الميثاق نت -

الإثنين, 25-فبراير-2019
مطهر الاشموري -
اذا‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬من‮ ‬بديل‮ ‬امامها‮ ‬لتنتصر‮ ‬او‮ ‬لتواجه‮ ‬التدخل‮ ‬السعودي‮ ‬إلا‮ ‬باستدعاء‮ ‬تدخل‮ ‬مصر‮ ‬فإنه‮ ‬لا‮ ‬بديل‮ ‬امامهم‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬رحيل‮ ‬القوات‮ ‬المصرية‮ ‬غير‮ ‬الهيمنة‮ ‬السعودية‮ .‬
إذا‮ ‬ثورة‮ ‬اكتوبر‮ ‬1967م‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬من‮ ‬بديل‮ ‬امامها‮ ‬غير‮ ‬السوفييت‮ ‬والخيار‮ ‬الشيوعي‮ ‬لتنتصر‮ ‬او‮ ‬لتستمر‮ ‬كثورة‮ ‬فإنه‮ ‬لابديل‮ ‬امامها‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬انهزام‮ ‬او‮ ‬انسحاب‮ ‬السوفييت‮ ‬غير‮ ‬الهيمنة‮ ‬السعودية‮ ‬كواقع‮ ‬وأمر‮ ‬واقع‮ .‬
ولذلك فكل من تتضرر مصالحه من النخب السياسية والاجتماعية في اليمن حتى لو كان العلن والإعلام من ألد اعداء النظام السعودي كأنما لابديل امامه غير الارتماء في احضان النظام السعودي وإشراك او مشاركة الامارات المباشرة في العدوان لا يغير شيئاً من هذه القاعدة او الامر‮ ‬الواقع‮ .‬
ولذلك فالمأزق الأكبر و(الحَنْبَة) الكبرى لكل من ساروا في اصطفاف العدوان حقيقة انه لابد للواقع او للأمر الواقع في اليمن الا مواجهة العدوان او الاستسلام لهذا العدوان والعودة الى هيمنة ووصاية سعودية بأشد وأنكأ مما كان .
ينطبق‮ ‬علينا‮ ‬بيت‮ ‬شعري‮ ‬للعملاق‮ ‬نزار‮ ‬قباني‮ ‬حين‮ ‬قال‮ (‬لا‮ ‬توجد‮ ‬منطقة‮ ‬وسطى‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬الجنة‮ ‬والنار‮) .‬
كل من ساروا في اصطفاف العدوان سواء اختاروا أو اضطردا وباتوا مع خيار الاستسلام والعودة الى هيمنة ووصاية سعودية أسوأ واشنع على اليمن ومن يقول غير ذلك بأي اتفاقات مغايرة انما بات يكذب مع وعلى نفسه لانتفاء أي أثر أو تأثير للكذب ولأن احداً لم يعد يصدقه حتى صديقه‮ ‬في‮ ‬المشهد‮ ‬والموقف‮ ‬او‮ ‬حتى‮ ‬وهو‮ ‬معه‮ ‬ينام‮ ‬في‮ ‬غرفة‮ ‬واحدة‮.‬
بعد‮ ‬اربع‮ ‬سنوات‮ ‬من‮ ‬ابشع‮ ‬عدوان‮ ‬وإرهاب‮ ‬وإجرام‮ ‬عرفه‮ ‬التاريخ‮ ‬البشري‮ ‬وبعد‮ ‬اشنع‮ ‬واوسع‮ ‬دمار‮ ‬بات‮ ‬الاستسلام‮ ‬والعودة‮ ‬للوصاية‮ ‬السعودية‮ ‬هو‮ ‬المحال‮ ‬والمستحيل‮.. ‬
هؤلاء الذين لابديل معهم ولا لديهم غير الاستسلام والعودة للهيمنة والوصاية السعودية يعنيهم البحث خارج الاستسلام والعودة للوصاية والهيمنة عن الحلول لمشكلاتهم وأوضاعهم وتموضعاتهم هم ومن ارضية وعلى اساس استحالة الاستسلام والعودة للوصاية والهيمنة المشينة والمقيتة‮ .‬
بهذا‮ ‬الشرط‮ ‬وتحت‮ ‬هذا‮ ‬السقف‮ ‬هناك‮ ‬إمكانية‮ ‬متاحة‮ ‬بل‮ ‬ومفتوحة‮ ‬لحلول‮ ‬وحلحلة‮ ‬بين‮ ‬اطراف‮ ‬يمنية‮ ‬وبغير‮ ‬ما‮ ‬يصورونه‮ ‬ربطاً‮ ‬بإعلام‮ ‬العدوان‮ ‬او‮ ‬حتى‮ ‬يتصوروه‮.‬
ربما مشكلة الكثير من هؤلاء لم تعد في حقيقة استحالة انتصار العدوان والوصول لاستسلام وعودة الوصاية والهيمنة ولكنهم لا يريدون خسارة مصالح مادية كبيرة مازال من النظام السعودي ومعه الإماراتي من ناحية ومن ناحية اخرى فهم في خوف مفزع من رد فعل النظام السعودي ومعه الإماراتي وكأنهم كلما فكروا مجرد تفكير بهذه السوية والواقعية تجيئهم كوابيس الإرهاب بالطائرات والصواريخ وبالتالي فالخوف الأكبر المسيطر عليهم هو من النظام السعودي بإرهابه وصواريخه وحتى مناشيره اكثر مما هو من الانصار او الحوثيين كما يقولون .
تصريح رئيس الإخوان اليدومي الذي يتحدث عن عجز التحالف عن الحسم خلال اربع سنوات وعن الحاجية لتحالف عريض او اعرض انما يؤكد فقدان هؤلاء الإرادة وانهم باتوا من العبيد المستعبدين من قبل النظام السعودي وهم لذلك لا يستطيعون التفكير بالحد الأدنى من الحرية والتحرر من‮ ‬النظام‮ ‬السعودي،‮ ‬ولا‮ ‬مقترحات‮ ‬او‮ ‬حلول‮ ‬او‮ ‬مخارج‮ ‬لهم‮ ‬إلى‮ ‬تحت‮ ‬هذا‮ ‬السقف‮ ‬الاستعبادي‮ ‬السعودي‮ .‬
فيما‮ ‬العالم‮ ‬والشعوب‮ ‬تضج‮ ‬تجاه‮ ‬اكبر‮ ‬الجرائم‮ ‬ضد‮ ‬الإنسانية‮ ‬وتجاه‮ ‬اكبر‮ ‬مأساة‮ ‬إنسانية‮ ‬فالحل‮ ‬لدى‮ ‬اليدومي‮ ‬هو‮ ‬ذاته‮ ‬الامتداد‮ ‬لـ‮ (‬صعتر‮) ‬بإبادة‮ ‬اربعة‮ ‬وعشرين‮ ‬مليون‮ ‬يمني‮ ‬ويكفي‮ ‬ان‮ ‬يظل‮ ‬مليوناً‮ ‬واحداً‮.‬
هذا الحل الصعتري اليدومي يجعل الوصاية والهيمنة السعودية هي الواقع والأمر الواقع وينهي المشكلة الإنسانية اذا لايحتاج بعدها الى دعم او مساعدات او منظمات ونحوه بل انه بذلك يتم كسر مستحيل الاستسلام ويحل السلام والحب والوئام من المنظور الإخواني الوهابي وهذا الحل‮ ‬لايحتاج‮ ‬تفكيراً‮ ‬ولا‮ ‬تفاوضاً‮ ‬ولا‮ ‬اتفاقاً‮ ‬ولا‮ ‬صفقات‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55281.htm