الميثاق نت -

الإثنين, 11-مارس-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
بصراحة وأنا أتابع بعض الآراء السلبية من بعض قيادات وعناصر حزبية ومذهبية ومناطقية تجاه حزب المؤتمر ، أشعر بخيبة أمل كبيرة ، على مدى الحقد الذي يكنه هؤلاء لهذا الحزب ولقياداته وكوادره ، رغم أنهم عاشوا الديمقراطية والحرية ، وتمتعوا بكامل حقوقهم الإنسانية ، وعاشوا‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮ ‬والمدنية‮ ‬،‮ ‬بكل‮ ‬تفاصيلها‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬حكم‮ ‬المؤتمر‮ ‬،‮ ‬ولن‮ ‬أبالغ‮ ‬إذا‮ ‬قلت‮ ‬بأن‮ ‬جميع‮ ‬الأحزاب‮ ‬اليمنية‮ ‬،‮ ‬قد‮ ‬عاشوا‮ ‬خلال‮ ‬تلك‮ ‬الفترة‮ ‬عصرهم‮ ‬الذهبي‮ ‬،‮ ‬والواقع‮ ‬والأحداث‮ ‬خير‮ ‬شاهد‮ ..!! ‬
فلماذا‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬الحقد‮ ‬والمرض‮ ‬،‮ ‬ضد‮ ‬حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬،‮ ‬وضد‮ ‬قياداته‮ ‬،‮ ‬وضد‮ ‬كوادره‮ ‬وأعضائه‮ ..‬؟‮ ‬
ولماذا تسعون إلى جر هذا الحزب إلى دائرة العنف والصراع والفوضى ، والقتل ، والكراهية ، ورفض الآخر ، وعدم الاعتراف بالآخر ، لماذا تريدون جره إلى دوامة الموت وسفك الدماء ، رغم أنكم تعلمون علم اليقين أن المنهج السياسي والفكري لحزب المؤتمر يقوم على المبادئ السلمية والمدنية والحضارية التي لا مكان فيها للعنف والتطرف والتعسف والظلم والتسلط ، ورغم أنكم تعلمون أنه قد سلم السلطة سلمياً ، حقناً للدماء ، وحفاظاً على منجزات ومكاسب الوطن من الخراب والدمار ، رغم أنه كان الحزب الحاكم ، وكان يمتلك كل مصادر القوة والمال والسلطة؟
لماذا تتألمون وتغتاظون من سلمية ومدنية وحضارية حزب المؤتمر ، في تعاطيه الإيجابي مع المتغيرات والظروف والأحوال القائمة على المشهد السياسي اليمني ، إلى هذه الدرجة ترفضون السلوكيات السلمية والمدنية والحضارية ، وتشجعون على السلوكيات العدوانية والقتالية والتسلطية ، من أجل ذلك الإنحراف السلوكي والفكري والمنهجي ، الذي يعشعش في عقولكم المريضة والمتعصبة ، أصبح قادة وكوادر حزب المؤتمر ، الذين يسلكون السلمية والمدنية في تعاطيهم مع الأحداث ، من وجهة نظركم عبارة عن جبناء ، وضعفاء ، كل ذلك لأنهم يرفضون سفك الدماء ، ويرفضون تدمير مقدرات وإمكانيات الوطن ، ويدعون إلى الحلول السلمية ، والتعايش السلمي ، والتداول السلمي للسلطة ، ويرفضون الأساليب العدوانية في إدارة صراعاتهم مع الآخرين ، ويرفضون التدخلات الخارجية في شئون الوطن ، بكل صورها وأنواعها ، ويدعون إلى السلمية والمدنية والحضارية‮ ‬والحوار‮ ‬والشراكة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬،‮ ‬لحل‮ ‬كل‮ ‬الخلافات‮ ‬القائمة‮ ..‬
