الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-فبراير-2020
محمد‮ ‬اللوزي -
ثمة وعي متقدم وعقل ناقد فاحص نراه اليوم في المجتمع الذي لم يعد يقبل بالكلام على علاته، ويؤمن بالخزعبلات والانقياد خلف قوى رجعية استغلت الديني بشراسة في جلب المنفعة، واقحمت الفتوى في مناطق الصراع والنفوذ الإمبريالي، وقدمت قرابين بشرية في هذا المنحى في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي. وأثرت ماليا بشكل مقزز، وانتجت التطرف والارهاب ليعم الأمة ويشكل استهدافا مباشرا للإسلام دين المحبة والتسامح والرحمة ويشوه المعنى الحقيقي للمسلم المسالم الداعي الى الخير والسلام.. اليوم ذات القوى تطل بقرنيها في معركة العملاقين الصيني والأمريكي وتحاول اقحام الأمة كلها عبر الديني في خوض حرب بالنيابة عن امريكا مع الصين. ولن تجد هذه القوى ذات الأصداء في السبعينيات والثمانينيات، هي اليوم أوهن من ذلك بكثير، الرجعية السعودية تتأرجح بين الانفتاح اللاقيمي والفتوى الدينية في الحرب الاقتصادية‮ ‬ومعها‮ ‬يتخبط‮ ‬شياطين‮ ‬فتواها،‮ ‬فيتعثرون‮ ‬حين‮ ‬يقعون‮ ‬في‮ ‬تناقضات‮ ‬رهيبة،‮ ‬تخرجهم‮ ‬عن‮ ‬كونهم‮ ‬حراس‮ ‬المعبد‮ ‬الى‮ ‬تصحر‮ ‬فكري‮ ‬ثقافي‮ ‬ديني‮ ‬يعطل‮ ‬المنفعة‮ ‬على‮ ‬اللحى‮ ‬الكثة‮ ‬والثوب‮ ‬القصير‮.‬
إن إغراق الاسلام زمنا غير قصير في الشكليات يتراجع اليوم بفعل تبلور وعي جديد، بفعل تعدد وسائل الاتصال الجماهيري.. اليوم صورة واحدة مؤثر على صفحة في تويتر أبلغ من خطيب جامع والشواهد كثيرة في هذا الجانب، العالم يتناغم مع الصورة يطلق احتجاجه على القهر، ويصرخ في وجه الظلاميين، صورة في السوشل ميديا لها حضورها الواسع الانتشار بما لايقارن مع مؤثرات صوتية لرجل يتخذ المنبر للخديعة. لقد عرف العالم رغم ضراوة الحملات الاعلامية على اليمن لحجب الحقيقة نقول لقد عرف فظاعة وبشاعة واجرام التحالف في استهداف الأبرياء وضحايا آلة الدمار الأمريكية الأمر الذي عجز عنه كل خطباء الجمعة في التمويه والمغالطات، ووجد من يدافع عن حقوق الانسان ومايتعرض له اليمني من قتل وتعذيب وتشريد في عقر دار البيت الأبيض. فهل يستفيق أولئك الذين اغرقوا العالم الاسلامي في براثن الجهل والتجهيل بفتاوى الكذب والخداع؟ وتدرك الرياض أنها لم تعد قبلة التدليس والمغالطات وصناعة الازمات والتآمر على الأمة ككيان عربي طالما استهدفت قواه الخيرة والفاعلة؟ هل يبحث علماء السلطان والمال عن حلول اخرى تجعلهم اكثر صدقاً بدلاً عن جني الاموال من دماء وشرور وآثام وتطرف أصاب الاسلام في مقتل؟ الواقع ان تحديات القادم تفرض نفسها في عالم ينبني اليوم على القدرة في صناعة الغد، واستشراف المستقبل، والنهوض كما التنين الصيني، وستنهض قوى اخرى وأمة اخرى في ذات المعنى، متمردة على الإمبريالية الكولونيالية، لانها تدرك اليوم فداحة استغلالها، وستبقى‮ ‬دول‮ ‬البترو‮ ‬دولار‮ ‬معرضة‮ ‬لهزات‮ ‬عميقة‮ ‬وربما‮ ‬اقتلاع‮ ‬عروش‮.‬
إن النضال في وجه صهاينة العرب بات حتميا تفرضه جملة من التحديات والوقائع، وسيكون للتنين الصيني ريادته لقبر نادي الاغنياء وستكون ماثلة وحاضرة في الذاكرة السياسية الصينية التجربة الافغانستانية ابان الحرب الباردة وسيتخطاها المناضلون من اجل رفض الهيمنة والوصاية‮ ‬عبر‮ ‬قوى‮ ‬رجعية‮ ‬تنتمي‮ ‬عمالة‮ ‬الى‮ ‬الاوروأمريكي،‮ ‬وقادم‮ ‬الأيام‮ ‬تكشف‮ ‬عن‮ ‬المخبأ‮ ‬والمستور‮ ‬والمسكوت‮ ‬عنه‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 04:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57596.htm