الميثاق نت -

الأحد, 27-أكتوبر-2019
عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
‮ ‬قبل‮ ‬أيام‮ ‬كانت‮ ‬إحدى‮ ‬الفتيات‮ ‬على‮ ‬موعد‮ ‬مع‮ ‬الموت‮ ‬فى‮ ‬شارع‮ ‬الستين‮ ‬بالعاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬إثر‮ ‬حادث‮ ‬مروري‮ ‬مؤسف‮ ‬اودى‮ ‬بحياتها‮ ‬وهى‮ ‬ذو‮ ‬السابعة‮ ‬عشر‮ ‬ربيعا‮ ‬كانت‮ ‬تمني‮ ‬نفسها‮ ‬بمستقبل‮ ‬وأحلام‮ ‬تريد‮ ‬تحقيقها‮..‬
الصدمة‮ ‬كانت‮ ‬كبيرة‮ ‬على‮ ‬أسرة‮ ‬الفتاة‮ ‬خصوصا‮ ‬الأم‮ ‬التى‮ ‬غادرت‮ ‬صنعاء‮ ‬إلى‮ ‬مكان‮ ‬آخر‮ ‬لانها‮ ‬كما‮ ‬تقول‮ ‬ترى‮ ‬ابنتها‮ ‬فى‮ ‬زوايا‮ ‬البيت‮ ‬وتسمع‮ ‬صوتها‮ ‬وضحكاتها‮.. ‬الأم‮ ‬المكلومة‮ ‬دخلت‮ ‬فى‮ ‬حالة‮ ‬نفسية‮ ‬صعبة‮..‬
الفتاة الطموحة كما يصفها ذووها أدمت قلوبهم وما زالوا لم يفيقوا من هول الفاجعة مما جرى كل ذلك يجري نتيجة الاستهانة بأرواح الناس من قبل البعض الذين يسلمون ابناءهم المراهقين وصغار السن المركبات ليقودوها.. مخالفين بذلك أبسط قواعد المرور فى السير بل وتجد البعض يركب‮ ‬بجانب‮ ‬طفله‮ ‬المراهق‮ ‬متباهيا‮ ‬به‮ ‬غير‮ ‬آبه‮ ‬بما‮ ‬قد‮ ‬يسببه‮ ‬هذا‮ ‬السلوك‮ ‬الخاطئ‮ ‬للآخرين‮..‬
الحادث الذى وقع أمام وزارة الخارجية كان نتيجة السرعة الزائدة وعكس خط السير، وكم هى شوارعنا التى يتم فيها ذلك دون أن تكلف الجهات المختصة وضع حدٍ لها.. الأمر الذي سبب الكثير من الحوادث المؤسفة وراح ضحيتها أبرياء..!!
كان‮ ‬من‮ ‬الممكن‮ ‬تفادي‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الحوادث‮ ‬لو‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬نظام‮ ‬مروري‮ ‬يتم‮ ‬تطبيقه‮ ‬بصرامة‮..‬
لوكان‮ ‬هذا‮ ‬الحادث‮ ‬وغيره‮ ‬من‮ ‬الحوادث‮ ‬حدث‮ ‬فى‮ ‬دولة‮ ‬أخرى‮ ‬لأحدث‮ ‬ضجة‮ ‬كبيرة‮ ‬بل‮ ‬وقدمت‮ ‬الحكومة‮ ‬استقالتها‮ ‬لكن‮ ‬للأسف‮ ‬الإنسان‮ ‬لدينا‮ ‬ليس‮ ‬له‮ ‬قيمة‮..‬
قرات قبل فترة أن السويديين خرجوا فى مظاهرة فى أحد الأحياء والسبب أن قطة دهست عن طريق الخطأ وماتت مطالبين حكومتهم بالتحقيق فى ذلك وضبط المسؤول عن هذا العمل الذى اعتبروه جريمة لا يمكن السكوت عنها ولأنها أيضا خارجة عن قيمهم...
لا ادري كيف يمكن أن يفسر المرء ذلك فى الوقت الذي يحثنا ديننا الإسلامي على عدم أزهاق النفس التى حرمها الله إلا بالحق وصونها وجعل هدم الكعبة حجرا حجرا أهون من إراقة دم مسلم بل وان إمرأة دخلت النار بسبب هرة..
أين‮ ‬نحن‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬يا‮ ‬ترى‮ ‬لماذا‮ ‬لا‮ ‬يتم‮ ‬تفعيل‮ ‬القانون‮ ‬وضبط‮ ‬هؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬يسرحون‮ ‬ويمرحون‮ ‬فى‮ ‬شوارعنا‮ ‬دون‮ ‬الاعتبار‮ ‬لحياة‮ ‬الناس‮.. ‬
هناك‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الحوادث‮ ‬وقعت‮ ‬وذهبت‮ ‬أرواح‮ ‬بريئة‮ ‬نتيجتها‮ ‬ادخلت‮ ‬الأحزان‮ ‬والألم‮ ‬لحياتنا‮ ‬فمتى‮ ‬يا‮ ‬تري‮ ‬نتحرك‮ ‬ونعلي‮ ‬من‮ ‬شأن‮ ‬القانون؟‮!..‬
أخيرا نتمنى من الإدارة العامة للمرور أن تعيد نشاطها الذي كان سابقاً مقدرين الجهود التى يبذلها رجال المرور خصوصا ونحن فى هذه الظرورف الاستثنائية وان تكون هذه القضية محل اهتمام ومعالجة قبل أن نفقد المزيد من الأرواح.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56955.htm