لهذه الدرجة أصبحت المعايير العقلية معكوسة في أفكار وعقول ونفسيات كل من يهاجمون حزب المؤتمر ، التي من الواضح أنها تعاني من اختلالات نفسية وعصبية وعقلية ، لهذه الدرجة اختلت الموازين الإنسانية والعقلية والمنطقية ، بحيث أصبحت السلبيات ، والعنف ، والقتل ، والفوضى ، وسفك الدماء ، والتسلط ، والاستبداد ، وإهدار الحقوق والحريات ، من علامات الرجولة والبطولة ومظهراً من مظاهر القوة والتفوق ، وأصبحت الإيجابيات ، والسلام ، وحقن الدماء ، والعدالة ، والتعايش السلمي ، والديمقراطية ، والحفاظ على الحقوق والحريات ، والحرص على مقدرات‮ ‬الوطن‮ ‬و‭?‬مكانياته‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬علامات‮ ‬الجبن‮ ‬،‮ ‬ومظهراً‮ ‬من‮ ‬مظاهر‮ ‬الضعف‮ ‬والعجز‮ ‬والفشل‮ ..‬
إن أناساً يحملون هكذا عقولاً وأفكاراً ، لا تمتلك القدرة على التمييز بين الإيجابيات والسلبيات ، بين الخير والشر ، بين السلام والحرب ، بين المدنية والرجعية ، بين العنف والتعايش السلمي ، هي بصراحة في أمس الحاجة لعرض نفسيات أشخاصها على أطباء نفسانيين ، لعلهم يعيدونهم‮ ‬إلى‮ ‬طريق‮ ‬الرشد‮ ‬والصواب‮ ‬،‮ ‬ولعلهم‮ ‬يعيدون‮ ‬ضبط‮ ‬عقولهم‮ ‬المختلة‮ ‬،‮ ‬وأفكارهم‮ ‬المنحرفة‮ ‬،‮ ‬إلى‮ ‬طريق‮ ‬الاعتدال‮ ‬والتوازن‮ ‬الفكري‮ ‬والعقائدي‮ ‬،‮ ‬وإلى‮ ‬طريق‮ ‬العقل‮ ‬والمنطق‮ ‬والحكمة‮ ..‬
وعلى الجميع أن يدركوا جيداً أن التزام وتمسك حزب المؤتمر بالخيارات السلمية ، والأدوات المدنية والحضارية ، في إدارة صراعاته مع الآخرين ، وفي تعاطيه الإيجابي مع الأحداث والمستجدات على المشهد السياسي اليمني ، تزيده قوةً وثباتاً ، وتجعله يحصل على المزيد من التأييد‮ ‬والدعم‮ ‬والقبول‮ ‬الشعبي‮ ‬والجماهيري‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬الاحترام‮ ‬والتقدير‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬العقلاء‮ ‬والحكماء‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮ ‬المحلية‮ ‬والإقليمية‮ ‬والدولية‮ ..‬
وعلى أصحاب هذه النفسيات السلبية أن يدركوا جيداً أن الخيارات السلمية ، والأدوات المدنية ، التي يتعامل بها حزب المؤتمر سابقاً وحاضراً ومستقبلاً ، مع الآخرين ، رغم سخريتهم منها ، واستهزاؤهم بها ، هي الطريق المضمون لتحقيقه المكاسب السياسية الآن ومستقبلاً بإذن الله تعالى ، وأن غيرها من الطرق السلبية والعدوانية والتسلطية ، مهما أخذت القائمين عليها العزة بالإثم ، ومهما غرتهم الأماني بها ، ومهما انخدعوا ببريقها الزائف والمؤقت ، إلا أن التاريخ والتجارب قد أثبتت أن السير على هذه الطرق الوعرة والشائكة ، تكاليفها باهظة‮ ‬،‮ ‬وخسائرها‮ ‬فادحة‮ ‬،‮ ‬وغير‮ ‬مضمونة‮ ‬العواقب‮ ‬،‮ ‬ونهاياتها‮ ‬مأساوية‮ ‬وكارثية‮ ..‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 04:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55357.htm