الأحد, 07-يوليو-2019
الميثاق نت: -
تتعمق جراح اليمنيين كل يوم ويأخذ الألم مداه جراء الحصار الاجرامي من قبل تحالف الشر الذي تقوده السعودية مخلفاً الكثير من المآسي والويلات فتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تكشف كل يوم حجم المأساة والفاجعة التي يرزح تحتها اليمنيون تحت سمع وبصر العالم الذي لا يحرك ساكناً في إدانة ما يقع للشعب اليمني من ظيم ويوقف نزيف الدم الذي يدخل عامه الخامس.. قبل أيام ماتت الطفلة أميرة الزايدي ويموت غيرها الكثير من الاطفال وكبار السن ومرضى السرطان والفشل الكلوي كنتيجة حتمية لانعدام الادوية وعدم توافر الاجهزة اللازمة لعلاج‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الحالات‮ ‬التي‮ ‬تستدعي‮ ‬سفرهم‮ ‬للعلاج‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬ناهيك‮ ‬عن‮ ‬الآثار‮ ‬النفسية‮ ‬والاضطرابات‮ ‬الفيسيولوجية‮ ‬وما‮ ‬تحدثه‮ ‬في‮ ‬سلوك‮ ‬الافراد‮ ‬مستقبلاً‮..‬
‮‬«الميثاق»‮ ‬ناقشت‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬وخرجت‮ ‬بهذه‮ ‬الحصيلة‮:‬

قبل أيام كشفت وزارة الصحة اليمنية عن أرقام صادمة عن الآثار المترتبة على الحصار الظالم المفروض من قبل تحالف العدوان على اليمن فقد تم تسجيل والكشف عن حوالي 45 ألف حالة اصابة بأورام سرطانية وقالت الوزارة إنه تم تسجيل 25-35 حالة أورام في العاصمة صنعاء وأن 20 ألف نسبة من يتوفون كل عام مصابون بأورام سرطانية بسبب نقص الخدمات الصحية وعدم توافر العلاج نتيجة الحصار، وذكرت الوزارة أن 25٪ من المرضى يتوفون سنوياً بسبب العدوان والحصار حيث يمنع تحالف العدوان سفر المرضى للعلاج ودخول الاجهزة الطبية للبلاد متسبباً بموت الآلاف‮ ‬من‮ ‬المرضى‮.‬

آثار‮ ‬نفسية
الحصار الخانق على الشعب اليمني لا يقتصر على تدمير البنية التحتية عبر القصف الجوي على ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني فقط وموت المرضى والاطفال فهناك جانب لا يقل خطورة ألا وهو الجانب النفسي والبدني حيث يشير الاعلامي منصور العميسي الى هذه النقطة فيقول أن أكثر الفئات التي ستتأثر بالحرب هم الاطفال الذين هم عماد المستقبل.. مضيفاً: سيكون هناك جيل معقد ينزع نحو الخوف والترقب والشك أكثر منه الى التطلع للمستقبل كما سيؤثر على تحصيله العلمي بشكل كبير وفي مستوى سلوكياته اذا لم تعالج هذه القضية.. لأننا سنكون أمام مجموعة كبيرة من الاطفال يميلون الى الاجرام والانحراف وستكون هناك أيضاً عقد النقص ولا يميل هؤلاء الى العمل مستقبلاً والانتاج.. لا أحد يمكن أن يتخيل جحيم الكارثة جراء الحرب والحصار على اليمن وما سيخلفه من مشاكل في المستقبل.. ويختم العميسي متطرقاً الى دول منها رواندا‮ ‬عاشت‮ ‬حرباً‮ ‬أهلية‮ ‬مروعة‮ ‬كان‮ ‬الاطفال‮ ‬الضحية‮ ‬الأولى‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬وهي‮ ‬منذ‮ ‬1994م‮ ‬تقاوم‮ ‬وتعالج‮ ‬آثار‮ ‬الحرب‮ ‬عليهم‮ ‬لاعادتهم‮ ‬لحياتهم‮ ‬الطبيعية‮.‬

وضع‮ ‬منهار
المستشار القانوني والمحلل السياسي عبدالرحمن الزبيب يعتبر أن الحصار في الحروب جريمة حرب ضد الانسانية وفقاً لنصوص القانون الدولي الانسانية »اتفاقيات جنيف الأربع« كون المتضرر الأكبر من العمل الاجرامي هم المدنيون الذين يعتبرون فئة محمية وفقاً للقانون الدولي الانساني ويضيف: في اليمن ينهار الوضع الانساني بشكل متسارع وتصدر تقارير وتصريحات من الأمم المتحدة بأن الوضع الانساني يتدهور بشكل مريع وللأسف الشديد لا يتم التحرك لمعالجة اسبابه في اليمن والذي يرجع الى الحصار البري والبحري والجوي والذي يخنق الشعب اليمني دون أي مبرر منطقي يستوجب استمرارية الحصار والذي يعتبر جريمة حرب ضد الانسانية واستمراريته وصمة عار في جبين الانسانية وجبين الأمم المتحدة التي عجزت عن تطبيق نصوص القانون الدولي والانساني في اليمن ولو تم تطبيقه لتوقف الحصار.

