الميثاق نت -

الأحد, 27-أكتوبر-2019
أحمد‮ ‬الكبسي -
قبل‮ ‬الخوض‮ ‬بالتفصيل‮ ‬في‮ ‬صفقة‮ ‬تبادل‮ ‬الأسرى‮ ‬التي‮ ‬تم‮ ‬فيها‮ ‬الإفراج‮ ‬عن‮ ‬متهمين‮ ‬بتفجير‮ ‬مسجد‮ ‬دار‮ ‬الرئاسة‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬تم‮ ‬الإفراج‮ ‬عنهم‮ ‬رغم‮ ‬صدور‮ ‬أحكام‮ ‬بحقهم‮ ‬ضمن‮ ‬صفقات‮ ‬مشابهة‮ ‬ومشبوهة‮.‬
هذا‮ ‬المقال‮ ‬التحليلي‮ ‬سأضمن‮ ‬فيه‮ ‬رأيي‮ ‬الشخصي‮ ‬والسياسي‮ ‬والوطني،‮ ‬لكن‮ ‬قبل‮ ‬ذلك‮ ‬دعوني‮ ‬استعرض‮ ‬لكم‮ ‬بعض‮ ‬النقاط‮ ‬التي‮ ‬وردت‮ ‬كأخبار‮ ‬رسمية‮ ‬مرتبطة‮ ‬ببعضها‮ ‬وستوصلكم‮ ‬سريعا‮ ‬إلى‮ ‬بعض‮ ‬الحقائق‮.. ‬

سنبدأ‮ ‬من‮ ‬آخر‮ ‬الأخبار‮ ‬
لجنة‮ ‬الاسرى‮: ‬استشهاد‮ ‬3‮ ‬أسرى‮ ‬للجيش‮ ‬واللجان‮ ‬تحت‮ ‬التعذيب‮ ‬بسجون‮ ‬المرتزقة‮ ‬بمأرب‮.. ‬10‮/‬2019
رئيس‮ ‬لجنة‮ ‬شؤون‮ ‬الأسرى‮:‬تحرير‮ ‬19أسيرًا‮ ‬من‮ ‬الجيش‮ ‬واللجان‮ ‬بعملية‮ ‬تبادل‮ ‬بوساطة‮ ‬محلية‮ ‬في‮ ‬جبهة‮ ‬مارب‮.. ‬10‮/‬2019
كشف‮ ‬رئيس‮ ‬لجنة‮ ‬شؤون‮ ‬الأسرى‮ : ‬أن‮ ‬كشوفات‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬تضمنت‮ ‬111‮ ‬اسماً‮ ‬لعناصر‮ ‬من‮ ‬القاعدة‮ ‬وداعش‮ ‬و47‮ ‬اسماً‮ ‬لأشخاص‮ ‬موقوفين‮ ‬على‮ ‬ذمة‮ ‬قضايا‮ ‬جنائية‮ ‬وأخلاقية‮.. ‬12‮/‬2018

التحليل
يتضح أن موقف الوفد الوطني المفاوض إلى استوكهولم ولجنة شؤون الأسرى كان واضحا وصريحا وهو رفض إدراج أي أسماء من المتهمين بقضايا حتى أخلاقية ضمن صفقات تبادل للأسرى وهذا موقف مبدئي استحق عليه وفدنا الوطني ولجنة الأسرى كل التقدير والاحترام من الداخل والخارج وحتى‮ ‬الخصوم‮ ‬فما‮ ‬الذي‮ ‬تغير‮ ‬وكيف‮ ‬تمت‮ ‬صفقة‮ ‬تبادل‮ ‬بإخراج‮ ‬متهمين‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬وصفت‮ ‬وطنيا‮ ‬ودوليا‮ ‬بالإرهابية‮ ‬مقابل‮ ‬تحرير‮ ‬19‮ ‬أسيراً‮ ‬بينهم‮ ‬ثلاثة‮ ‬أسرى‮ ‬استشهدوا‮ ‬تحت‮ ‬التعذيب؟‮!‬
لقد ذكر لي أحد المسؤولين في صنعاء الذين لهم دور في وساطات تبادل أنه تفاجأ غير مرة بالإفراج عن أسرى مقابل المال كانوا ضمن صفقات محلية تم إفشالها تحت حجة أن أولئك الذين أفرج عنهم بصفقات مشبوهة هم اصلا إرهابيون وقيادات في القاعدة وداعش وفجأة تم إطلاق سراحهم ليس‮ ‬ضمن‮ ‬صفقات‮ ‬تبادل‮ ‬بل‮ ‬ضمن‮ ‬صفقات‮ ‬مشبوهة‮ ‬تكررت‮.‬
نتذكر جميعا الإفراج عن المرقشي الذي صدر بحقه حكم الإعدام لارتكابه جريمة قتل في قضية جنائية وليست سياسية استغلها بعض الإنتهازيين ليطلقوا عليه بعميد الأسرى الجنوبيين ويتم الإفراج عنه ضمن صفقة لتبادل الأسرى وبعد الضغط على أولياء دم المجني عليه من آل المصري الذين‮ ‬لم‮ ‬يجدوا‮ ‬أمامهم‮ ‬سوى‮ ‬خيار‮ ‬تحرير‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬أربعين‮ ‬أسيرا‮ ‬من‮ ‬المجاهدين‮ ‬مقابل‮ ‬الافراح‮ ‬عن‮ ‬قاتل‮ ‬ابنهم‮ ‬واحتساب‮ ‬أمرهم‮ ‬إلى‮ ‬الله‮.‬

