكبرى، وغيرها من الدول الاقليمية ذات الفاعلية.
ومن أهم عوامل التأثير الإيجابي لأصداء فعاليات الاحتفال الدولي بالذكرى المئوية، وفعاليات المنتدى بشكل عام، واهتمام كلمات رؤساء الدول المشاركة بشأن وضع اليمن، أن تلك الكلمات ستحظى باهتمام وتغطية إعلامية رسمية، ومتابعة جماهيرية، مما يساعد على اتساع دائرة الاهتمام‮ ‬بقضية‮ ‬اليمن،‮ ‬وانتقالها‮ ‬من‮ ‬المستويات‮ ‬الرسمية‮ ‬الى‮ ‬مستويات‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬الشعبي‮ ‬والجماهيري‮ ‬للدول‮ ‬المشاركة‮ ‬في‮ ‬فعاليات‮ ‬منتدى‮ ‬باريس‮ ‬للسلام‮. ‬
5‮- ‬رصد‮ ‬أهم‮ ‬المواقف‮ ‬والتحركات‮ ‬الدولية‮ ‬التي‮ ‬أعقبت‮ ‬انعقاد‮ ‬مؤتمر‮ ‬باريس‮ ‬للسلام

الموقف‮ ‬الامريكي
تكرار التصريحات الامريكية الداعية لإيقاف الحرب في اليمن خلال مدة شهر، والتي وردت بشكل او بآخر على لسان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية الامريكي ماك بمبيو، ووزير الدفاع، واضحى الاهتمام بإنهاء الحرب في اليمن والاساليب الضاغطة لتحقيق ذلك، ضمن الموضوعات‮ ‬اليومية‮ ‬المدرجة‮ ‬على‮ ‬جداول‮ ‬اعمال‮ ‬ومنافشات‮ ‬مجلسي‮ ‬الشيوخ‮ ‬والنواب،‮ ‬وتصريحات‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الاعضاء‮ ‬البارزين‮ ‬بمجلسي‮ ‬الشيوخ‮ ‬والنواب،‮ ‬وضمن‮ ‬الاهتمامات‮ ‬اليومية‮ ‬لعدد‮ ‬من‮ ‬وسائل‮ ‬الاعلام‮ ‬والصحف‮ ‬الأمريكية‮.‬
‮ ‬
المواقف‮ ‬الأوروبية‮ ‬
تزامناً وارتباطاً بتطورات "قضية خاشقجي" شهدت اروقة الاتحاد الأوروبي، وعدد من المجالس النيابية في بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها، مداولات ونقاشات حادة حول قضية بيع الاسلحة للسعودية وحلفائها في الحرب على اليمن، وصاحبها مواقف وتصريحات على مستوى قيادات السلطات التنفيذية وتحركات على مستوى وزراء الخارجية، من اهمها زيارة وزير الخارجية البريطاني لكل من السعودية والامارات، تمخضت عن الموافقة على نقل (50) شخصا من جرحى الحرب من صنعاء الى عمان، واعلان تهدئة المعارك بالحديدة، وصولاً الى تبني بريطانيا مشروع قرار في مجلس الامن‮ ‬الدولي‮ ‬لايقاف‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ودعم‮ ‬جهود‮ ‬المبعوث‮ ‬الدولي‮ ‬في‮ ‬احياء‮ ‬المسار‮ ‬السياسي‮ ‬والمشاورات‮ ‬المزمع‮ ‬انعقادها‮ ‬بمملكة‮ ‬السويد‮. ‬
‮- ‬أهم‮ ‬المواقف‮ ‬والتحركات‮ ‬الدولية‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬الدولي‮:‬
انعقاد‮ ‬جلسة‮ ‬خاصة‮ ‬لمجلس‮ ‬الامن‮ ‬الدولي،‮ ‬للاستماع‮ ‬الى‮ ‬احاطة‮ ‬المبعوث‮ ‬الخاص‮ ‬الى‮ ‬اليمن،‮ ‬ووكيل‮ ‬الامين‮ ‬العام‮ ‬للشئون‮ ‬الانسانية‮ ‬
بريطانيا‮ ‬تعد‮ ‬مشروع‮ ‬قرار‮ ‬بشأن‮ ‬اليمن،‮ ‬وتسلم‮ ‬اعضاء‮ ‬مجلس‮ ‬الامن‮ ‬نسخة‮ ‬من‮ ‬المشروع‮.‬
