الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2019
أحمد‮ ‬الزبيري -
رحل المناضل الوطني والقائد السياسي الاستثنائي "مقبل" وهو الاسم الحركي الذي سُمى به علي صالح عباد في سنوات الثورة اليمنية التحررية ضد المستعمر البريطاني 14 أكتوبر والتي كان واحداً من أبرز قادتها الأبطال، وظل هذا الاسم يعرف به أكثر من اسمه الحقيقي لدى رفاقه وقيادات‮ ‬وأعضاء‮ ‬الجبهة‮ ‬القومية‮ ‬والحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬اليمني‮ ‬وكل‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮.‬
رحل "مقبل" بجسده الذي أنهكه المرض ومرارات هذا الزمن الهُلامي الذي لامكان فيه لحاملي المبادئ والقيم الوطنية والقومية والإنسانية التي آمن بها وظل قابضاً عليها كالجمر حتى اصطفاه الله إلى جواره ليرتاح من التبدلات في مواقف إلى النقيض لاسيما من أولئك الذين لطالما راهن عليهم علي صالح عباد "مقبل" في حمل مشروع الدولة اليمنية المدنية الموحدة القوية والقادرة والعادلة المحققة لمشروع المواطنة المتساوية التي ربط كل مسيرة حياته المفعمة بالبطولات والمواقف المبدئية التي حكمت هذا القائد الوطني الوحدوي أنه لايقبل المساومة عليها ولا يبالي بالأثمان التي دفعها سجناً وإقصاءً من قبل بعض رفاقه الذين استهوتهم السلطة لتعيدهم إلى الخلف والتقوقع في المشاريع المناطقية والجهوية والفئوية الصغيرة المتخلفة والتي عجزوا عن تجاوزها ليبقى "مقبل" بجسمه النحيل وقلبه وعقله الكبيرين طوداً شامخاً لا‮ ‬تهزه‮ ‬زوابع‮ ‬الصراعات‮ ‬وعواصف‮ ‬الأحداث‮ ‬ليكون‮ ‬واحداً‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬يختزل‮ ‬فيهم‮ ‬اليمن‮ ‬وتطلعات‮ ‬أبنائه‮.‬
رحل مقبل وبرحيله يبدأ خلوده في سفر تاريخ هذا الشعب العظيم ليكون "مقبلاً" في اسمه النضالي والمقبل في زمن اليمن الآتي فمثله هم الذين يبقون في ذاكرة شعوبهم ويزدادون رسوخاً فيها بمرور الأيام، لأنه ترك ما ينفع وطنه وشعبه بمواقفه وحكمته، أما الآخرون ممن ارتموا في‮ ‬أحضان‮ ‬أعداء‮ ‬اليمن‮ ‬والطامعين‮ ‬فيه‮ ‬فإنهم‮ ‬زبد‮ ‬مهما‮ ‬علا‮ ‬صخبهم‮ ‬وسيذهبون‮ ‬جفاءً‮ ‬تطاردهم‮ ‬اللعنات‮.‬
رحم‮ ‬الله‮ ‬علي‮ ‬صالح‮ ‬عباد‮ "‬مقبل‮" ‬الذي‮ ‬سيبقى‮ ‬حياً‮ ‬في‮ ‬قلوب‮ ‬وضمائر‮ ‬أجيال‮ ‬اليمن‮ ‬القادمة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55322.htm