الميثاق نت -

الإثنين, 24-ديسمبر-2018
مطهر‮ ‬الاشموري -
قد‮ ‬اكون‮ ‬مؤتمرياً‮ ‬او‮ (‬عفاشياً‮) ‬كما‮ ‬قد‮ ‬اكون‮ ‬إصلاحياً‮ ‬او‮ ‬اشتراكياً‮ ‬او‮ ‬ناصرياً‮ ‬او‮ ‬بعثياً‮ ‬افتراضاً‮ ‬ولكنني‮ ‬قبل‮ ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬يمني‮ ‬ومصلحة‮ ‬اليمن‮ ‬فوق‮ ‬الانتماء‮ ‬السياسي‮ ‬وفوق‮ ‬الصراعات‮ ‬السياسية‮.‬
إذا‮ ‬اي‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الانتماءات‮ ‬يدفعني‮ ‬او‮ ‬يضغط‮ ‬علي‮ ‬لاصطفاف‮ ‬مع‮ ‬عدوان‮ -‬والسعودي‮ ‬تحديداً‮- ‬فذلك‮ ‬هو‮ ‬المحال‮ ‬والمستحيل‮ ‬ولا‮ ‬داعي‮ ‬لأن‮ ‬يطلب‮ ‬اياً‮ ‬كان‮ ‬مثل‮ ‬ذلك‮ ‬مني‮.‬
في‮ ‬الوجه‮ ‬المقابل‮ ‬فإني‮ ‬لا‮ ‬انتمي‮ ‬للأنصار‮ ‬ولن‮ ‬انتمي‮ ‬لمكون‮ ‬او‮ ‬حزب‮ ‬او‮ ‬طرف‮ ‬سياسي‮ ‬ديني‮ ‬وارى‮ ‬وضوحي‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬النقطة‮ ‬تحديداً‮ ‬هو‮ ‬افضل‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬يميلون‮ ‬مع‮ ‬الريح‮ ‬وحيث‮ ‬تميل‮.‬
ولكن‮ ‬المحال‮ ‬والمستحيل‮ ‬الثاني‮ ‬هو‮ ‬استحالة‮ ‬الانتقام‮ ‬من‮ ‬وطني‮ ‬او‮ ‬التفريط‮ ‬في‮ ‬انتمائي‮ ‬الوطني‮ ‬لموقف‮ ‬من‮ ‬اي‮ ‬حزب‮ ‬او‮ ‬مكون‮ ‬او‮ ‬طرف‮ ‬سياسي‮.‬
اي طرف او مكون قد اكون اقرب اليه في ميولاتي وقد اقف معه بسقف صراع داخلي اياً كان لدي من حقائق او في ظل حقائق لم تصلني ولم اصل اليها ولكن هذا الطرف حين يطلب مني او يسير إلى موقف تماهِ أو اصطفاف مع العدوان فمنطقي وموقفي ببساطة ان هذا فرق بيني وبينك كموقف فوق‮ ‬الحسابات‮ ‬او‮ ‬التبعات‮.‬
دعوني‮ ‬اضع‮ ‬امامكم‮ ‬سؤالين‮ ‬او‮ ‬تساؤلين‮ ‬من‮ ‬جهاد‮ ‬افغانستان‮ ‬والكل‮ ‬معني‮ ‬بالاجتهاد‮ ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬الإجابة‮:‬
المعروف ان الكثير من المتطوعين للقتال في افغانستان ساروا بقناعة ووعي بل وإيمان ان ذلك جهاد مع ومن اجل الإسلام، وليس مع او من اجل امريكا، فهل سيدخل هؤلاء الجنة وهم قتلوا واستشهدوا في افغانستان ام مصيرهم النار ؟
الثاني‮.. ‬إذا‮ ‬هؤلاء‮ ‬المقاتلون‮ ‬بالأسلحة‮ ‬الفردية‮ ‬والصواريخ‮ ‬التي‮ ‬زُودوا‮ ‬بها‮ ‬هزموا‮ ‬الاتحاد‮ ‬السوفيتي‮ ‬كقوة‮ ‬عظمى‮ ‬فهل‮ ‬كان‮ ‬الله‮ ‬معهم‮ ‬ام‮ ‬لم‮ ‬يكن؟
إذا‮ ‬هؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬ذهبوا‮ ‬للقتال‮ ‬في‮ ‬افغانستان‮ ‬لم‮ ‬يصلوا‮ ‬الى‮ ‬الحقائق‮ ‬الأهم‮ ‬فيما‮ ‬يجري‮ ‬ربطاً‮ ‬بموقفهم‮ ‬وهم‮ ‬يضحون‮ ‬بحياتهم‮ ‬فماذا‮ ‬عن‮ ‬الحقائق‮ ‬الأهم‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأحداث‮ ‬والصراعات؟
لقد‮ ‬ظليت‮ ‬اقول‮ ‬واطرح‮ ‬واكرر‮ ‬منذ‮ ‬2011م‮ ‬بأن‮ ‬المشكلة‮ ‬للوطن‮ ‬والشعب‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬البديل‮ ‬اكثر‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬الرحيل‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإني‮ ‬ابحث‮ ‬عن‮ ‬مصلحة‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬الرحيل‮ ‬والبديل‮ ‬معاً‮.‬
