الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
عبدالوهاب‮ ‬الشرفي -
لم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬ضربة‮ ‬لايران‮ ‬ولا‮ ‬تم‮ ‬الغاؤها‮ ‬قبل‮ ‬عشر‮ ‬دقائق‮ ‬من‮ ‬تنفيذها،‮ ‬وهذا‮ ‬الترويج‮ ‬يتم‮ ‬بهدف‮ ‬اخراج‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬من‮ ‬الموقف‮ ‬المحرج‮ ‬الذي‮ ‬اصبحت‮ ‬فيه‮ ‬بعد‮ ‬اسقاط‮ ‬طائرتها‮. ‬
‮… ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬لم‮ ‬تتمكن‮ ‬بعد‮ ‬من‮ ‬ترتيب‮ ‬المشهد‮ ‬الذي‮ ‬يلزمها‮ ‬لتوجيه‮ ‬ضربة‮ ‬لايران،‮ ‬وسيان‮ ‬توجيه‮ ‬ضربة‮ ‬واسعة‮ ‬او‮ ‬ضربة‮ ‬محدودة‮ ‬على‮ ‬خلفية‮ ‬اسقاط‮ ‬طائرتها‮.‬
مازالت الدول الكبرى والتي ستتأثر من اي حرب في المنطقة مقتنعة بان ايران لا تطور سلاحا نوويا ولم يغير انسحاب ترامب من الاتفاق النووي من قناعتها ولم تتمكن الولايات المتحدة من سحب موقف سياسي كافٍ لتغطية اي ضربة واسعة لايران.
… اسقاط ايران للطائرة الامريكية حدث بطبيعته يمثل مدخلا لو كانت الولايات المتحدة تريد ضرب ايران حاليا وهو حدث على اقل تقدير سيحقق لها تحييد الموقف السياسي للعديد من الدول على الاقل، فالولايات المتحدة توجه ضربة ردا على اسقاط طائرتها. لكن هذا الكلام ليس القراءة المنطلقة من حقيقة الموقف وانما من السجالات الاعلامية، فحقيقة الموقف ان كون الطائرة دخلت المجال الجوي الايراني ام لم تدخل هي مسألة لاتستطيع ايران ولا امريكا الكذب فيها على الجميع فالدول الكبرى المعنية لديها الوسائل التي بموجبها تستطيع تحديد اين كانت الطائرة‮ ‬قبل‮ ‬اسقاطها،‮ ‬وموقف‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬من‮ ‬اي‮ ‬ضربة‮ ‬توجهها‮ ‬امريكا‮ ‬سيكون‮ ‬منطلقاً‮ ‬من‮ ‬معلومات‮ ‬اجهزتها‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬التصريحات‮ ‬الامريكية‮ ‬او‮ ‬الايرانية‮. ‬
.. بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية قرار الحرب حاليا لايمكن ان تتخذه الا اذا مضت ايران في التخصيب العالي لليورانيوم، لكن مسألة الحرب قد تم اتخاذ قرار الذهاب اليها (صهيونياً) وكان الغاء الاتفاق النووي الايراني التدشين الرسمي للتوجه لها.
… ذهاب الولايات المتحدة للحرب مع ايران تبعا للقرار (الصهيوني) يفرض على الادارة الامريكية ثلاثة مطلوبات اولها الداخل الامريكي الذي يجب ان يتم اقناعه بهذه الحرب وانها ذات علاقة بالامن القومي الامريكي بشكل مباشر، وثانيها توفير الموقف السياسي الدولي المطلوب لتغطية هذه المعركة وثالثها الجهوزية العسكرية لحرب كهذه ليست بالهينة، وكل هذه المطلوبات تحتاج وقتاً وما نشاهده من تفجيرات لناقلات النفط ومن انزياح القوة العسكرية الامريكية للمنطقة هو ضمن العمل على توفير هذه الثلاث المطلوبات.
.. هذه الثلاث المطلوبات لاتستطيع الولايات المتحدة الدخول في حرب او ادخال المنطقة فيها دون توافرها على اي حال، لكن يظل مسار هذه الحرب احد اهم عوامل انفاذ قرار الحرب في المنطقة، فالقرار (الصهيوني) الذي بدأت الادارة الامريكية (ترامب وصقوره) بالترتيب له يفضل ان يدفع باتجاه حرب العرب مع ايران ويكون دور الولايات المتحدة رديفاً لحلفائها العرب دون ان تكون هي العنوان الاول للحرب لتجنيب الكيان الصهيوني اكبر قدر من الاضرار التي ستترتب على هذه الحرب في حال اندلعت، فاندلاعها وعنوانها الاول الولايات المتحدة سيجعل من الكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬هدفاً‮ ‬مباشراً‮ ‬سيلقى‮ ‬الحياد‮ ‬من‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬بينما‮ ‬عندما‮ ‬يكون‮ ‬عنوانها‮ ‬حلفاءها‮ ‬العرب‮ ‬سيجعل‮ ‬موقف‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬رافضا‮ ‬لاي‮ ‬ضربات‮ ‬قد‮ ‬تقدم‮ ‬عليها‮ ‬ايران‮ ‬على‮ ‬الكيان‮ ‬الصهيوني‮. ‬
… لن تقدم الولايات المتحدة على الحرب حاليا وقبل اكتمال توفير متطلباتها الثلاثة الا اذا رفعت ايران نسبة تخصيبها لليورانيوم بالفعل وليس تصريحا سياسيا، وقرار الحرب (الصهيوني) قد اتخذ وسيستمر التوتر الحاصل في المنطقة لانه الالية المطلوبة لصناعة مطلوبات الحرب الثلاثة، وما يفضله قرار الحرب هو ان يتم الدفع بدول الخليج الحليفة او ايران لفتح هذه المعركة وليس الولايات المتحدة كعنوان للحرب وتشارك فيها الولايات المتحدة بمحورية ومن لحظاتها الاولى لكن على خلفية احداث ذات علاقة مباشرة بايران وجيرانها العرب ليصبح اي تعرض ايراني‮ ‬للكيان‮ ‬الصهيوني‮ ‬غير‮ ‬مبرر‮ ‬وفارض‮ ‬لموقف‮ ‬ضد‮ ‬ايران‮ ‬على‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬والكبرى‮ ‬في‮ ‬مقدمتها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56104.htm