الميثاق نت -

الخميس, 07-نوفمبر-2019
عبدالجبار‮ ‬سعد‮ ‬ -
منذ أن فتحنا أعيننا ومداركنا على الثقافة الإسلامية ووقفنا على تاريخ الرسالة وسيرة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وعلى سيرة الخلفاء الراشدين وعلى مسالك الصحابة الأخيار والتابعين لهم بإحسان على طول القرون المتطاولة ، منذ ذلك الحين ونحن نمني أنفسنا‮ ‬بعودة‮ ‬الخلافة‮ ‬الراشدة‮ ‬التي‮ ‬بشر‮ ‬بها‮ ‬الرسول‮ ‬الأكرم‮ ‬عليه‮ ‬وعلى‮ ‬آله‮ ‬صلاة‮ ‬الله‮ ‬وسلامه‮ ‬حين‮ ‬قال‮ ‬في‮ ‬حديثه‮ ‬الصحيح‮ ‬قال‮ ‬رسول‮ ‬الله‮:‬
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬ثم‮ ‬يرفعها‮ ‬إذا‮ ‬شاء‮ ‬أن‮ ‬يرفعها‮ ‬ثم‮ ‬تكون‮ ‬خلافة‮ ‬على‮ ‬منهاج‮ ‬النبوة‮ ‬ثم‮ ‬سكت‮).‬
مرت السنون والعقود والملاحم ومعارك الحق والباطل التي عشناها ونحن نحلم وننتظر الفرج يأتي من إحدى هذه المنازلات ومن أي من هذه العواصم وعلى أيدي أي من أولئك الزعماء ولكن للأسف لم يحدث شيء ، لكننا لم نيأس ولم نفقد الأمل بتحقق الوعد العظيم مصداقا لقول الله جل وعلا‮: " ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬أرسل‮ ‬رسوله‮ ‬بالهدى‮ ‬ودين‮ ‬الحق‮ ‬ليظهره‮ ‬على‮ ‬الدين‮ ‬كله‮ ‬ولو‮ ‬كره‮ ‬المشركون‮ " ‬وكنا‮ ‬نترنم‮ ‬بالأشعار‮ ‬والأهازيج‮ ‬والوعود‮ ‬موقنين‮ ‬ولانزال‮.‬
‮** ‬
ظل هذا الحال حالنا حتى ظهر دعاة الخلافة المحدثون الأشرار بما يحملون من قلوب صخرية ومسالك دموية ونجاسة أصلية وبدأت دولهم اللقيطة تنشأ في مساحات من الأرض الإسلامية هنا وهناك ويتداعون ويتجمعون بها ويقتلون ويحرقون ويذبحون وبنكاح الجهاد يتناكحون ويحلون ويحرمون باسم‮ ‬الخلافة‮ ‬وباسم‮ ‬الإسلام‮ ‬وباسم‮ ‬الله‮ ‬حتى‮ ‬عفنا‮ ‬أنفسنا‮ ‬وخجلنا‮ ‬من‮ ‬تاريخنا‮ ‬ومن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬وشكّكونا‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الحقائق‮ ‬وبدأت‮ ‬أصواتنا‮ ‬تخفت‮ ‬وبدأنا‮ ‬نضع‮ ‬أكفنا‮ ‬على‮ ‬قلوبنا‮ ‬ونقول‮ ‬ياربنا‮ ‬سلم‮ ‬سلم‮ .‬
نعم لقد فعل بنا الأعداء من خلال هذه الشخصيات الرذيلة وتلك الوحوش البشرية وفعلوا بالإسلام ما لم تفعله كل مؤامراتهم وحروبهم وغزواتهم عبر التاريخ ونحن نعلم أنه لم يكن أمامهم لمواجهة الإسلام وانتشاره وظهوره غير هذا .. هكذا هم قالوا وهكذا نحن فهمناهم .
وحين أصبح كل ذلك عبئاً على الأعداء قبل البشرية جمعاء بدأوا يقلصون من مساحة وجودهم وتأثيرهم لا ندري إلى أي حد سيفعلون ذلك ولكنا سنستبشر خيراً بذلك وندعو الله وعده الذي لن يتخلف أنه قريب مجيب وقادر قاهر .
ولكن‮ ‬كم‮ ‬نحتاج‮ ‬من‮ ‬الوقت‮ ‬والجهد‮ ‬يا‮ ‬تُرى‮ ‬لنزيل‮ ‬من‮ ‬عقول‮ ‬المسلمين‮ ‬وغير‮ ‬المسلمين‮ ‬آثار‮ ‬ما‮ ‬أحدثوه‮ ‬على‮ ‬الوعي‮ ‬الجماعي‮ ‬الكوني‮ ‬بحقائق‮ ‬الإسلام‮ ‬والمسلمين‮ ‬؟

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57025.htm