‮- ‬المبعوث‮ ‬الخاص‮ ‬للامين‮ ‬العام‮ ‬يزور‮ ‬صنعاء،‮ ‬ويلتقي‮ ‬بفريق‮ ‬التفاوض،‮ ‬وقيادات‮ ‬من‮ ‬انصارالله،‮ ‬ويزور‮ ‬الحديدة‮..‬
‮- ‬تطورات‮ ‬الاحداث‮ ‬الاقليمية،‮ ‬ودورها‮ ‬في‮ ‬دعم‮ ‬الاتجاه‮ ‬الاجباري‮ ‬لايقاف‮ ‬الحرب‮ ‬باليمن‮: ‬
نكتفي‮ ‬بالاشارة‮ ‬الى‮ ‬اهم‮ ‬حدثين‮ ‬وثيقي‮ ‬الصلة‮ ‬المباشرة‮ ‬بالموضوع‮ ‬هما‮ ‬مقتل‮ ‬الصحفي‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي،‮ ‬والعقوبات‮ ‬الامريكية‮ ‬ضد‮ ‬ايران‮. ‬
‮- ‬قضية‮ ‬مقتل‮ ‬الصحفي‮ ‬جمال‮ ‬خاشقجي،‮ ‬وتأثير‮ ‬تطوراتها‮ ‬الضاغطة‮ ‬على‮ ‬السعودية‮ ‬
يعتبر الكثير أن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فتح الباب على مصراعيه امام سيل من الضغوط الاقليمية والدولية الموجهة ضد السعودية من مختلف المستويات والاتجاهات وجعلها في وضع بالغ الصعوبة، وشكل قوة ضاغطة على السعودية في حربها على اليمن، ودفعها نحو الاتجاه الاجباري لايقاف الحرب، بعد أن اصبح هنالك قدر من الارتباط المباشر بين قضية خاشقجي وخلفية سجل السعودية في حربها على اليمن، مما ساهم في لفت انظار العالم الى حقيقة حجم المخاطر الناجمة عن تداعيات الحرب واستمرارها على حياة اليمنيين، وجعلها من حيث الأهمية والانتشار اقرب‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تتحول‮ ‬الى‮ ‬قضية‮ ‬رأي‮ ‬عالمي،‮ ‬بالترابط‮ ‬مع‮ ‬قضية‮ ‬خاشقجي‮. ‬
وبذلك‮ ‬فقد‮ ‬واجهت‮ ‬السعودية‮ ‬وحلفاؤها‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬مزيداً‮ ‬من‮ ‬الضغوط‮ ‬المتصاعدة‮ ‬يومياً‮ ‬تركز‮ ‬معظمها‮ ‬في‮:‬
الدعوات الى ضرورة ايقاف بيع صفقات الاسلحة الامريكية، والبريطانية والفرنسية وغيرها من الدول الاوروبية، الى السعودية والإمارات والبحرين.. ودعوات اخرى الى محاسبة السعودية على جرائم انتهاكات حربها على اليمن، وتحملها مسئوليات ما وصلت اليه تداعيات سوء الاوضاع الانسانية الراهنة في اليمن.. وتعالت الدعوات الى ممارسة الضغوط على السعودية والامارات لايقاف هجماتهما القتالية على اليمن، والوقف الفوري للمعارك بالحديدة، مما يسمح بتدفق المساعدات الغذائية لانقاذ حياة المدنيين.
ومما لاشك فيه ان هذه الضغوط قد دفعت بالسعودية والامارات الى الاستجابة العاجلة،بمواقف ملموسة، بدءاً بترحيب بالدعوات الامريكية والاووربية والامم المتحدة لايقاف الحرب في اليمن، واستجابتهما لطلب وزير الخارجية البريطاني بنقل (50) جريحاً من صنعاء الى عمان، وبيان كل من السعودية والامارات بتوقيف العمليات العسكرية بالحديدة، وتأييدهما ودعمهما لجهود المبعوث الاممي الرامية الى تهيئة الاجواء امام عودة المشاورات اليمنية المقرر اجراؤها بالسويد مطلع شهر ديسمبر 2018م..
