الميثاق نت -

الإثنين, 04-مارس-2019
يحيى‮ ‬نوري -
التفاعل الكبير وغير المسبوق والذي مازال مستمراً عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع خبر رحيل فقيد الوطن الكبير علي صالح عباد مقبل -وبصورة متدفقة مازالت مستمرة حتى اللحظة - يمثل ترمومتراً موضوعياً وواقعياً لقياس التفاعل الشعبي مع هذه الشخصية التي غادرت مبكراً موقعها القيادي في الدولة والحزب ولم يتبقّ لها الا رصيد نضالها الوطني الذي يحرك ذاكرة الشعب بكل محطاته النضالية لما تمثله ايضا من دروس يفاد منها الاجيال في إحياء المثل والقيم الوطنية الحقة والانتصار لتطلعات الشعب.. من خلال نضال صادق تجسد بالميدان وفي مختلف المواقع‮ ‬التي‮ ‬عمل‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬الفقيد‮ ‬مقبل‮ ‬خلال‮ ‬مسيرته‮ ‬الوطنية‮..‬
تاريخ حافل بالنضال الوطني حرص رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن امين أبوراس رئيس المؤتمر على الاشارة الكاشفة والواضحة له في معرض تعزيته لشعبنا ولأسرة الفقيد برحيل مقبل كمناضل جسور مثل رحيله خسارة للوطن في مرحلة تخلى فيها الكثير عن مسؤولياتهم الوطنية وغضوا‮ ‬الطرف‮ ‬عن‮ ‬افظع‮ ‬عدوان‮ ‬يواجهه‮ ‬وطنهم‮ ‬استهدف‮ ‬كل‮ ‬الانجازات‮ ‬التي‮ ‬ظل‮ ‬مقبل‮ ‬وغيره‮ ‬من‮ ‬المناضلين‮ ‬العظماء‮ ‬ينتصرون‮ ‬لها‮ ‬ويقدمون‮ ‬لأجلها‮ ‬ارواحهم‮ ‬فداء‮ ‬للشعب‮ ‬وتطلعاته‮ ‬المشروعة‮ ‬في‮ ‬بلوغ‮ ‬المستقبل‮ ‬الافضل‮..‬
تضحيات‮ ‬عظيمة‮ ‬لم‮ ‬تتناسها‮ ‬ذاكرة‮ ‬الشعب‮ ‬الذي‮ ‬نجده‮ ‬اليوم‮ ‬وبمختلف‮ ‬اطيافه‮ ‬ومشاربه‮ ‬يتفاعل‮ ‬وملؤه‮ ‬الحزن‮ ‬والأسى‮ ‬مع‮ ‬رحيل‮ ‬المناضل‮ ‬كحالة‮ ‬وفاء‮ ‬للأهداف‮ ‬والمبادئ‮ ‬العظيمة‮ ‬التي‮ ‬ناضل‮ ‬مقبل‮ ‬ورفاقه‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬تحقيقها‮..‬
وفاء‮ ‬يمثل‮ ‬اليوم‮ ‬حاجة‮ ‬شعبية‮ ‬ماسة‮ ‬في‮ ‬زمن‮ ‬يتلاشى‮ ‬فيه‮ ‬الوفاء‮ ‬والاوفياء‮ ‬ويكثر‮ ‬فيه‮ ‬الغوغائيون‮..‬
وفاء‮ ‬عبر‮ ‬عنه‮ ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬معتبراً‮ ‬ان‮ ‬خير‮ ‬رد‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الوفاء‮ ‬الصادق‮ ‬هو‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الوفاء‮ ‬للقيم‮ ‬والمثل‮ ‬الوطنية‮ ‬التي‮ ‬ضحوا‮ ‬من‮ ‬اجلها‮ ‬للانتصار‮ ‬للشعب‮ ‬وتعزيز‮ ‬مسيرته‮ ‬نحو‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬التقدم‮ ‬والازدهار‮..‬
ولعل ما عُرف عن الفقيد من حب لحرية الرأي والرأي الآخر ونبذ التطرف وحب التعايش والتسامح وترسيخ قيم الأخوة والمحبة والوئام بين ابناء الشعب يمثل اليوم ابرز المطالب العاجلة التي يحتاجها شعبنا اليوم اكثر من أي وقت مضى ، خاصة مع تعاظم الاخطار التي يواجهها والتي تستهدف أمنه وسلمه الاجتماعي الذي مثل العامل الاكبر والاعظم الذي دفع اليمنيين نحو اعادة وحدتهم التي تواجه اليوم اكبر مؤامرة لاقتلاعها من خلال نشر ثقافة الكراهية التي يعتبرها العدو المفتاح لمزيد من تمرير سيناريوهاته الكارثية..
وخلاصة القول ان وفاء الجماهير مع المناضل مقبل والتفاعل الانساني والعاطفي والوطني مع خبر رحيله هو الوفاء الصادق لكل مناضل شريف ظل متمسكاً بالأهداف والمبادئ الوطنية العظيمة ومفضّلاً البقاء عليها ونبذ ما عداها من المصالح الآنية والضيقة والتي كان يمكن للفقيد ان‮ ‬يجاري‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬ذهبوا‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬المسلك‮ ‬والنهج‮ ‬الوطني‮..‬
لقد فضل عباد العيش في العاصمة صنعاء بالرغم من معاناته وحاجته للسفر إلى خارج الوطن للعلاج .. فضَّل البقاء وعدم السفر إلى إحدى العواصم الدسمة التي هوى اليها الكثير على حساب وطنهم الجريح الذي يعاني اليوم الويلات جراء العدوان الغاشم ، لإيمانه بأن الخروج في هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬العصيبة‮ ‬يمثل‮ ‬جرماً‮ ‬حقيقياً‮ ‬للوطن‮ ‬وابناء‮ ‬الشعب‮..‬
رحم‮ ‬الله‮ ‬مقبل‮ ‬ورحم‮ ‬كل‮ ‬المناضلين‮ ‬الصادقين‮ ‬وكل‮ ‬شهداء‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مواقع‮ ‬الشرف‮ ‬والبطولة‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬اليمن‮ ‬الجديد‮ ‬الديمقراطي‮ ‬الموحد‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 05:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55326.htm