الميثاق نت -

الإثنين, 02-ديسمبر-2019
د‮. ‬أحمد‮ ‬محمد‮ ‬يفاعة -
تهل علينا بعد ايام قليلة الذكرى الـ52 لعيد الاستقلال المجيد، ذكرى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن الغالي في الـ30 من نوفمبر 1967م. وتكمن أهمية هذه الذكرى في التوقيت والاحداث التي يمر بها وطننا اليمني الجريح، وفي ظل احداث ومجريات يهدف من خلالها الاستعمار والمستعمر وعبر ادواته الحديثه المحسنة والمطورة من اعادة عقارب الساعة الى الوراء، أي اعادة الخارطة - الارض والانسان الى ماقبل الـ30 من نوفمبر، وبفعل سياسة التجهيل والتضليل والتغرير ونشر الفرقة وثقافة الكراهية بين ابناء وطن الـ22 من مايو 1990م. التي انتهجتها قوى الاستعمار ودشنتها منذ اكثر من عقد ونيف من الزمن ومن ثم اسثثمار نتائج هذا الواقع الذي انتجته جهودها الخبيثة - سياسيا واجتماعيا وثقافيا - وخلقته كما اشرنا مطامع القوى الدولية والاقليمية ونفذتها ادواتها المحلية.
إن سياسة فرق تسد الاستعمارية القديمة الحديثة تم اعادة تفعيلها وصياغتها بشكل ممنهج ومدروس، مختلف في الاسلوب لا المحتوى، ومع هذا نجد الكثير من نخبنا السياسية تهافتت، ومازالت، على خدمة الاجندة والمطامع الاستعمارية بكل اخلاص وتفاني غير آبهة بالوطن ومصالحة ومتجردة‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬القيم‮ ‬والمبادئ‮ ‬وغير‮ ‬ومدركة‮ ‬للابعاد‮ ‬والنتائج‮. ‬
ان‮ ‬دلالات‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬التاريخي‮ ‬العظيم‮ ‬والخالد‮ ‬لتؤكد‮ ‬لنا‮ ‬ان‮ ‬الاستقلال‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬ليتم‮ ‬الا‮ ‬بتوحد‮ ‬ارادة‮ ‬وفكر‮ ‬وثقافة‮ ‬وطموح‮ ‬الانسان‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬صعدة‮ ‬شمالا‮ ‬حتى‮ ‬عدن‮ ‬جنوبا،‮ ‬ومن‮ ‬ميدي‮ ‬غربا‮ ‬حتى‮ ‬المهرة‮ ‬شرقا‮. ‬
لقد هزم الانسان اليمني اقوى واعتى امبراطورية استعمارية في العالم آنذاك، وحقق آماله وطموحاته المشروعه من خلال ثورتي الـ26 من سبتمبر 1962م والـ14 من اكتوبر 1963م، وتوج كل نضالاته في نيل الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م، واتمها في الـ22 من مايو 1990م.
ان القراءه التاريخية للاحداث البعيدة والقريبة التي مرت بها بلادنا الحبيبة تؤكد لنا انه لانصر على الاعداء ولا انتصار للارادة اليمنية الخالصة لاتتحقق الا باستشعار المسئولية الوطنية والتجرد الاناني عن كل المصالح الضيقة سواء أكانت فئوية او مذهبية او سلالية او‮ ‬مناطقية‮ ‬او‮ ‬حزبية،‮ ‬وليس‮ ‬لليمنيين‮ ‬من‮ ‬خيار‮ ‬سوى‮ ‬التصالح‮ ‬والتسامح‮ ‬والتسامي‮ ‬فوق‮ ‬الجراح‮ ‬ووضع‮ ‬الوطن‮ ‬ومصالحه‮ ‬فوق‮ ‬كل‮ ‬الاعتبارات،‮ ‬وحينها‮ ‬سنهزم‮ ‬كل‮ ‬الاطماع‮ ‬والمشاريع‮ ‬مهما‮ ‬كان‮ ‬مصدرها‮ ‬أو‮ ‬حجمها‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 08:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57221.htm