العجز‮ ‬الأممي
هذا الحصار هو اعلان رسمي لقتل الشعب اليمني كون معظم احتياجاته الأساسية يتم استيرادها من خارج اليمن وتصل نسبة الاعتماد لتغطية الاحتياجات الاساسية الى ما يفوق 90٪ بمعنى أن الحصار يغلق المنفذ الوحيد للشعب اليمني للاستمرار في الحياة نوجه أصابع الاتهام نحو الأمم المتحدة في ارتكابها جريمة قتل 30 مليون مواطن يمني بسبب الحصار البري والبحري والجوي الجائر لأن الأمم المتحدة هي صاحبة الصلاحية في ايقاف هذا الحصار كونه مخالفاً لنصوص القانون الدولي الانساني، ويختتم الزبيب متسائلاً: هل مازالت الأمم المتحدة مهتمة بشئون الانسان وهل الانسان اليمني انسان في نظرها؟! يجب أن يتوقف التلكؤ والعجز للأمم المتحدة للقيام بدورها في فك الحصار والسماح للشعب اليمني بأن يتنفس الصعداء وأن تصل إليه احتياجاته دون انقطاع وتقطع وحصار.

جروح‮ ‬غائرة
الاعلامي الاستاذ أمين الغابري يقول إن الحرب احدثت جروحاً وندبات غائرة في جسد الوطن وستظل تلازمه لفترة حتى يتعافى وهو الأمر الذي طال كل شيء ودخل كل أسرة.. واضاف الغابري: العدوان باعوامه الأربعة وما حدثته من جروح غائرة في جسد الوطن يكون من الصعب حصرها في سطور فمعظم البيوت اليمنية لا تخلو من قصة مأساة جلبتها الحرب اللعينة وكل ركن يماني أصابه ما أصابه من أذى وتدمير ممنهج فأضحى اليمن بلا مقدرات وقد كان له البسط مما تيسر منها ولكن أهم ما يمكن ذكره من مترتبات الحرب ونتائجها التعيسة المؤلمة والتي لاتزال تنتج ما أحدثته من تمزيق في النسيج المجتمعي اليمني الذي أصبح من الصعب ترقيعه في أعوام تالية وربما عقود فقد دأب تحالف العدوان على تمزيق نسيج المجتمع اليمني بكل تعسف وتجرد من القيم والمبادئ وعلى خلق الاحقاد وبث الكراهية فيما بين الاخوة وزرع فتناً لها اتجاهاتها المختلفة طائفياً‮ ‬ومناطقياً‮ ‬وعنصرياً‮ ‬وهلم‮ ‬جر‮.‬

اختراق‮ ‬داخلي
هناك أمر فظيع حَدَّ أن عواقبه كارثية على مستقبل اليمن عموماً وشقه الجنوبي خصوصاً وهو نجاح الامارات والسعودية الى حد بعيد في خلخلة الجنوب وذلك بالنظر الى مستوى وشكل العنف الممارس من قبل أطياف عسكرية وقبلية شتى على اخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية خصوصاً منهم الاسرى حيث اضحت اشكال عنفهم مريعة في هذا الجانب، وهذا له تبعاته على الأمد القريب والبعيد وعلى مستقبل اليمن وحاضرها، واختتم الغابري حديثه بالقول إن الحصار والحرب اثقل كاهل اليمنيين وعلى كافة المستويات والأصعدة داعياً الى الوحدة الوطنية وتضميد الجراح والبدء‮ ‬في‮ ‬مرحلة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬الحوار‮ ‬الداخلي‮ ‬الذي‮ ‬سيقود‮ ‬الى‮ ‬السلام‮.‬

حروب‮ ‬متعددة
بدوره د.مهيوب الحسام أشار الى أن جرائم تحالف العدوان على الشعب اليمني تأخذ اشكالاً متعددة لتدمير مقدراته حيث ألحق افدح الاضرار بجوانب تمس حياة المواطن كالصحة والتعليم والزراعة والاقتصاد.. الخ، ويردف الحسام قائلاً: ان اكثر من 17 مليون نسمة لا يستطيعون توفير وجبات غذائهم ويعيشون على أقل من وجبة واحدة في اليوم وأكثر من سبعة ملايين نسمة مهددون بالموت جوعاً وبالأمراض والأوبئة في أكبر كارثة تشهدها الانسانية عرفها التاريخ بحسب تقارير الأمم المتحدة نفسها.. واذا ما تحدثنا عن جانب واحد من الحرب الاقتصادية المتعددة وهي الحرب المالية التي تستهدف العملة الوطنية على بلد كان ولايزال من افقر دول العالم ونقل البنك المركزي الى عدن وطباعة مئات المليارات من العملة بدون غطاء نقدي مترافقاً مع قطع مرتبات أكثر من 800 ألف موظف في شعب يستورد أكثر من 90٪ من احتياجاته من الخارج، هي حرب تستهدف الانسان اليمني في معيشته وغذائه واستقراره والهادفة لانهيار المجتمع وتفكيكه واخضاعه واركاعه، حرب العملة الذي لايزال يمارسها العدوان على الشعب والتي أدت الى الانهيار المتواصل للعملة وقيمتها الشرائية أدى التأثير المباشر على الشعب في كل مناحي الحياة.. واختتم الحسام حديثه بوصفه هذه الجرائم من تجويع وحصار وعدوان جريمة كاملة الاركان وتخالف كل المواثيق الدولية والانسانية وأمام مرأى ومسمع العالم والنظام العالمي الذي وصفه بـ»المنحط« والصامت على جريمة تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 07:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56151.htm