هل‮ ‬هزيمة‮ ‬السوفييت‮ ‬في‮ ‬افغانستان‮ ‬مرتبطة‮ ‬اكثر‮ ‬بإرادة‮ ‬الله‮ ‬ام‮ ‬بالأسباب؟
كيف‮ ‬لنا‮ ‬بالمقابل‮ ‬ان‮ ‬نقرأ‮ ‬الأسباب‮ ‬او‮ ‬ارادة‮ ‬او‮ ‬كليهما‮ ‬من‮ ‬حروب‮ ‬صعده‮ ‬حتى‮ ‬اقتحام‮ ‬العاصمة‮ ‬وإنكسار‮ ‬كل‮ ‬القوى‮ ‬ومراكز‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬امامهم؟
عندما يأتي عدوان على اليمن ومن نظام اثبت تاريخياً انه لايحمل غير العداء تجاه اليمن والشعب فالمصلحة الوطنية العليا توجب علي كواجب وطني ديني أخلاقي ان اصطف في مواجهة هذا العدوان ومع اي اطراف تقود هذه المواجهة ولو ان اي مكون آخر تصدى لهذه المواجهة مع العدوان كقيادة‮ ‬لكنت‮ ‬مع‮ ‬إصطفافه‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬العدوان‮ ‬اكان‮ ‬الأخوان‮ ‬او‮ ‬الاشتراكي‮ ‬او‮ ‬غيره‮.‬
إذا‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬اولوية‮ ‬اي‮ ‬وطن‮ ‬وأي‮ ‬شعب‮ ‬وكل‮ ‬مواطن‮ ‬هو‮ ‬مواجهة‮ ‬خطر‮ ‬او‮ ‬عدوان‮ ‬على‮ ‬وطنه‮ ‬فماذا‮ ‬يبقى‮ ‬الوطن‮ ‬بكل‮ ‬اشتقاقاته‮ ‬كالوطنية‮ ‬والانتماء‮ ‬الوطني‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية؟‮!‬
أليس‮ ‬كلنا‮ ‬منذ‮ ‬الطفولة‮ ‬والصبا‮ ‬ومن‮ ‬مرحلة‮ ‬التعليم‮ ‬الأساسي‮ ‬حتى‮ ‬التخرج‮ ‬من‮ ‬الجامعات‮ ‬والكليات؟
اين نكون من قسم أداه وردده كل طالب وكل عسكري وكل مواطن فإذا كنت لاتؤدي كامل الواجب الوطني في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان ضد الوطن فإن ذلك يندرج تحت الخيانة الوطنية وخيانة الله فيما اقسمت به او عليه بغض النظر عن الإدانة والمحاكمة الدنيوية والمفترضة..
الاتحاد السوفييتي عبر الايديولوجية الشيوعية ألحق بأمريكا أذل هزيمة في تاريخها بفتنام وبالفيتناميين، وأمريكا لم تجد ايديولوجياً غير الإسلام كأسلمة فاستعملتها لهزيمة السوفييت في افغانستان وصولا الى انهيار وتفتت الاتحاد السوفييتي.
استعمال الإسلام كأيديولوجية للدفاع عن وطننا اليمن في مواجهة ابشع عدوان إرهابي وإجرامي حاله صحية وصحيحة مقارنة بالاستعمال الأمريكي السعودي الذي اشتقت منه ارضية المشاريع الأمريكية كإرهاب وحرب ضد الإرهاب.
ومع‮ ‬ذلك‮ ‬فإننا‮ ‬ومن‮ ‬الآن‮ ‬نقول‮ ‬لمكون‮ ‬انصار‮ ‬الله‮ ‬قد‮ ‬نختلف‮ ‬معهم‮ ‬ولكن‮ ‬بعد‮ ‬العدوان‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬تصرف‮ ‬يمثل‮ ‬التطرف‮ ‬خروجاً‮ ‬عن‮ ‬الواقعية‮ ‬وأنماط‮ ‬وواقعية‮ ‬الحياة‮ ‬الاجتماعية‮.‬
لسنا مع تطرف الانبهار بالغرب ومستوى من الانحلال بات يمارس حتى في السعودية الوهابية كما لسنا مع تطرف مضاد يتعامل مع المجتمع ايديولوجياً وفي منهجية برامجية ويريد برمجة كل الشعب او المجتمع او تحويله الى برمجيات وإن لم ترض عما أطرح كل الاحزاب والمكونات السياسية‮ ‬فكأن‮ ‬ذلك‮ ‬قدري‮ ‬الذي‮ ‬اجد‮ ‬فيه‮ ‬المتعة‮ ‬واللذة‮ ‬مالا‮ ‬تتصورونه‮!‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54931.htm