الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
مطهر‮ ‬تقي -
وانا في زيارة مكتبة خالد بن الوليد الذي تعودت زيارتها بين وقت وآخر شدني عنوان كتاب: الإعلام ودوره في حماية المجتمع. وبعد قرآئتي لغلافه الأخير وجدت أن مؤلفه هو اللواء جلال علي الرويشان نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية ومن كان وزيراً ومسؤولاً أمنيا تدرج في أكثر‮ ‬من‮ ‬منصب‮ ‬والحاصل‮ ‬على‮ ‬عدة‮ ‬مؤهلات‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮.‬
وبعد تفحص محتويات الكتاب الذي إستكمله المؤلف عام 2008 لنيل زمالة كلية الدفاع الوطني بالأكاديمية العسكرية العليا وصدرت طبعته الأولى عام 2018 ، والكتاب يحتوي على 369 صفحة ويضم بين جنباته ثلاثة فصول رئيسية مزود كل فصل بأربعة أبحاث ثم خاتمة تتبعها خلاصة عامة ثم توصيات وملاحق وثائقية هامة وأخيراً قائمة المراجع من كتب ودراسات التي إعتمد عليها المؤلف في كتابه وعددها 61 كتاباً وأربعة وعشرون دورية ومنشوراً ، وقد تعمد المؤلف ان يساعد القارئ بأن جعل لكل فصل خلاصة موجزة تذكر القارئ بأهم ما جاء في كل فصل.
وملخص‮ ‬الفصول‮ ‬الثلاثة‮ ‬والملاحق‮ ‬كالتالي‮:‬
الفصل‮ ‬الأول‮: ‬الإعلام‮ ‬والإتصال‮ ‬وتقنية‮ ‬المعلومات‮ (‬التطور‮ ‬والنشأة‮):‬
بذل المؤلف جهداً كبيراً على ظهر 61 صفحة وإستطاع أن يلخص تاريخ نشأة الإعلام والإتصال منذ القدم حتى إستطاع الإنسان أن يجعل من العالم قرية واحدة بفضل تطوره العلمي والتقني في مجال الإتصال المحدود ثم الإتصال الجماهيري الذي بلغ ذروته خلال العشرين عاماً الأخيرة حتى أصبح من يملك الإعلام ووسائلة له القدرة في التحكم في العالم ومصيرة... ومن خلال هذا الفصل بإمكان القارئ أن يطلع بتوسع عن الإعلام في الدول النامية وكذلك في الدول المتقدمة من إعلام مقرؤ ومسموع ومرئي وإلكتروني.
الفصل‮ ‬الثاني‮: ‬دور‮ ‬الاعلام‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬والمجتمع‮:‬
لأن الكتاب أصلاً صدر من رجل أمني وإُعتمد الكتاب من جهة عسكرية أمنية فقد إنطلق المؤلف في رؤيته لدور الإعلام في بناء الدولة والمجتمع ودوره بالخصوص في إعداد الشعب للدفاع عن نفسه ووطنه من خلال تظافر الإعلام الأمني والحربي والرسمي عموماً وكذلك الإعلام الحزبي والإعلام‮ ‬الخاص‮.‬
و كما للإعلام دوره في إعداد الشعب للدفاع عن الوطن ومقدراته فله دوراً كذلك في إدارة الأزمات ويقصد المؤلف هنا بالأزمات كل ما يواجه الوطن والشعب من كوارث طبيعية وأوبئة وحروب... وهنا يحدد المؤلف للإعلام دور في توجية وتوعية الشعب ومساعدته للتغلب عن تلك الأزمات المختلفة ، كما يهتم هذا الفصل بالكيفية المناسبة للإعلام في توجيه وقيادة الرأي العام خصوصاً حين تتطلب الحاجة إلى مواجهة التضليل الخارجي او حتى التضليل الداخلي للرأي العام الذي يستهدف النيل منه او يحاول إختراق الروح المعنوية للجماهير ولأن الرأي العام لأي شعب من الشعوب أصبح مهما لدى قيادته السياسية فقياس توجهاته أمام أي قضية او حادثة أو فعل عام يهدد أمنه وإستقرارة أو توجه سياسي تخطط القيادة السياسية لإحداثة كالإنتخابات العامة او تعديل لنظام الحكم فمعرفة توجه الناس وآرائهم ومواقفهم يعتبر مهماً خصوصا في هذا الزمن‮ ‬الذي‮ ‬أصبح‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬للشعوب‮ ‬هو‮ ‬من‮ ‬بيده‮ ‬تحديد‮ ‬مصير‮ ‬الدول‮ ‬والشعوب‮ ‬وهنا‮ ‬يأتي‮ ‬دور‮ ‬الإعلام‮ ‬في‮ ‬قياس‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬وتحديد‮ ‬اتجاهاته‮.‬
