الميثاق نت -

الإثنين, 23-ديسمبر-2019
راسل‮ ‬القرشي -
لم‮ ‬يخفِ‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬مارتن‮ ‬غريفيث‮ ‬خلال‮ ‬زيارته‮ ‬الأخيرة‮ ‬إلى‮ ‬صنعاء‮ ‬الأسبوع‮ ‬الماضي‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬مؤشرات‮ ‬تهدد‮ ‬بانهيار‮ ‬اتفاق‮ ‬ستوكهولم‮ ‬بعد‮ ‬مرور‮ ‬عام‮ ‬على‮ ‬التوافق‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬السويد‮..‬
اعترف غريفيث -من خلال تقرير نشره عبر موقعه على شبكة الإنترنت- بفشله حتى الآن في إحراز أي تقدم ذي أهمية في تطبيق الاتفاق وهو ما يمثل معياراً يمكن من خلاله الحكم على المصير المترنح لاتفاق ستوكهولم..
واستعرض أيضاً ما اسماها بـ"الإنجازات" المحدودة في سبيل تنفيذ الاتفاق حيث أشار إلى أن الاتفاق جنب الحديدة حالة إنسانية كارثية وأن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 18 ديسمبر 2018م وفر بيئة أكثر أمانًا للمدنيين، فيما لم يتطرق إلى الخروقات التي لم تهدأ منذ‮ ‬بدء‮ ‬التنفيذ‮..‬
وكأنه لم يبق مع المبعوث الأممي ما يتحدث به عن اهميه هذا الاتفاق المترنح سوى انه جنب المدنيين في الحديدة كارثة اقتحامها، في حين ان الحديث كان يدور عند توقيع الاتفاق قبل عام أنه خطوة صوب حل سياسي شامل.. وفي هذا معنى ضمني يشير إلى. فشل ستوكهولم..
ذلك‮ ‬اهم‮ ‬ما‮ ‬تحقق‮ ‬من‮ "‬انجازات‮" ‬بحسب‮ ‬غريفيث‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬الواقع‮ ‬يكشف‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬تحدث‮ ‬عنه‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬الاستناد‮ ‬عليه‮ ‬للحكم‮ ‬بأن‮ ‬الاتفاق‮ ‬مازال‮ ‬قوياً‮ ‬وقابلاً‮ ‬للتنفيذ‮..!!‬
ما‮ ‬نشره‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬السياق‮ ‬لا‮ ‬يحمل‮ ‬أي‮ ‬بوادر‮ ‬أمل‮ ‬وإنما‮ ‬يدق‮ ‬ناقوس‮ ‬الخطر‮ ‬ويعد‮ ‬إنذاراً‮ ‬حقيقياً‮ ‬بانهيار‮ ‬الاتفاق‮ ‬وفشله‮..‬
كل ما قاله غريفيث وما كشف عنه من مؤشرات تنبئ بفشل اتفاق ستوكهولم تتحمل مسئوليته بدرجة رئيسية الأمم المتحدة وممثلها مارتن غريفيث الذي بقي طيلة العام الماضي من عمر الاتفاق يعزف على وتر الانجازات ويرسم الآمال العريضة على نجاحه ويتحدث في إحاطاته لمجلس الأمن عن‮ ‬انجازات‮ ‬ليس‮ ‬لها‮ ‬وجود‮ ‬على‮ ‬الإطلاق‮..!!‬
منذ البداية قلنا إن أي اتفاق يُبرم بين مختلف الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة لا بد أن تسبقه إجراءات فعلية على الميدان تثبت جدية الأمم المتحدة ومساعيها في توجهاتها نحو جمع الفرقاء والتأسيس للحلول الجادة والمسئولة وليس إلى التصعيد العسكري..
أما‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬انجازات‮ ‬لا‮ ‬وجود‮ ‬لها‮ ‬سوى‮ ‬في‮ ‬عقلية‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬وفي‮ ‬ظل‮ ‬عمل‮ ‬عسكري‮ ‬متواصل‮ ‬وحصار‮ ‬جائر‮ ‬فذلك‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬مثير‮ ‬للسخرية‮ ‬ولا‮ ‬هدف‮ ‬منه‮ ‬غير‮ ‬استمرار‮ ‬الصراع‮ ‬والمتاجرة‮ ‬بمعاناة‮ ‬اليمنيين‮..!!‬
المبعوث الأممي مارتن غريفيث كرر نفس الأخطاء والألاعيب التي كان يمارسها وينفذها سلفه السابق اسماعيل ولد الشيخ.. وظهر بعد عام من اتفاق ستوكهولم محبطاً ومتشائماً ويتحدث عن مؤشرات لفشل هذا الاتفاق.. وشر البلية ما يضحك..!!
بقي المبعوث الأممي غريفيث يدور في نفس الدائرة التي كان ولد الشيخ يدور حولها.. وبدا طيلة العام المنصرم يروج للمغالطات بهدف إطالة امد العدوان وتنفيذاً لتوجهات ورغبات قادة تحالف العدوان ليس إلا..!!
اكد‮ ‬المبعوث‮ ‬الأممي‮ ‬غريفيث‮ ‬اخفاقه‮ ‬وفشله‮ ‬واثبت‮ ‬انه‮ ‬لا‮ ‬يختلف‮ ‬عن‮ ‬ولد‮ ‬الشيخ‮ ‬في‮ ‬شيء‮ .. ‬وهاهو‮ ‬يعبر‮ ‬عن‮ ‬اخفاقه‮ ‬فيما‮ ‬تحدث‮ ‬عنه‮ ‬في‮ ‬تقريره‮ ‬سالف‮ ‬الذكر‮..‬
نعم ..الاتفاقات التي لا يتم إخراجها بشكل واضح يكون مآلها الفشل دائماً وهذا ما حذرنا منه بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق ستوكهولم .. كونها لم تشمل على آلية تطبيقية واضحة تقود للحل بل بقيت مبهمة وهو ما قاد إلى هذا الفشل بعد عام من الاتفاق..!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 12:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57316.htm