الميثاق نت -

الأحد, 10-مارس-2019
د‮. ‬عادل‮ ‬غنيمة‮ ‬ -
أثارت زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الى عدن ودول المنطقة وتصريحاته السياسية التي كانت تحمل الكثير من المغالطات حول اتفاق السويد ولم تكن موفقة دبلوماسياً باعتبار انها كانت تحمل تهديدات باستخدام القوة وعودة الحرب الشاملة وكذلك بيان وزارة الخارجية البريطانية الذي اكد على ان اتفاق السويد هو آخر فرصة للسلام في اليمن وعلى الاطراف ان تتحمل مسئولية فشل عملية السلام.. كل هذه التصريحات اثارت ردود افعال متباينة حول الدور البريطاني في اليمن وإلى أين يتجه ومما لاشك فيه ان اطراف الصراع تدرك وتعرف ان الملف اليمني اممياً ودولياً هو بيد بريطانيا باعتبارها كانت الدولة الاستعمارية لجنوب اليمن وهي القادرة على فهم البيئة اليمنية السياسية والاجتماعية والثقافية اكثر من غيرها فهل يوجد لدى بريطانيا حنين للعودة الى امبرطوريتها السابقة التي لم تكن تغيب عنها الشمس أم انها تحاول ان تلعب دور الوسيط الدولي والمستشار الأممي لمجلس الأمن حول ابراز دورها كلاعب سياسي متمكن من فهم تعقيدات ملف القضية اليمنية وان التصريحات البريطانية مجرد ممارسة نوع من الضغوط على اطراف الصراع للبدء في تنفيذ اتفاق السويد والتي لاشك ان غريفيث المبعوث الدولي- والذي يحمل الجنسية البريطانية وهو مهندس الاتفاق- لم يكن مستبعداً استشارته لبريطانيا وساستها في حلحلة الملف إلا باتجاه الحل السياسي .. لاسيما وان بريطانيا وغريفيث قد ايقنوا بأن الخيار العسكري من سابع المستحيلات بعد عدوان استمر لأربع سنوات دون احراز أي تقدم على الارض وانما زاد من تفاقم الكارثة الانسانية نتيجة استمرار القصف الجوي على المدنيين والحصار البحري والبري والجوي وتدمير البنية التحتية الاقتصادية والخدمية في اليمن ولذلك تسعى بريطانيا للاتجاه بالقضية اليمنية الى الحل السياسي..
ولكن الجلي والواضح للمتابعين السياسيين ان الحكومة البريطانية هي احدى الدول الاربع التي تقود هذا التحالف عسكرياً وسياسياً وامنياً وبالتالي فإن محاولتها لعب دور الوسيط غير منطقية وهناك من يرى أن بريطانيا في دعمها اللامحدود للسعودية والامارات في عدوانهما على اليمن لايقتصر على الدعم اللوجيستي بتوريد السلاح والدعم الاستخباراتي والأمني والسياسي وقيادة غرف العمليات في مختلف الجبهات والذي اتضح من خلال اعترافات وزير الدفاع البريطاني امام مجلس العموم عند مناقشة وقف الدعم الحكومي البريطاني اللوجيستي لدول التحالف ولم يكن فقط المال السعودي والنفط الخليجي هو السبب الوحيد لاستمرار هذا الدعم ولكن الحكومة البريطانية لديها اهداف غير معلنة من تدخلها المباشر في القضية اليمنية سياسياً وعسكرياً وان وجودها في تجمع قيادة التحالف للدول الأربع امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات والذين يملكون بيدهم قرار استمرار حرب اليمن وقرار الحل السياسي هو ماجعلنا نحاول الاجابة على تساؤلنا السابق فهل بريطانيا تحاول تقمص دور الوسيط في قضية اليمن والتي لاشك انها ستكون وسيطاً غير مقبول وغير نزيه وغير محايد أم ان المخطط البريطاني واضح وجلي في محاولتها إعادة الامجاد للامبراطورية الاستعمارية التي ولت الى غير رجعة ولكن بطريقة استعمارية حديثة لليمن وبمساحة اكبر وهو مايتضح من تركيزها على موانئ وجزر اليمن وموقعها الاستراتيجي المسيطر على مضيق باب المندب، وستحاول بريطانيا العودة الى اليمن ليس بقوات وقواعد عسكرية ولكن بمعاهدات واتفاقات اقتصادية واستثمارية للسيطرة على سواحل اليمن في البحرين العربي والأحمر ونهب موارد اليمن التي مازالت في باطن الارض وجباله وبحاره وذلك من خلال بصمة وتوقيع الخائن لوطنه وشعبه المسمى بالحاكم الشرعي وحكومته التابعة للاحتلال.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55348.htm