و‮ ‬كما‮ ‬يمثل‮ ‬الإعلام‮ ‬أهمية‮ ‬في‮ ‬قياس‮ ‬توجه‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬فهو‮ ‬يلعب‮ ‬دوراً‮ ‬مهماً‮ ‬في‮ ‬تعزيز‮ ‬الإنتماء‮ ‬والولاء‮ ‬الوطني‮ ‬لأي‮ ‬شعب‮ ‬من‮ ‬الشعوب‮.‬
الفصل‮ ‬الثالث‮: ‬المخاطر‮ ‬والتحديات‮ ‬الناتجة‮ ‬عن‮ ‬الاعلام‮ ‬وأسلوب‮ ‬مواجهتها‮: ‬
إذا كان الفصل الأول وكذلك الثاني في الكتاب قد عدد فضائل الإعلام في خدمة المجتمع فالفصل الثالث يريد أن يحذر من مخاطر الإعلام وآثاره السلبية حين يستغل الإستغلال السيئ على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني والإجتماعي فكما لكل وسيله عامة فضائلها فلكل وسيلة عامة أيضا مخاطرها حين ينحرف القائمون عليها ويستغلونها ضد مصالح المجتمع فتصبح وسيلة هدم للمجتمع من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والسلالية وكذلك المناطقية والانفصالية ويصبح الإعلام الداخلي وكذلك الخارجي وسيلة لتفكك المجتمع وخلق صراعات بين مختلف شرائح المجتمع‮ .‬
و سيلاحظ القارئ ان اللواء جلال الرويشان في كتابه هذا قد إهتم بالإعلام الأمني بحكم تخصصه وأعماله الأمنية التي تدرج فيها وطبيعة دراسته الأكاديمية فالجريمة ومحاربتها وكذلك الإقلاقات الأمنية بمختلف جوانبها قد أخذت إهتماماً خاصاً منه فسلامة المجتمع من الارهاب الذي يعاني العالم منه الأمرين في هذا العصر يجعل من وسائل الإعلام أداة فعالة ضد تلك الظاهرة الخبيثة والمؤلف يحذر كذلك من إستغلال الإرهابيين للإعلام ويحذر من عولمة الإعلام وأثره السلبي على المجتمعات النامية على الصعيد الأمني وإستقلال الدول وسلامة وحدتها الأمنية‮ ‬وهو‮ ‬يطالب‮ ‬كذلك‮ ‬بيقضة‮ ‬إعلام‮ ‬الدول‮ ‬النامية‮ ‬أمام‮ ‬آثار‮ ‬العولمة‮ ‬للإعلام‮.‬
أما ملاحق الكتاب فقد تضمنت قرارات وتوصيات مؤتمر وزراء إعلام حركة دول عدم الإنحياز المنعقد عام 2008 ( عقد في فنزولا) وكذلك قرارات وتوصيات المؤتمر الإقليمي عن الكوارث والحد منها وإدارة الأزمات المنعقدة في الأسكندرية عام 2007 كما تضمنت الملاحق صور من صحف إلكترونية‮ ‬خاصة‮ ‬بالجنوب‮ ‬الحر‮ ‬وبشائر‮ ‬النصر‮ ‬وصدى‮ ‬الملاحم‮ ‬ورسائل‮ ‬الصحوة‮ ‬موبايل‮ ‬وكلها‮ ‬صدرت‮ ‬عام‮ ‬2008‭.‬
و الكتاب بصفة عامة من الكتب المتميزة في المجال الإعلامي ويعتبر إضافة نوعية للمكتبة اليمنية ومصدر معرفة لمن يعمل في المجال الاعلامي الحربي والأمني والإعلام بصفة عامة... وانصح كل اعلامي وكل مهتم بالإعلام ودوره في مختلف الأصعدة الإطلاع على الكتاب ففيه من الجهد‮ ‬والتحليل‮ ‬ما‮ ‬يجعله‮ ‬متميزاً‮ ‬ومفيدا‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮.‬
و الشكر موصول للمسؤول الهادئ المبتسم دائما والحصيف اللواء جلال الرويشان نائب رئيس مجلس الوزارء للشؤون الامنية الذي عرف بين الأوساط الأمنية وكذلك العسكرية والمدنية بعمق التحليل والقدرة الإدارية المتميزة وقد عرفت عن شخصيته المتميزة تلك الكثير على لسان صديقي الأستاذ‮ ‬العزيز‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬ناصر‮ ‬الكميم‮ ‬وزير‮ ‬التخطيط‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 12:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56105.htm