الميثاق نت -

الإثنين, 17-فبراير-2020
فؤاد‮ ‬الجنيد -
يوماً بعد آخر، تتكشف الحقائق بجلاء، وتسقط الأقنعة بهاوية صخب، عندها يؤمن مرتزقة العدوان أنهم في مشروعهم العقيم ليسوا سوى مجرد أدوات وبيادق في صفيح شطرنج خارجي، صفيح نصّب فيه العدوان نفسه ملكا ووزيرا يأكل ما يشاء من القطع في كل الاتجاهات، في الوقت الذي يتذرع أنه جاء لحمايتها؛ ويسعى لتمكينها ومنحها ما عجزت عنه بدونه، ومع ذلك لم تأخذ العبرة منذ نفوق القطعة الأولى. لم تنته اللعبة بعد، فما زال هناك قطع، ولا تزال كفوف الجمهور تصفق مستمتعة بغباء القطيع ومتسلية بتلك الدماء الحمراء التي تزيد اللعبة إثارة وتعجل من نهايتها‮.‬
قد تبدو صحوة متأخرة للغاية كما يصفها أصحابها المخدوعون، وقد يراها البعض الآخر براءة اختراع لعقول أنتجت عصارة من الفرز والتحليل، لكن الجميع تناسى أن تلك اللعبة مكشوفة منذ البداية، وأن أحرار اليمن المقارعين للعدوان وقفوا في صف الوطن منذ اللحظة الأولى بناء على‮ ‬إدراكهم‮ ‬تلك‮ ‬المخططات‮ ‬التي‮ ‬يفهمها‮ ‬الوليد‮ ‬قبل‮ ‬الراشد،‮ ‬لكن‮ ‬غرورهم‮ ‬وجشعهم‮ ‬أعمى‮ ‬بصرهم‮ ‬وبصيرتهم،‮ ‬وجعل‮ ‬بوصلات‮ ‬الارتزاق‮ ‬توجههم‮ ‬نحو‮ ‬قبلة‮ ‬المال‮ ‬المدنس‮ ‬والموقف‮ ‬المنافي‮ ‬للدين‮ ‬والإنسانية‮ ‬والأخلاق‮.‬
في المقابل هناك متاهات اكشن أخرى لا تخضع لكيبورد العدوان، وهو فيها الحلقة الأضعف، ولا خيارات له في تحديد وضعية الاستمرار أو التوقف؛ أو تغيير المستويات والتحكم بمعايير النقاط. تلك نزهة أولي البأس الشديد ورجال اليمن المغاوير، وتلك طاقة الإيمان المتجددة في ملاحم الصمود، وتلك بطولات اساطيرها يمانيون اختزلوا الزمان والمكان في سيف حيدري بجمهور صامت، لا يكترث لصفيح اللعبة في الشق الآخر، ولا يعيرها اهتماما سوى جرعات من النصح وكبسولات من الاحتواء وفتح الأبواب لقطع مغررة انهكها الصفيح، واقتنعت أخيرا أن تترك بيدقة كينونتها‮ ‬وتدلف‮ ‬إلى‮ ‬صف‮ ‬الوطن‮ ‬بكينونة‮ ‬وطنية‮ ‬بكامل‮ ‬آدميتها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 12:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-57639.htm