الميثاق نت -

الأحد, 10-مارس-2019
حميد‮ ‬دلهام -
من بين عدة مبعوثين أمميين سبقوه في المهمة ، لا يبدو المبعوث الأممي الحالي هو الأسوأ حظاً، كما انه لن يكون الأوفر حظاً كذلك، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة ، ودخول اتفاق السويد مرحلة الاحتظار والموت السريري، فنحن امام 304 خروقات للهدنة في الحديدة خلال 48 ساعة‮ ‬فقط‮ ‬،‮ ‬وذلك‮ ‬تبعا‮ ‬لناطق‮ ‬القوات‮ ‬المسلحة‮.. ‬
الاتفاق‮ ‬وانعكاساته‮ ‬المهمة‮ ‬فيما‮ ‬لو‮ ‬تم‮ ‬تنفيذه،‮ ‬كان‮ ‬سيكون‮ ‬أهم‮ ‬انجازات‮ ‬الرجل‮ ‬،‮ ‬وأكثر‮ ‬وأبلغ‮ ‬وأعظم‮ ‬ما‮ ‬سيفاخر‮ ‬به،‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬يبدو‮ ‬ظاهريا،‮ ‬مع‮ ‬التسليم‮ ‬بان‮ ‬الاتفاق‮ ‬يحمل‮ ‬بصمات‮ ‬أممية‮ ‬مائة‮ ‬بالمائة‮..‬
لو تجاوزنا مسألة غريفيث الى ما هو أعظم وأعم فيما يتعلق بذلك الاتفاق ، وناقشنا الموضوع بمسؤولية والتزام أخلاقي أمام الشعب والوطن، وأمام الضمير الإنساني الحي ، والأجيال القادمة، سنجد أن هناك رابحاً وحيداً فيما لو تم تنفيذ الاتفاق والالتزام به.. وبالمقابل سيكون ذلك الرابح هو الخاسر الوحيد في حالة الفشل ، وانتهاء الهدنة.. نعم في كلا الحالين، سيكون الربح، وستكون الخسارة من نصيب الشعب اليمني دون سواه، ولذلك نرى ونقدر عاليا التزام الجانب الوطني بكل بنود الاتفاق ، و اعتماده سياسة ضبط النفس ، وتمسكه بالهدنة رغم آلاف الخروقات التي أقدم عليها العدوان ومرتزقته، وبرغم تكرار المحاولات لجره إلى اشعال فتيل المواجهة من جديد، وعودة الأمور إلى حالة وأوضاع ما قبل الاتفاق، بل أكثر من ذلك ، ذهابه الى ما هو أبعد وأعظم والى حد إبداء الاستعداد لتنفيذ الاتفاق من جانب واحد، والقيام بإعادة‮ ‬الانتشار‮ ‬من‮ ‬طرف‮ ‬واحد،‮ ‬فيما‮ ‬لو‮ ‬طلب‮ ‬منا‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮..‬
بالعودة إلى شخصية المقال ، لم يعد لدينا كشعب يمني أي أمل في شخص المبعوث وقدراته ومهاراته ، مهما بلغت في الكياسة والمهنية ، فقد تعلمنا من تجربتنا مع العدوان ، أن نجاح أو فشل أي مبعوث، لا يرتبط بالقدرات والمهارات ، ولا حتى بالحيادية والمهنية ، بقدر ما يرتبط بكسر (خشم) العدو ، وتخليه عن غطرسته ، وجنوحه للسلام، بقدر ما يرتبط باستقلال القرار اليمني ، وصحوة المرتزقة ، وشعورهم بشيء ولو بسيط من الحس الوطني ، وملامستهم لأي نسبة من معاناة الشعب ومأساته غير المسبوقة..
ألم نكن قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق شامل ، كان سيخرج البلد الى بر الأمان ويضع حدا لكل معاناته، ويجد حلا لكل مشكلاته.. وذلك أيام المبعوث بنعمر.. أكيد تعلمون من المعرقل؟ ومن المسؤول..؟
اتفاق السويد ألم يكن نتاج عاصفة دولية ، تسببت فيها مأساة خاشقجي وجريمة قتله المروعة وغير المسبوقة ، فتلك العاصفة هي التي اجبرت العدوان على الرضوخ والجنوح للسلام، واليوم نلمس ونشاهد بوضوح محاولاته الحثيثة وسعيه المتواصل لافشال الاتفاق والقضاء عليه بأي وسيلة‮ ‬وتحت‮ ‬أي‮ ‬مسمى‮..‬
ومع‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬سيبقى‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬على‮ ‬يقظة‮ ‬تامة‮ ‬لكل‮ ‬مكائد‮ ‬الاعداء‮ ‬والمتربصين‮ ‬به‮ ‬الدوائر‮...‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55352.htm