د. أحمد محمد يفاعة - مثَّل صدور القرار الجمهوري رقم »5« لسنة 1980م بتشكيل لجنة الحوار الوطني بمشاركة كل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية البداية الحقيقية للوفاق والمصالحة وتنمية الاحساس والشعور بالانتماء الوطني بين كافة ابناء الوطن.
فخلال مايقرب من عامين قامت لجنة الحوار الوطني بطرح مشروع "الميثاق الوطني" الذي وضعته نخبة من المفكرين والعلماء والمثقفين على مختلف قطاعات الشعب اليمني وخضع لاستبيان (250) مؤتمرا شعبيا قبل الإقرار النهائي في المؤتمر الأول للمؤتمر الشعبي العام الذي عقد في الفترة 24 - 29 أغسطس 1982م. وبهذا العمل السياسي الناضج والمستوعب لكافة الخصائص المجتمعية والثقافية تم القضاء على مكامن التناقضات والصراعات وبالتالي استطاعت قيادة البلاد -ممثلة بالقائد المؤسس الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح- تحقيق الكثير من الانجازات التنموية في مختلف نواحي الحياة واللحاق بركب الحضارة والعالم من حولنا.
إن الأستقرار السياسي وسياسة التسامح التي انتهجها المؤتمر الشعبي العام، كأسلوب لمعالجة كافة القضايا والأشكالات التي كانت تظهر من وقت لآخر وفي انحاء متفرقة من البلاد، قد ساعدا على تحقيق رؤى ومضامين الميثاق الوطني - الدليل الفكري والنظري - لتنظيمنا الرائد في احداث تنمية فكرية وثقافية وبشرية في كافة المجالات. وبالتزامن مع ذلك استطاعت اليمن أن تقطع اشواطا لايستهان بها في المجال الديمقراطي وفي مجالات الحقوق والحريات تمثلت في تشكيل المؤسسات الدستورية والتشريعية والمحلية وانتخابها مباشرة من الشعب وافساح المجال للعمل المدني والجماهيري لكافة التكوينات المهنية والجماهيرية واحترام الرأي والرأي الآخر.
لقد شكلت المرجعية الوطنية الجامعة لكل ابناء شعبنا والمثمثلة في "الميثاق الوطني" عقدا سياسيا واجتماعيا في التعامل السياسي، يضع القيم المشتركة والمبادئ والثوابت الوطنية فوق كل اعتبار ، ومن هذا المنطلق يمكن تقسيم المراحل التي مر بها المؤتمر الشعبي العام الى:
- 1980 - 1982 فترة الحوار وبناء الثقة..
- 1982 - 1984 فترة تجاوز الصعاب.
- 1984 - 1988 فترة البناء والتنمية.
- 1988 - 1990 فترة الانجازات العملاقة والتي يأتي على رأسها إعادة تحقيق - الحلم اليمني - الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.
- 1990 - 1994 فترة البناء المؤسسي للدولة الحلم / الانتكاسة والتآمر الخارجي.
- 1994 - 1997 فترة لملمة الجراح ومحاولة النهوض وتجاوز العقبات.
- 1997 - 2006 فترة مواصلة البناء التنموي والديمقراطي ومواجهة التحديات التي هدفت الى إضعاف البلد وإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي لشعبنا اليمني.
- 2006 - 2011 فترة مقاومة التآمر ونزع الاشواك ومواصلة البناء.
- 2011 - 2019 فترة المقاومة والحفاظ على البقاء كمكون وطني انجز وساهم في بناء الدولة والوطن خلال 37 عاما.
إن القراءة المتجردة والمنصفة لفترة حكم المؤتمر الشعبي العام لليمن ستفضي بدون شك الى الحكم عليها من خلال ما تم تحقيقه في تلك الفترة من انجازات عملاقة، بالنظر الى الظروف والعوامل السياسية الداخلية والخارجية ومقرونة بالامكانات والموارد المتاحة، التي صاحبت فترة حكمه.
وفي غمرة ابتهاجنا بحلول الذكرى الـ37 لتأسيس المؤتمر يمكنني القول كمواطن يمني اولا، وكمؤتمري ثانيا: ان المؤتمر الشعبي العام قد مثل ضمير هذه الأمة وقد نجح في الكثير من المهام الوطنية والقومية وأن الاخفاقات التي صاحبت فترة حكمه كان للعامل الخارجي اليد الطولى فيها وما العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي تتعرض له بلادنا الحبيبة، ومحاولات الاستنساخ والتفريخ التي يتعرض لها تنظيمنا الرائد الا خير دليل على ذلك.
لكننا على ثقة بأن المؤتمر بقيادته الجديدة ممثلة بالمناضل المؤتمري الصلب الجسور/ صادق بن امين ابوراس وكافة تكويناته وقواعده وجماهيره المنتشرة في كافة انحاء الوطن لقادرة على تجاوز الصعاب ومواصلة المشوار مستمدة قوتها وصلابتها من فكر المؤتمر الذي يمثل الهوية اليمنية بإرثها الحضاري وتنوعها الثقافي.
|