أبرز‮ ‬تداعيات‮ ‬الإفراج‮ ‬عن‮ ‬متهمين‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬مسجد‮ ‬دار‮ ‬الرئاسة‮ ‬
1‮/ ‬الترحيب‮ ‬من‮ ‬وسائل‮ ‬إعلام‮ ‬الإصلاح‮ ‬وقياداته‮ ‬بافراج‮ (‬المليشيات‮ ‬الحوثية‮) ‬عن‮ ‬قيادات‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالثورة‮ ‬الشبابية‮ ‬ضمن‮ ‬صفقة‮ ‬لتبادل‮ ‬الأسرى‮ ‬القياديين‮ ‬من‮ ‬جماعة‮ ‬الحوثي‭.‬
2‮/ ‬أنصار‮ ‬الله‮: ‬إدانة‮ ‬تعذيب‮ ‬وقتل‮ ‬الأسرى‮ ‬ومطبخ‮ ‬آخر‮ ‬وهو‮ ‬الأهم‮ ‬مهاجمة‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬يدين‮ ‬هذه‮ ‬الصفقة‭.‬
3‮/‬المؤتمر‮ ‬يجمد‮ ‬أعماله‮ ‬في‮ ‬الرئاسة‮ ‬ومجالس‮ ‬النواب‮ ‬والشورى‮ ‬والوزراء‮.‬
الرأي‮ ‬
شخصيا ودفاعاً عن الحقيقة والمبادئ فإن كل القيم لاتسمح لي بتبرير أي فعل فوق القانون والسلطة القضائية فالأسير والجريح والشهيد ضحوا بأنفسهم من أجل إعلاء مبادىء العدالة والحرية والكرامة ولايتحقق ذالك الا باحترام القانون كان الأولى بمن أفرج عن متهمين بقضايا جنائية تفعيل دور الأجهزة القضائية والتسريع بالقضايا العالقة والحكم للمتهمين إما بالبراءة أو الإدانة وليدرك الجميع أن التأسيس لدولة يحترم فيها النظام والقانون هو مطلب كل الشعب وأن انتزاع أي حق لخصومنا ولو من انفسنا هو أسمى وأرقى صور العدل الذي لا يستقر الحكم إلا‮ ‬به‮ ‬،وحتى‮ ‬لانبرر‮ ‬لهكذا‮ ‬فعل‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬مسوغاته‮ ‬لنجد‮ ‬أن‮ ‬غريمنا‮ ‬يوماً‮ ‬ما‮ ‬أطلق‮ ‬بصفقات‮ ‬مشبوهة‮.‬
سياسياً اجد الموقف الذي اتخذته قيادة المؤتمر جيد فهي بذلك تؤسس لشراكة حقيقية لاترتضي فيها الالتفاف على القانون والدستور والأجهزة القضائية كما من حقها الاعتراض على صفقات مشبوهة فالجربمة لم تستهدف رئيس الدولة حينها فقط بل هدفت إلى إسقاط الدولة كما أن ابوراس والراعي وغيرهما من قيادات المؤتمر اليوم هم جرحى وضحايا لتلك العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجد دار الرئاسة في يونيو عام 2011م ومن حقهم أن يتمسكوا بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة كما من حق الشعب اليمني ان يحظى بالعدالة بعد زمن من التدخلات في شؤون‮ ‬القضاء‮ ‬ومن‮ ‬المعيب‮ ‬تكرار‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬من‮ ‬أي‮ ‬سلطة‮ ‬تدعي‮ ‬أنها‮ ‬تسعى‮ ‬للعدل‮ ‬والمساواة‮ ‬واحترام‮ ‬القانون‮.‬
وطنياً لقد تمت عملية التبادل ولم يجد الأنصار سوى الاستغلال والاحتقار من إعلام الإصلاح لهذه العملية أما المؤتمر فإن قرار تجميد المشاركة في كل من الرئاسة والحكومة والبرلمان والشورى وان كان نتيجة احتقان سابق فهو لايبرر ردة الفعل الحادة رغم اني كنت اتمنى من الزعيم صالح أن يتخذ نفس هكذا خطوة بدلا من الانفجار وإعلان انتفاضة ضد شركاء في مواجهة العدوان كما أني كنت سأقول للزعيم ما أقوله اليوم للشيخ صادق بن أمين ابوراس نصيحتي اكتفِ بتجميد عمل الكتلة الوزارية لتعرف على الأقل من سيلتزم بالقرار ولتعرف الذين حرضوا ودفعوا بالزعيم ليقول ماقاله وبعد أحداث ديسمبر الأسود عادوا إلى وزاراتهم وكأن شيئاً لم يكن.. اقول لرئيس وقيادة المؤتمر من حقكم الاعتراض لكن واجبكم يحتم الوقوف بمسؤولية لمعالجة المشاكل الداخلية من الإقصاء وحملات التحريض...الخ بعقلانية ووطنية.
‮#‬المؤامرة‭_‬اكبر‭_‬من‭_‬خلافاتنا
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 03:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56968.htm