وكل‮ ‬ماسبق‮ ‬يعزز‮ ‬تأكيد‮ ‬الاجابة‮ ‬على‮ ‬فرضية‮ ‬التساؤل‮ ‬المطروح‮: ‬هل‮ ‬أصبح‮ ‬الحوار‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الاوضاع‮ ‬الراهنة‮ ‬اتجاهاً‮ ‬اجبارباً؟
ومن جانب آخر فان رصد تطورات الأحداث ذات الصلة بقرارات الولايات المتحدة الأخيرة، بفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على ايران، تشير الى ان نتائجها المحتملة قد تصب في دعم فرضية الاتجاه الاجباري نحو الحوار كخطوة اولى على طريق المسار الصحيح المأمول لانهاء الصراعات‮ ‬المسلحة‮ ‬باليمن‮ ‬وتخفيف‮ ‬معاناة‮ ‬المواطنين‮. ‬

أهم‮ ‬الاستنتاجات‮:‬
- بدأت الضغوط والدعوات تتصاعد مع مطلع أكتوبر 2018م بضرورة العودة للحوار وإيقاف الحرب في اليمن، ووصلت مستوى أعلى تزامناً مع موعد الاحتفال العالمي بالذكرى المئوية لإنهاء الحرب العالمية الأولى وانعقاد مؤتمر باريس للسلام العالمي،الذي شكل فرصة مواتية لوصول قضية‮ ‬تداعيات‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬مستوى‮ ‬العالمية،‮ ‬مما‮ ‬ساعد‮ ‬على‮ ‬اتساع‮ ‬مستوى‮ ‬دائرة‮ ‬انتشارها‮ ‬الإعلامي‮ ‬والحقوقي،‮ ‬وهذا‮ ‬الوصول‮ ‬عزز‮ ‬فرضية‮ ‬احتمال‮ ‬أن‮ ‬يصبح‮ ‬الحوار‮ ‬اتجاهاً‮ ‬إجبارياً‮ ‬لا‮ ‬بديل‮ ‬عنه‮ ‬أمام‮ ‬الفرقاء‮. ‬
- تشير عملية تتبع ورصد المواقف والضغوط والتحركات الدولية والاقليمية،للدفع بالعودة للحوار وانهاء الحرب على اليمن،الى انه رغم تعددها وتنوع مصادرها وتفاوت درجة قوتها،إلا أن دور الولايات المتحدة الأمريكية يبقى الأكثر قوةً وتأثيراً، ويدعم هذا الاتجاه أن تصريحات وزيري الخارجية والدفاع الأمريكي، حددت مدة شهر لإنهاء الحرب -وبمعزل عن مدى دقة التعبير- إلا أن هذا الموعد يعد الأقرب استناداً إلى واقع مجريات عملية التمهيد والتهيئة لبناء الثقة وتحديد الموعد النهائي لانعقاد المحادثات المقرر تنظيمها بالسويد.
- استشهاداً بدلالات المفاوضات السابقة، فإن عوامل الضغط المعززة للاتجاه الإجباري نحو الحوار، لاتعني بأي حال من الأحوال انه سيتم التزام الأطراف بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإحلال السلام،إذا لم يكن الحوار مبنياً على خطة مدروسة وأطر مرجعية محددة، ورؤية متكاملة تستند على حزمة من الآليات الرقابية لتثبيت عمليات وقف اطلاق النار على الارض وتحديد المسئولية عند حدوث أي اختراقات، ووضع إجراءات عقابية قابلة للتطبيق لضمان منع أي خروقات أو انتهاكات، ووضع إجراءات عاجلة سابقة ومصاحبة لمسار التفاوض تهدف الى تخفيف معاناة المواطنين، وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية لحياتهم المعيشية، ومن أهم الضمانات الداخلية لدعم مسار التفاوض ومنع أي تراجع أو إعاقة، تشكيل تكتل مدني محايد من مختلف فئات المجتع يساند مسار الحوار والتفاوض وانهاء الحرب، والحفاظ على تماسك النسيج الوطني وحماية المصالح‮ ‬الوطنية‮ ‬العليا‮ ‬لليمن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54768.htm