الميثاق نت -

الثلاثاء, 01-أكتوبر-2019
طه‮ ‬العامري‮ ‬ -
الدين‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يحقق‮ ‬العدل‮ ‬بين‮ ‬أتباعه‮ ‬ولا‮ ‬يعزز‮ ‬قيم‮ ‬المحبة‮ ‬والتراحم‮ ‬والعيش‮ ‬المشترك‮ ‬لا‮ ‬جدوى‮ ‬منه‮ ..‬
الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وأمر الملائكة بأن يسجدوا له وسخر لأجله كل مخلوقاته وانزل القوانين والنواميس التي تنظم حياته وبعث بالانبياء والرسل من أجل تحقيق هذه الغاية ، ومع ذلك نرى الظلم يتجاوز ما كان سائدا قبل نزول قوانين وتشريعات السماء وقبل أن يبعث الله‮ ‬رسله‮ ‬وانبياءه‮..‬؟‮!‬
يتهافت‮ ‬الناس‮ ‬على‮ ‬بناء‮ ‬المساجد‮ ‬والتبرع‮ ‬بالاراضي‮ ‬لبناء‮ ‬المساجد‮ ‬وايقاف‮ ‬اراضٍ‮ ‬لخدمة‮ ‬المساجد‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬الصلاة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تنهى‮ ‬عن‮ ‬الفحشاء‮ ‬والمنكر‮ ‬لا‮ ‬جدوى‮ ‬منها‮ ..!!‬
يتكاثر‮ ‬الفقراء‮ ‬والمحتاجون‮ ‬والمعوزون‮ ‬في‮ ‬البلدان‮ ‬التي‮ ‬تتمسك‮ ‬حد‮ ‬التطرف‮ ‬بالدين‮ ‬؟‮!!‬
تكثر‮ ‬الجرائم‮ ‬والموبقات‮ ‬والانحرافات‮ ‬في‮ ‬المجتمعات‮ ‬التي‮ ‬تزعم‮ ‬أنها‮ ‬متدينة‮ ‬؟‮!!‬
يكثر‮ ‬الظلم‮ ‬والقهر‮ ‬في‮ ‬المجتمعات‮ ‬الاكثر‮ ‬زعما‮ ‬وتشددا‮ ‬بالدين‮ ..‬؟‮!!‬
لا يمكن القول إن الخلل في الأديان ولكن الخلل في المتدينين الذين اتخذوا من الدين والتدين وسيلة لتحقيق مآربهم الخاصة من خلال استبداد الناس وحكمهم والتحكم بحياتهم باسم الدين مستغلين ايضا مشاعر التدين عند البسطاء وتحويلهم إلى مجرد قطعان من العبيد ، هؤلاء الذين‮ ‬يزعمون‮ ‬التدين‮ ‬ويغالون‮ ‬ظاهرا‮ ‬بتدينهم‮ ‬حد‮ ‬التعصب‮ ‬هم‮ ‬ألد‮ ‬أعداء‮ ‬الأديان‮ ‬وألد‮ ‬الأعداء‮ ‬لكل‮ ‬ما‮ ‬أنزله‮ ‬الله‮ ‬وأمر‮ ‬به‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬الانبياء‮ ‬والرسل‮ ..!!‬
حين نقرأ كتاب الله (القرآن الكريم) نجد عظمة الدين ورحمة الله وعدالته .. ولكن حين نشاهد تصرفات وسلوكيات من نصبوا أنفسهم وكلاء عن الله في الارض وأوصياء على دينه نرى الظلم والقهر والغطرسة وغياب كل صور ومظاهر الرحمة والتراحم ، هؤلاء الذين إن أنفقوا ، أنفقوا رياء‮ ‬للناس‮ ‬،‮ ‬وإن‮ ‬تعاونوا‮ ‬فمن‮ ‬أجل‮ ‬الشهرة‮ ‬والوجاهة‮ ‬،‮ ‬وان‮ ‬تراحموا‮ ‬فمن‮ ‬أجل‮ ‬أن‮ ‬يقال‮ ‬عنهم‮ ‬رحماء‮ ..‬؟‮!‬
ان المجتمعات التي تزعم تدينها ويكثر فيه الفقراء والمتسولون والمحتاجون والمقهورون تكون كاذبة الف مرة لو زعمت أنها متدينة أو تنتمي لدين الله ، هناك مجتمعات تدين (بالوثنية ) ولكن فيها مظاهر العدل والتكافل اكثر الف مرة من مجتمعات تزعم انتسابها لدين الله..؟!!
هناك حيث (الوثنية) للإنسان مكانة وكرامة وحقوق وعليه واجبات ايضا يؤديها بكل أمانة وإتقان ومحبة ..بعكس ما يحدث في المجتمعات التي تزعم التدين ، فمن ننعتهم باليهود والنصاري والوثنيين والملحدين نراهم اليوم أكثر تقدما من المجتمعات التي تزعم تدينها وايمانها بالله سبحانه وتعالى، والملحدون الذين نصفهم بـ(النجسين) نراهم اكثر نظافة من أولئك الذين يزعمون التدين، إذ نجد عند الملحدين والمشركين التكافل والتكامل ووحدة الصف والترابط، كما نجد شوارعهم نظيفة، وملابسهم نظيفة وان كانت تعكس وتجسد ثقافتهم، ونرى قوانينهم صارمة واحترامهم لحقوق بعضهم ولقوانينهم وتشريعاتهم وانظمتهم ، هناك حيث يمر المواطن فيهم عند منتصف الليل والشوارع خالية لكنه يقف احتراما لإشارة المرور إن كانت حمراء وينتظرها حتى تضيئ الخضراء فينطلق.. فيما نحن نقطع الإشارة في ذروة الزحمة ونعمل الإشارة فقط لكي يقال إننا‮ ‬متطورون‮ ‬أو‮ ‬نجني‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬ثروة‮ ‬حين‮ ‬يقطعها‮ ‬مواطن‮ ‬مغلوب‮ ‬على‮ ‬امره‮ ‬كان‮ ‬يقود‮ ‬سيارته‮ ‬وهو‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬سرحان‮ ‬أو‮ ‬مهموم‮..!!‬
لا‮ ‬ادري‮ ‬علامَ‮ ‬نتفاخر‮ ‬ونتباهي‮ ‬ونحن‮ ‬أسوأ‮ ‬من‮ ‬قبائل‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الإسلام‮ ..‬ثم‮ ‬يقال‮ ‬لك‮ ‬مسلمون‮ ‬؟‮ ‬فأي‮ ‬إسلام‮ ‬هذا‮ ‬الذي‮ ‬يزعمون‮ ..‬؟‮!!‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 05:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56779.htm