الميثاق نت -

الإثنين, 16-سبتمبر-2019
عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
يبلغ الجرح مداه فى الجسد اليمني ويعمل الساسة فيه على تحريك الخوف فى عقلنة منزوعة تشاطر الإحتمال الكبير والتدريجي نحو القاع الذي يجر التبعية لتبقى الجغرافيا مربعات ترابية ومائية تعيش فيه التماسيح لتبدأ فى النهش كلما سنحت لها الفرصة وفى لحظة غيبوبة واعياء وتشظي يمني يبحث عن أجوبة ضائعة وهي فى متناول يده لو امتلك البصيرة لكنها فى خضم ذلك أصبحت مفقودة بفعل الاغواء والهروب من الوطن الذي بدأ فى عيون أبنائه غريباً لا يشبههم فى انعطافة خطيرة نحو المعنى الذي يمكن أن يكون وهو المعنى الحقيقى لانتمائهم إليه، لا انتماء‮ ‬آخر‮ ‬والذي‮ ‬أصبح‮ ‬المحتل‮ ‬جزءا‮ ‬من‮ ‬وطن‮ ‬يحميه‮ ‬ويعيد‮ ‬الشرعية‮ ‬ويدافع‮ ‬عن‮ ‬حدوده‮ ‬ومياهه‮..‬

لم يحدث فى التاريخ ذلك أو بأن يعطي التمساح الأمان لأحد إلا إذا كان من فصيلته وهكذا كان المستعمر الغازي عبر التاريخ الانساني للبلدان التى استعمرها لا يعيش إلا على ضياعها ويبددد رماد أحلامها ويسعى لكي تندثر أمجاد وتلاشي رموز ومفكري الأوطان الذين هم مفخرة يعطون‮ ‬القوة‮ ‬الروحية‮ ‬والهام‮ ‬للأجيال‮ ‬القادمة‮ ‬وما‮ ‬يحدث‮ ‬فى‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬استراتيجية‮ ‬يقوم‮ ‬بها‮ ‬تحالف‮ ‬الحرب‮ ‬تصب‮ ‬فى‮ ‬هذاالمنحى‮ ‬من‮ ‬مسح‮ ‬ذلك‮ ‬كله‮ ‬فى‮ ‬ظل‮ ‬خطاب‮ ‬مضلل‮ ‬تحت‮ ‬عناوين‮ ‬براقة‮ ‬مثل‮ ‬الاخوة‮ ‬والجوار‮...‬الخ‮.‬

فى الوقت الذي تعمل هذه الأدوات اصلاً على خلق واقع مغاير نحو احياء المشاريع الصغيرة وتبني الرؤى الأحادية وتعميق الانقسام الداخلي وتمويل جيوب ومليشيات محلية تابعه لها - ينظر هؤلاء لليمن على أنه تحدي مستقبلى لهم اذا امتلك قراره السيادي واستخرج ثرواته علاوة على موقعه الاستراتيجى المهم وهي نظرة قاصرة لأن قوة اليمن يمثل قوة وسند لهم لذلك يعمل هؤلاء أيضا كأداوت لإسرائيل وأمريكا والذين يشتركون فى نفس الهدف على إطالة أمد الحرب فيه ليبقى ضعيفاً ويسهل عليهم ابتلاعه وهذا لم يعد خافيا على أحد فى لحظة فارقة وقاتلة يعزف البعض‮ ‬عن‮ ‬الشعور‮ ‬بذلك‮ ‬ويمضى‮ ‬نحو‮ ‬اقتلاع‮ ‬نفسه‮ ‬وينضم‮ ‬لذاكرة‮ ‬متفحمة‮ ‬ويفترش‮ ‬الذل‮ ‬ووطنه‮ ‬عزيز‮ ‬يشاركهم‮ ‬نخبهم‮ ‬فى‮ ‬وطن‮ ‬مسجى‮ ‬ينهش‮ ‬الطارئون‮ ‬والقتلة‮ ‬فى‮ ‬التناوب‮ ‬على‮ ‬قضمه‮..‬

إنه تطور خطير حين يكون الوطن فى الرف يراهنون على بيعه حال أن دفع أحدهم أكثر.. انه اقتلاع من الجذور يستلزم التأمل لذلك من أن النخب السياسية في هذا الانحراف والجرم التاريخى يواصلون التناوب على إتيانه وبلباس وطني أحيانا ولعل التاريخ يستحضر لنا بعض هذه الصور والمواقف‮ ‬فى‮ ‬وصف‮ ‬أحدهم‮ ‬التراب‮ ‬الوطني‮ ‬انه‮ ‬مجرد‮ ‬حفنة‮ ‬تراب‮ ‬هكذا‮ ‬يرونه‮ ‬للأسف‮ ‬يبقى‮ ‬ذلك‮ ‬الشيء‮ ‬مقرون‮ ‬بذاكرة‮ ‬ملتبسة‮ ‬مهينة‮ ‬تبعث‮ ‬عن‮ ‬التقزز‮ ‬ليبقى‮ ‬الأبطال‮ ‬يعيشون‮ ‬دائما‮ ‬فى‮ ‬وجدان‮ ‬شعوبهم‮ ‬صور‮ ‬ناصعة‮..‬

يا‮ ‬هؤلاء‮ ‬التاريخ‮ ‬لا‮ ‬يرحم‮ ‬والوطن‮ ‬باقٍ‮ ‬ونحن‮ ‬زائلون‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56671.htm