الميثاق نت -

الإثنين, 02-ديسمبر-2019
محمد‮ ‬صالح‮ ‬حاتم -
وشعبنا اليمني العظيم، يحتفل بالذكرى الخمسين (اليوبيل الذهبي) ،لعيد الجلاء ذكرى الاستقلال وطرد آخر جندي بريطاني من أرض اليمن الحبيب في 30من نوفمبر 1967م ، وما بتنا نسمعه عن هذه الثورة من ألفاظ ومسميات مغلوطة، كان لزاما علينا ان نقف لنوضح الفرق بين لفظ ومسمى‮ (‬الجلاء‮ ‬والاستقلال‮) ‬من‮ ‬الناحية‮ ‬اللغوية‮ ‬،‮ ‬والمصطلحات‮ ‬السياسية‮.‬
لغوياً‮:‬
الجلاء‮: ‬الأمر‮ ‬البين‮ ‬والواضح‮ .‬
والجلاءُ‮: ‬الشهود‮ ‬والبينة‮ ‬في‮ ‬المحاكمة‮.‬
واستقل‮ ‬معناه‮ ‬الاستقلال‮ ‬بالرأي‮ : ‬والاستبدادية‮ ‬وعدم‮ ‬مشاركة‮ ‬الناس‮ ‬الآخرين‮ ‬فيه‮.‬
استقل‮ ‬البلد‮: ‬استكمل‮ ‬سيادته‮ ‬وانفرد‮ ‬بإدارة‮ ‬شؤونه‮ ‬الداخلية‮ ‬والخارجية‮ ‬،ولا‮ ‬يخضع‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬لرقابة‮ ‬دولة‮ ‬أخرى‮.‬
أما الفرق سياسياً كما وضحها قبل عدة سنوات الدكتور حسن مجلي الأستاذ في جامعة صنعاء آنذاك الجلاء يعني وجود قوات أجنبية على أرض دولة مستقلة وذات سيادة وشرعية دولية لحمايتها من مخاطر لا تستطيع مواجهتها اعتمادا على جيشها الوطني فقط ،وعندما لا تُعد هناك حاجة لهذه القوات ،فإن الدولة المستقلة وذات السيادة التي استعانت بقوات أجنبية لحماية بلدها من مخاطر مفترضة ،تطلب من الدولة الأجنبية المستعان بحمايتها إجلاء قواتها عن ارض الدولة الموجودة فيها ،بعد زوال أسباب ومبررات الاستعانة بهذه القوات، كما هو حادث الآن في سوريا عندما‮ ‬طلبت‮ ‬من‮ ‬روسيا‮ ‬مساعداتها‮ ‬في‮ ‬القضاء‮ ‬على‮ ‬داعش،‮ ‬والحركات‮ ‬الارهابية‮ ‬الأخرى‮.‬
أما الاستقلال فمعناه سياسياً: أن بلداً ما كان مستعمراً من قبل قوات اجنبية تابعة لدولة أخرى ،وانه نتيجة لهذا الاحتلال قام شعب ذلك البلد المحتل بمقاومة القوات المحتلة بواسطة الكفاح المسلح من قبل الثوار الوطنيين ،الذين يعبرون عن إرادة شعب البلد المحتل ،الأمر الذي يجبر الدولة الاستعمارية المحتلة على الاعتراف بالثوار كممثلين عن الشعب والتفاوض معهم بشأن مغادرة الوطن المحتل مع كافة قواتها ومعداتها العسكرية ومنح البلد الذي كان يقع تحت الاحتلال استقلالا والاعتراف بدولته المستقلة.
وذلك كما حدث في الشطر الجنوبي من اليمن سابقا عندما استمر الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حقبة من الزمن ،وهو ما جبر بريطانيا ان تغادر بقواتها أرض اليمن مرغمة مهزومة تحت ضربات المقاومة الوطنية ،التي انطلقت في 14 أكتوبر 1963م ،من جبال ردفان الأبية بقيادة‮ ‬المناضل‮ ‬الشهيد‮ ‬غالب‮ ‬بن‮ ‬راجح‮ ‬لبوزة‮ .‬
فعلينا‮ ‬ان‮ ‬ننتبه‮ ‬لهذه‮ ‬المسميات‮ ‬،وان‮ ‬لا‮ ‬نتساهل‮ ‬معها‮ ‬،وعلى‮ ‬إعلامنا‮ ‬الرسمي‮ ‬والسلطات‮ ‬الرسمية‮ ‬ان‮ ‬تعمم‮ ‬لفظ‮ ‬عيد‮ ‬الاستقلال‮ ‬،وان‮ ‬تلغى‮ ‬كلمة‮ ‬جلاء‮ .‬
حتى‮ ‬لا‮ ‬تضيع‮ ‬تضحيات‮ ‬ودماء‮ ‬شهداء‮ ‬ثورة‮ ‬اكتوبر‮ ‬بمجرد‮ ‬تغير‮ ‬في‮ ‬الألفاظ‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تخدم‮ ‬إلاّ‮ ‬الاستعمار‮ ‬وعملاءه‮.‬
وفي ظل ما يتعرض له اليمن اليوم من عدوان غاشم وظالم من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ومن ورائهم اسيادهم امريكا وبريطانيا واسرائيل ، والذي يحتل جزءاً غالياً من الوطن بدعوى تحريرها ،لزاما علينا اليوم ان تتوحد جهودنا لتحرير هذه المحافظات ،لأن من العار والخزي ان نحتفل بذكرى الـ 30من نوفمبر عيد الاستقلال، وهذه الارض تقبع تحت الاحتلال السعودي ،والاماراتي ، فيجب توجيه المعركة نحو تحرير هذه المحافظات ،وان نثور ثورة رجل واحد جيش ولجان وقبائل ،من جميع المحافظات فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعا‮ ‬شمالا‮ ‬وجنوبا‮ ‬شرقا‮ ‬وغربا‮.‬
فكما اشرقت شمس الحرية وتم طرد الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا ،لن يعجز شعبنا العظيم عن طرد اشباه الرجال من بعران الخليج ومرتزقتهم الجنجاويد من ارضنا الغالية ،فكما صنعنا شمس سبتمبر واكتوبر ونوفمبر سنصنع شمس التحرر قريبا جدا.
وعاش‮ ‬اليمن‮ ‬حراً‮ ‬أبياً‮.. ‬والخزي‮ ‬والعار‮ ‬للخونة‮ ‬والعملاء‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 05:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57222.htm